تتجه الأزمة اليمنية نحو الانفراج في ظل إعلان مسؤول لـ «البيان» أمس عن اتفاقٍ وشيك بين السلطات والحوثيين من جهة وأنباء عن مشاورات لتسمية رئيس وزراء جديد واتفاق تسوية «مبدئي» ينتظر أن يتحول إلى «نهائي»، في حين استمر الوضع الأمني في عدة محافظات متوتراً، حيث سقط قتلى بانفجارات في عمران، فيما أدت غارة لطائرة من دون طيار إلى مقتل خمسة من قيادات «القاعدة» في شبوة.
وقال مسؤول في اللجنة الرئاسية اليمنية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين لـ«البيان» أمس: «بعد مفاوضات شاقة قادها محافظ صنعاء عبدالقادر هلال والوزير السابق يحيى المتوكل تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع المتمردين الحوثيين سيتم التوقيع عليه برعاية المبعوث الدولي الخاص باليمن جمال بنعمر الذي وصل لهذا الغرض».
وأفاد المسؤول بأن «الاتفاق تمت صياغته بمشاركة مسؤول العلاقات السياسية في جماعة الحوثي حسين العزى ونص على خفض جزء آخر من أسعار الوقود لتصل نسبة الخفض إلى أكثر من 60 في المئة على أن يقوم الرئيس عبدربه منصور هادي بتسمية رئيس الحكومة ولكن اختيار الوزراء سيتم بالتوافق وبمشاركة الحوثيين بمن فيهم الوزارات السيادية».
وفي حين ذكرت المصادر أن «الاتفاق نص على أن يقوم الحوثيون بإزالة مخيمات المسلحين مداخل العاصمة خلال 48 ساعة من تسمية رئيس الوزراء الجديد على أن يتم رفع مخيمات الاعتصام من داخل العاصمة اليمنية»، أفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية بأن «هناك انفراجاً سياسياً وشيكاً ومفاوضات لتسمية رئيس حكومة جديد».
في المقابل، أكد قادة جماعة الحوثي التوصل إلى اتفاق غير أنهم أوضحوا أنه «ليس نهائياً». وأبدى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي تفاؤله بالاتفاق. وقال إن «الاتصالات مع الحكومة عادت، وهذه بداية انفراجة» بينما قال ناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام: «حتى الآن لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي أو التوقيع عليه والمفاوضات لا تزال مستمرة».
مشاورات أممية
في غضون ذلك، استقبل الرئيس اليمني مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر واستعرضا مستجدات الأوضاع والتطورات الراهنة على مختلف المستويات والصعد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية تأكيد الأمم المتحدة «استمرار الدعم القوى لهادي من أجل استكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أجمع عليه أبناء اليمن كافه بمختلف أطيافهم ومشاربهم».
وجدد بنعمر تأكيد أن «المجتمع الدولي لن يسمح بعرقلة مسيرة خروج اليمن إلى آفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار من أي جماعة أو طرف، خصوصاً واليمن على مشارف استكمال النصوص الدستورية التي تمثل الانطلاقة الأساسية لتنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني ومتطلبات القرن 21».
بدوره، طالب هادي «كل القوى السياسية والوطنية والمجتمعية بتوضيح مواقفها بشأن تحركات جماعة الحوثيين التي تزعزع أمن العاصمة صنعاء وضواحيها».
وقال هادي: «الانتفاضة الشعبية في 2011 لها تداعيات كارثية على مختلف المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية وعلى المستوى المجتمعي انقسامات وانتشار للسلاح». وأكد أن بلاده «قادرة على التغلب على المصاعب والتحديات بكل أشكالها وألوانها». وذكر أنه «سيعمل من أجل السلام والوئام والخروج السلمي ويكفي ما تعرضت له صنعاء خلال الفترات الأخيرة، وعبر عن رفضه أي أجندات إقليمية خارجية».