وفي خلق المبعوث بالحق لكم أسوة ...
عبدالخالق الحود
عرفتكم "" أشد خلق الله التزاما ,,وأكثرهم حبا للدين والحق,, وايم الله إن فيكم شجاعة وإقدام وصدق ,, لو وزع على أهل الجزيرة لكفاهم :
نعم .. لي كغيري وكثيرين ..مآخذ على عدد من أفعالكم, ليس المقام هنا لنقاشها
سؤالي وقبله رجاءي مشفوعا بنخوة وأثرة بينهما نصيحة محب :
أن تمرغوا وجه الأمريكان بالوحل وذلك بعفوكم عن الصحفي " الأمريكي : لوك سومرز " تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم واستحضار موقفه حين دخل مكة منتصرا فاتحا
دخلها ,,على من مرغّ وجهه واصحابه تعذيبا وكذبا وتلفيقا وأخرجوه من بيته عقب محاولة اغتيال فاشلة بقوة الله .
هم ليس غيرهم من وضع الروث على ضهره وهو يصلي أمام ابنته وأصحابه,, وهم من وضع السىلى على ظهره وهو ساجدا لله سبحانه وتعالى في بيته العتيق وهم من قتل أعز الناس اليه ..هم من دعاهم ليلا ونهارا فكذبوه وأهانوه ووصفوه بالمجنون .
وحين أظهره الله عليهم ومصيرهم بين يديه : قال يا اهل مكة ما تضنون أني فاعل بكم ....الحديث .
الى أن قال اذهبوا فأنتم الطلقاء.. ..
ورب الكعبة أني أعلم انكم تعرفون هذا وغيره أكثر مني وفيكم من تصل مرتبته في نيل علوم الشرع مرتبة علماء الأمة .
ولكني أناشدكم بالله : أن يسعكم ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم ,,
فوتوا الفرصة على أمريكا فساستها هم المستفيد الوحيد من قتل الصحفي "سومرز" حال فعلتم ذلك : أطلقوه معركتكم ليست معه وفي الشرع درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ..
ولعمري لو أن الشيخ أسامة حي لقال لكم ذلك ...
وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) سورة التغابن.
كما أمرَ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: \" خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ [الأعراف:199] .
,وقوله تعالى : وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )
وفي أفعال السلف :
قال جعفرُ الصادِق رحمه الله: \"لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة\" أدب المجالسة لابن عبد البر (ص116)
قال علي بن الحسين: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة بغير حساب، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: ما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء علينا عفونا. فيقولون: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين.....
حلية الأولياء 3/139.
يقول الإمام ابن القيم : يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فإنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك.
كونوا رجاعين الى الحق فذلك لكم وليس عليكم ...
وإني لأرجوا أن اجد مقطع آخر وأنتم تودعون فيه الصحفي الأمريكي بعد عفوكم عنه ليس لأن قادته يستحقون ذلك بل هو العفو عند المقدرة شيم الرجال وما عرفتكم الا كذلك .تنويه : ما قابلت يوما الصحفي الأمريكي ولا تربطني به أي صلة لا من قريب ولا بعيد
الصحفي : عبدالخالق الحود