والثورة أيضا فن وذوق وأخلاق...

2014-11-22 07:11

 

1- تعادل المنتخب اليمني مع  منتخب دولة قطر في خليجي 22 يعد ضربة قاصمة بظهر كل الانفصاليين أعداء الوطن. بهذه العبارة -او بما معناها- خرجت بعض المواقع الإليكترونية اليمنية وصفحات التواصل الاجتماعية لبعض اليمنيين على شبكة الانترنت بعد دقائق من نهاية تلك المباراة.

   ترى ماذا كان سيقول هؤلاء لو ان المنتخب اليمني  حقق الفوز على المنتخب السعودي؟. الله ستر على عباده.

2-لا نعلم كم مرة يتوجب علينا ان نكرر ان مشروع تحرير الجنوب لا يعني تحريره من بسطاء الشمال الذين لا ناقة لهم ولا جمل بموضوع الاحتلال. فعلى  الجنوبيين بكل توجهاتهم ألا يدعوا شيطنة بعض القوى الشمالية تصطاد بالماء العكر وتصور للعالم ان المواطن الشمالي بالجنوب اصبح في مرمى الثورة الجنوبية. وهذه القوى وغيرها تعرف ان الشماليين البسطاء لم ولن يكونوا يوما من الأيام هدفاً للجنوبيين مع استثناء بعض التصرفات الفردية التي تصدر من البعض .فالشمالي بالجنوب لم يكن منذ عام67م مواطنا عاديا وحسب بل تسنم  العديد منهم ارفع المواقع وأكثرها حساسية بالدولة الجنوبية حينذاك, عكس الحال الذي عاشه الجنوبي بصنعاء منذ ذلك العام حتى عام 1990م. وبالتالي نقول ان الثورة الناجحة هي التي تكون قيمتها من قيمها ولا تسقط في سفاسف الأمور وصغائرها, فالثورة مثل الرياضة فن وذوق وأخلاق قبل ان تكون عمل سياسي ثوري.

من يحدد سقف زمني  لانتصار الثورة الجنوبية السلمية فهو يضر بالقضية الجنوبية بقصد او بدون قصد, لأن أي زمن يتم تحديده ثم يأتي هذا الموعد دون ان يتحقق ما وعد بإنجازه يضر بمصادقة اصحاب القضية ويمسخ معنى منطقهم السياسي ويشوه  مفهوم خطابهم الإعلامي أمام الخارج ناهيك عن الداخل.

صديقي الثائر المتشدد الذي عرف عنه الى عام 2011م بتزمته وهوسه بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وبنظام حكمه القمعي الفاسد والذي ظل هذا الثائر يصفق له  بالحق والباطل طيلة سنوات , اليوم يعيب علينا بأننا لم نتعرض لما يقوم به علي عبدالله صالح من أعمال تخل بالأمن وتهدد الوحدة والأمن – حسب قوله - وهنا.نذكر صديقنا الثائر موديل 2011م باننا كنا نتمنى منه ومن أمثاله بالجوقة كلمة حق واحدة تنتقد  فساد وعبث حكم علي عبدالله صالح في غمرة بطشه وفساده وعجرفة حزبه وعساكره, مثلما فعل الكثير منا خصوصا بالجنوب في ذلك الوقت العصيب الذي كان الاحرار يقتلون بدم بارد ويطاردون بالجبال وبالشتات ويساقون عنوة من داخل غرف نومهم الى أسقف الزنازين ودياجير السجون السحيقة. اما وقد اصبح علي عبدالله صالح اليوم خارج دائرة الحكم والقوة والتسلط فان نقده يعد نوعا من الشجاعة بالوقت الضائع , وقديما قالت العرب:حين يشيخ الثعلب تنتف شعره الغربان.

 

*حكمة: أعدل الشهود التجارب.