قال السفير محمد عبدالرحمن العبادي مدير مكتب نائب الرئيس اليمني الأسبق الأمين العام للحزب الاشتراكي للشئون العسكرية قبل حرب العام 1994م , في موضوع كتبه بعنوان " المحاولة الفاشلة ... قبيل حرب 1994م " تحدث فيه عن أسرار ينشرها ويكتبها لأول مرة عن محاولات بذلها لعودة القيادات العسكرية الجنوبية المعروفين باسم " الطغمة " كعبدربه منصور هادي وعبدالله علي عليوه وأحمد عبدالله الحسني وحسين محمد عرب وسليمان قيس وسعيد سالم العريف العولقي ومحمد سعيد الكلفوت السليماني العولقي ومحسن خشاع الطوسلي العولقي و وصالح حسين الزوعري و محمد الباخشي وآخرون لم يورد أسمائهم .
وقال السفير العبادي في سياق موضوعه في منشور تداوله مدونون على صفحات التواصل الاجتماعي أنه سافر الى دمشق مطلع شهر مارس 1994م لغرض تنفيذ هذه المهمة الى دمشق برفقة فوزي بازهير مدير اليمدا في القاهرة لمقابلة الرئيس علي ناصر محمد الذي وصفه العبادي بالزعيم المحترم والحاضر الغائب في أحوال الجنوب .
وقال العبادي في سياق وصفه لأحداث تلك "المرحلة الخطير الفاصلة في تأريخ الجنوب واليمن وما تلاها من حرب وكوارث لحقت بالجنوب" ان الرئيس علي ناصر رحب بكل المقترحات التي قدمها حول عودة العسكريين الجنوبيين من صنعاء والذين قال عنهم العبادي أنه يعرفهم ويعرف وطنيتهم وشجاعتهم .
وختم العبادي موضوعه متحسرا ... ولكن المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمن .... رفض .. ؟؟؟
** رئيس تحرير " شبوه برس" عاصر تلك المرحلة وكان متابعا لأحداثها من الداخل والخارج بحرص شديد .. تابع أيضا جهود بذلت في نفس الإتجاه قادها كل من الفقيد صالح منصر السييلي محافظ محافظة عدن والمعارض الرئيس لإعلان قيام بالوحدة بالصورة التي تمت بها يشطاره في ذلك الموقف الفقيد سعيد صالح سالم الردفاني وزير أمن الدولة في الجنوب قبل الوحدة , كما أن سعيد صالح سالم ممن استشعروا مبكرا الحاجة الى المصالحة بين طرفي صراع يناير 1986م في الحزب الاشتراكي اليمني المعروفين بالطغمة والزمرة , أو كما وصفهما طيب الذكر الأستاذ السيد عمر عبدالله الجاوي باسلوب ساخر بـ " طــز " .
و قتل سعيد صالح سالم في حادث مروري مشبوه نهاية الثلث الأول من مايو 1993م بعيد إنتخابات ابريل البرلمانية بايام والتي كانت نتائجها القشة التي قصمت ظهر بعير شهر العسل والعلاقات التي ربطت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض ومن يواليهم من أحزاب وجيوش .
كما قتل مسموما أيضا بعدها بشهرين السياسي الجنوبي الشهير محمد علي هيثم في التاسع من يوليو 1993 م بعد لقاءاته المتكررة بالشهيد صالح أبوبكر بن حسينون التي نظر اليها علي عبدالله صالح وأجهزة مخابراته بالشك والريبة في حمى الأزمة اليمنية ورفض علي عبدالله صالح تشريح جثة هيثم أو دفنه في مسقط رأسه مديرية مودية بمحافظة أبين .
وباختصار فقد كان صالح منصر السييلي له رأي بعودة العسكريين الجنوبيين الى الجنوب والمصالحة معهم عندما بدأت العلاقات تسوء مع تحالف المؤتمر والاصلاح كطرف والاشتراكي والبيض طرف آخر وقد وصل الى عدن لتنفيذ هذا التصالح ضباط وسياسيين زمراويين كبار ومكثوا في عدن لعدة أسابيع لمقابلة المسئولين لبحث ترتيب عودة كل العسكريين الجنوبيين الى عدن , غير أن نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض ورئيس الاركان اللواء هيثم قاسم طاهر رفضا مقابلة أي منهم بضغط من أعوانهم , وكان بعض الحزبيين والعسكريين من فريق البيض ينطلقون في موقفهم الرافض من تداعيات أحداث يناير 1986م .
صالح منصر السييلي كانت له وجهة نظر متقدمة على موقف فريق البيض وهيثم الرافض لأي مصالحة .. وكان مع عودة كل العسكريين الجنوبيين طغمة وزمرة حتى من غير اسلحتهم حسب وجهة نظره والذي قال السلاح يتعوض بالمال لكن الرجال لا يعوضون بكل الأموال .
وحسب علم رئيس تحرير " شبوه برس" ومتابعته للأحداث حينها , لم تكن هناك شروط تعجيزية من قبل من يسمون فريق الطغمة أتباع الرئيس السابق علي ناصر محمد ( عبدربه منصور وعليوه وعرب وبقية العسكريين والسياسيين) .. وكانت شروطهم بناء مساكن جديدة بدلا عن مساكنهم التي صادرها المنتصرون في حرب يناير 1986 م وبالنسبة لوضعهم الوظيفي طالبو بعودة كل قائد لواء أو كتيبة منهم مثلا أن يعين نائب قائد أو أركان والوزير أو نائب وزير والمدير العام الى درجة أدنى من ذلك لا مشكلة في ذلك حسب رأيهم .. غير أنهم وجدوا الرفض والعنت من المنتصرين في أحداث يناير 1986م .
أحد السياسيين الجنوبيين من خارج طرفي الصراع الجنوبي ـ الجنوبي وبعد هزيمة 1994م علق على ذلك قائلا : لو قبل البيض بشروط الزمرة ببناء مساكن لهم بدلا عن مساكنهم المصادرة بمبلغ زهيد لا يساوي 10% من قيمة طائرات السوخودي الجديدة التي تركها في مطار الريان بالمكلا عند هروبه الى عمان ولا تساوي شيئا من قيمة الأسلحة الجديدة في الحاويات التي رفض توزيعها على قبائل حضرموت بايعاز من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الملاصقين للبيض في المكلا حينها ناهيك عن الأموال السائلة في بنوك الداخل والخارج والتي استولى على معظمها علي عبدالله صالح لما آلت الأمور الى ما آلت اليه من أوضاع كارثية حلت بالجنوب وشعبه .
* تصويب أسماء العسكريين وتصحيحها من لدن " شبوه برس"
المنشور الذي كتبه محمد العبادي
الأمين العام السابق للاشتراكي البيض وسعيد صالح سالم
قادة الجمهورية اليمنية المعلنة في مايو 1990م