توصلت قبائل حاشد أمس إلى اتفاق صلح مع الحوثيين منقلبة بذلك على آل الأحمر الذين كانوا يتزعمون هذا التجمع القبلي والذين منيوا بخسائر فادحة في المعارك الأخيرة انتهت بفرارهم وتفجير الحوثيين لمنازلهم.
يأتي هذا ليؤشر على تغيير في خارطة التحالفات بالبلاد من جهة، وعلى انحسار زعامة آل الأحمر الذين تقول دوائر يمنية مختلفة إنهم يدفعون الآن ثمن تحالفهم مع حزب الإصلاح الإخواني.
وكان آل الأحمر الذين يحظون بدعم من أجنحة حاشد ومن السلفيين ومن تجمع الإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين، خاضوا معارك قاسية ضد الحوثيين وحلفائهم في معاقل قبائل حاشد في محافظة عمران الشمالية.
وقال مراقبون محليون إن أفراد عائلة الأحمر لم يعد لهم أي تأثير منذ وفاة والدهم، فضلا عن أن سقوط الرئيس السابق علي عبدالله صالح كشف عن تورطهم في قضايا فساد واستغلال نفوذ والسيطرة على مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية في منطقة نفوذهم دون أن يكون لهم أي دور إيجابي في خدمة الناس.
وأضاف المراقبون أن تحالف آل الأحمر مع حزب الإصلاح (الواجهة السياسية لإخوان اليمن) دفع القبائل التي تشترك معهم في تحالف تقليدي إلى مراجعة حساباتها، من ذلك أن قبيلة بكيل لم تدخل المواجهات الأخيرة ونأت بنفسها عن صراعات الحكومة والأحمر والحوثيين.
ولفتوا إلى أن الأنظار تتوجه إلى الشيخ سنان أبو لحوم الذي يعد واحدا من أهم زعامات بكيل وماذا سيكون موقفه من التغيرات الكبيرة على الساحة اليمنية خاصة بعد اندحار آل الأحمر وحلفائهم من حزب الإصلاح.
يشار إلى أن المعارك قد توسعت دائرتها في الأيام الأخيرة بعد نهاية الحوار الوطني وتبني وثيقته النهائية لنظام الأقاليم، ما جعل الحوثيين يسابقون الزمن لفرض توازنات جديدة بالقوة.
وتقف إيران بقوة وراء التوسع الحوثي السريع خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تؤكد التقارير المختلفة أن الحوثيين يحصلون بشكل مستمر على أسلحة ثقيلة كانت المحدد في نتائج المعركة.
ورجح متابعون أن يستمر التوسع الحوثي باتجاه صنعاء ما لم تتحرك الدول العربية المعنية، وخاصة دول مجلس التعاون التي كانت وراء نجاح الحوار الوطني وتبني “المبادرة الخليجية” لضمان الانتقال السلمي بالبلاد.
وحث المتابعون الدول العربية على بناء تحالفات أقوى داخل الساحة اليمنية لوقف الصراع المذهبي والطائفي الذي يتوسع بالبلاد والذي يخدم مصلحة إيران بالدرجة الأولى.
وسيطر الحوثيون الأحد على منزل آل الأحمر بعد فشل عدة محاولات لوقف إطلاق النار، فيما انسحب مقاتلو آل الأحمر من منطقة المعارك.
وأكد شيخ أنه "تم التوصل إلى صلح بين الحوثيين وحاشد من دون آل الأحمر”.
وقالت مصادر قبلية إن الهدنة التي تمت بوساطة رئيس بلدية العاصمة صنعاء تنص على انسحاب مقاتلي الجانبين من المنطقة والسماح بنشر الجيش.
وبحسب الشيخ، فإن "الذي يقود الصلح عن حاشد هو علي حميد جليدان، وهو من شيوخ قبيلة بني صريم".
ويعد جليدان من أبرز حلفاء الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بينما تخلى آل الأحمر عن الرئيس السابق وركبوا موجة “الثورة” ورددوا شعارات “ثورات الربيع العربي” للتغطية على استفادتهم من حكمه وحاولوا القفز من السفينــــة قبل الغرق.
وأكدت المصادر ذاتها أن الصلح يقضي بوقف كل أشكال الاقتتال بين الطرفين وتأكيد مبدأ التعايش وفتح الطرقات والسماح للحوثيين الذين يتخذون اسم “أنصار الله” بـ”التحرك بأمن وأمان في بلاد حاشد”.
ونظم مساء أمس لقاء قبلي كبير بين الحوثيين وحاشد في مديرية حوث في عمران، وذلك للتهاني وتثبيت الصلح.
وقال عبدالكريم الخيواني ممثل الحوثيين في الحوار الوطني اليمني "هذه ثورة من حاشد ضد آل الأحمر والظلم الذي مارسوه على حاشد طيلة خمسين عاما”.
وكان هذا أعنف قتال منذ اندلاع الاشتباكات في أكتوبر عندما هاجم المتمردون الحوثيون الشيعة الذين يسيطرون على معظم محافظة صعدة على حدود السعودية بشمال البلاد، قوات السلفيين في مدينة دماج بصعدة. واتهم الحوثيون السلفيين بتجنيد مقاتلين أجانب لشن هجوم عليهم.
* - العرب - الملعب