قبل خمس سنوات عندما كنت مقيما في بريطانيا ابلغت اثنين من أصدقائي يقيمان في صنعاء وهما الاستاذ ناصر الهاشمي والكاتب محمد عباس ناجي إبلاغ الاستاذ محمد حيدرة مسدوس مقترح مني بأن لا يتركوا الدكتور ياسين سعيد نعمان وبقية القيادات الجنوبية في الاشتراكي لوحدهم ، لان انسحابه هو والمناضل حسن باعوم وعبدالرحمن الوالي الثلاثي الى جانب زعيم الحزب حينها علي صالح عباد مقبل أسأل أن يمده الله ويمتعه بالصحة والعافية الذين قادوا تيارا قويا داخل الحزب الاشتراكي هو تيار اصلاح مسار الوحدة عقب حرب 1994 في زمن كان الحديث فيه عن الجنوب مخاطرة جمة.. وكان لبعض الجنوبيين في الاشتراكي وفي الاصلاح مواقف قوية مؤازرة للحراك عند انطلاقته ..
كان هدف رسالتي هو بقاء الجنوبيين في الاحزاب افضل من الخروج منها ، خاصة هؤلاء القادة الثلاثة في الاشتراكي باعوم ومسدوس والوالي ، بقاؤهم سيقوي القضية الجنوبية وسيكونوا رأس حربة للدفاع عنها مع بقية الجنوبيين في الحزب .. للاسف الخطاب السياسي والاعلامي للحراك في عدة مراحل اتسم بالتعصب والتخوين وتنفير الناس من الالتفاف حوله ، حتى الطرف الشمالي لم يجيدوا استقطابه للوقوف الى جانب القضية الجنوبية والتعاطف معها ، بل للاسف سادت لغة وما تزال عند البعض فيها من التعالي ممزوجة بالعنصرية التي جعلت الحراك هدفا سهلا للتكالب عليه من قبل السلطة ومؤسسات المجتمع المدني والاعلامي في الشمال ، في وقت كان اعلام الحراك محدود جدا وما يزال حتى اليوم ..
تصوروا لو كان مسدوس وباعوم والوالي بجانب ياسين نعمان ومحمد غالب والسقاف وعيدروس النقيب يمثلون الاشتراكي في الحوار ، وبقي محسن باصرة في الاصلاح الى جانب انصاف مايو وباحبيب قبل تنفيرهم من قبل بعض الاصوات المتعصبة في الحراك ، هل كان موقف الاشتراكي والاصلاح سيكون كما كان عليه في الحوار ، هل كان هذا الانقسام وعدم توحد القيادات سيحدث كما هو عليه اليوم من تمزق .. اعتقد انسحاب الجنوبيين خاصة الذين مواقفهم علنية وواضحة من القضية الجنوبية من احزابهم قدم خدمة كبيرة للاطراف الاخرى بالاستحواذ على الصوت الجنوبي وتمييع القضية الجنوبية داخل هذه الاحزاب ، ومن خلال هذه الاحزاب مع ممثلي المجتمع الدولي.
ما ذكرته سلفا كان من الماضي .. اليوم هل نتعض ونصحح مسار الحراك لنرتقي بقضيتنا والعمل بفكر سياسي لا ثورجي فقط ؟
* من الزميل السياسي والاعلامي لطفي شطارة