وقائع مقابلة ممثلي قوى الثورة السلمية الجنوبية بعدن للوزير البريطاني وسفراء دول مجلس الأمن الدولي
شبوة برس - عدن
منذ أن اخبرني المناضل الجنوبي لطفي شطارة قبل ثلاثة أيام أن وفدا بريطانيا رفيعا سوف يزور عدن , وانا لم اذق طعم النوم , فقد كثرت المهام الملقاة على عاتقي لإنجاح المهمة. فقد طُلب مني التوجه من صنعاء إلى بعض محافظات الجنوب لإشعار بعض قيادات الثورة الجنوبية بهذه الزيارة واهميتها .
فكانت العراقيل التي حدثت لم تخطر على بالي . ورغم اهمية تفاصيلها لكني سوف اشرح للقارئ العزيز ما يهمه.
تكون ممثلي قوى الثورة السلمية الجنوبية من : الدكتور ناصر الخبجي , العميد/ علي مقبل صالح , محمد عباس ناجي .. في الساعة 12 ظهرا من يوم الاربعاء 5 ديسمبر 2012م تم الاتصال بنا ان علينا التحرك إلى القصر الرئاسي في مدينة التواهي بعدن , وما أن وصلت مع زميلي إلى باب هذا القصر للخضوع للتفتيش حتى رفعت أكفي وبأعلى صوتي قلت ((حمدا لك يا الله أن هذا القصر الذي كان محرما علينا دخوله طوال 20 سنة ندخله اليوم مفاوضون وغدا ندخله كمالكون له)).
وشكرا لكم يا شهداء وشهيدات الجنوب , وشكرا لك يا شعب الجنوب العظيم.
في بداية اللقاء عرفنا بأنفسنا للوزير البريطاني للشئون الخارجية ولسفراء دول كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي , وهم فعلوا الامر كذلك .. فقام الوزير البريطاني بالتعريف عن المهمة التي اتوا من أجلها , وهي باختصار حول مشاركة شعب الجنوب في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني واهتمام المجتمع الدولي بقضية شعب الجنوب .
وبعد ان انهى حديثه المختصر تحدثنا إليه , وكان اهم ما قلناه : عبرنا له عن شكرنا لزيارته الخاصة لعدن وكل الوفد المرافق له , وان شعب الجنوب يؤمن بالحوار كوسيلة انسانية لحل القضية الجنوبية , وأن شعبنا الذي يخوض نضالا سلميا منذ سنوات رغم القمع والقهر والقتل الذي مازال مستمرا حتى اللحظة , ففي الضالع الان جيش نظام صنعاء يقتل ابناء الجنوب , ومع ذلك شعب الجنوب مستعدا للحوار , ولكن قبل مطالبتنا بالدخول في الحوار اوقفوا اعمال القتل الجارية الان في الضالع ووقف القتل اليومي لمواطني شعبنا , ووقف الملاحقات , ونطلب منكم توفير ابسط مقومات الحوار وهي أن يكون الحوار بين طرفين متساويين وليس بين طرف اساسي وطرف ملحق, وأن يضمن هذا الحوار حقوق شعب الجنوب ورغباته وتطلعاته , ايجاد ضمانات تكفل تنفيذ نتائج الحوار , فشعبنا لا يثق بالطرف الأخر الذي من عادته نقض العهود , فإذ كانت الدول الخمس ضامنة لنتائج الحوار فهذه ستكون مؤشرات جيدة , فمن عيوب المبادرة الخليجية أنها اتت لتعبر عن حلول لمشاكل اطراف الحكم في صنعاء واعادة توحيد القوى التي شنت الحرب على الجنوب عام 1994م , ولهذا نقترح عليكم ايجاد مبادرة جديدة خاصة بالقضية الجنوبية حتى تكون منطلق صحيح للحل.
كما ان السلطات الحاكمة في صنعاء لم تقم باي خطوات عملية يمكن البناء عليها. فهي مازالت تنتهج سياسية القهر والاذلال والتجويع تجاه شعب الجنوب , لهذا أنتم تطلبون منا تحديد موقف من الحوار في الوقت الذي نحن لا نستطيع ان نلتقي بقيادات ومناضلي ومناضلات شعبنا في الداخل والخارج لنتبادل معهم الراي لانعدام الامكانيات , فنحن شعب محروم من ابسط ثروات وطنه , فالقضية الجنوبية قضية مصير بالنسبة لشعبنا , ولا بد من التوافق عليها من قبل كل اطراف قوى الثورة الجنوبية .
كما نقترح عليكم فتح حوار مع الرئيس علي سالم البيض , فهو شخصية وطنية جنوبية هامة مثله مثل بقية قيادات الجنوب في الداخل والخارج, فنحن نرغب أن يشارك كل الجنوبيون والجنوبيات في حل قضيتهم .
حتى لا نعيد تكرار خطأ وحدة عام 1990م.
كما أن تجربتنا مع اخواننا في الشمال اثبتت انهم ليس بصدد بناء دولة ولو بعد ماءة سنة .
اما شعبنا فهو يناضل من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية تحترم حقوق الانسان ونتعهد أن تكون هذه الدولة عامل امن واستقرار في المنطقة , ومع الاسف اخواننا في الشمال يريدون منا دخول الحوار لإعادة تثبيت شرعية احتلالهم للجنوب , وللحصول على المساعدات الدولية ليأكلوها كما أكلوا سابقاتها , فأما نحن في الجنوب فنحن ليس محرومون من تلك المساعدات وإنما حتى من ابسط عائدات ثروات وطننا.
كما انهم يتحدثون عن امال كبيرة سوف يحققها مؤتمر الحوار الوطني والحقيقة أن هذا المؤتمر وكل القضايا التي تمثل جدول اعماله لا تعني شعبنا في شيء , فهيكلة الجيش على سبيل المثال هي هيكلة لجيش الجمهورية العربية اليمينة أما جيش الجنوب فقد تم انهائه وتدميره . كما ان مقارنة قضية الجنوب بقضية زواج القاصرات تحقير لقضية شعبنا .
ومن ثم تحدث سفراء دول مجلس الامن الدولي وحاولوا خلال حديثهم ان يشرحوا الكثير من القضايا واهتمام بلدانهم بقضايا اليمن بشكل عام وقضية الجنوب بشكل خاص , ورغبة بلدانها في مشاركة الجنوب في مؤتمر الحوار .
وقالوا أن مجلس الأمن الدولي اليوم في عدن ليناقش قضيتكم .
وعبروا عن استحسانهم لمستوى الخطاب السياسي الذي تقدم به الطرف الجنوبي. والاسلوب السلس في تقديم قضية شعبه , وأنهم يتفهمون لكثير من القضايا التي تم وضعها عليهم .
فكان الرد عليهم بأننا نقدر جهودهم ونشكرهم على ذلك وعلى استعداد لمناقشة كل الخيارات دون التعصب أو التشدد ولكن بعد العودة إلى كل مكونات قوى الثورة الجنوبية وإلى جماهير شعبنا وسوف نشرح للجميع وجهة النظر التي تقدمتم بها . فنحن نرفض العدمية والتحجر , ولكننا في الوقت نفسه لن نخذل رغبات وتطلعت شعبنا , فهو في نهاية المطاف صاحب الحق في تقرير مصيره .
الجدير ذكره ان وقت اللقاء كان محددا بـ 30 دقيقة لكنه استمر لأكثر من ساعة , فقد تبادل الطرف الجنوبي الاطراف الدولية المزاح والتنكيت وكأن الطرفان يعرفان بعضهم البعض منذ سنوات .
رسالة قصيرة إلى الرئيس البيض:
قضية شعبنا معقدة وبحاجة إلى العقل السياسي الجنوبي المبدع. فهل حان الوقت لتسترشدوا بهذا العقل يا سيادة الرئيس أم ان قراركم اليوم سيكون هو القرار الوحيد كما كان قراركم عام 1990م ؟؟؟؟
المواطن الجنوبي / محمد عباس ناجي.