عصيان وإعلام .... !

2014-12-19 14:52

 

-1- العصيان المدني يصبح واجب مقدس عندما ينعدم احترام القانون و يعم الفساد في الدولة. و المواطن الذي يتعامل مع هذه الدولة يصبح مشتركا في الفساد و تغييب القانون) هكذا قال غاندي رأيه الصريح بالعصيان المدني في غمرة نضاله ضد الاحتلال البريطاني لبلاده (الهند).

 

ومع أن العصيان المدني الذي استأنفه الحراك الجنوبي السلمي بمدن الجنوب منذ أسابيع هو بالأصل ليس عصيانا كما يظنه البعض, بل إضرابا عن العمل الخاص والعام ، لم يرتق بعد إلى مصاف العصيان المدني الذي يشل فاعلية حركة ومؤسسات الدولة الهامة, كواحد من أرقى الأساليب المدنية المعبرة عن الرفض للاستبداد والظلم وهو يأخذ معنى أشمل وأعم من العصيان الذي نراه اليوم بالجنوب, لسنا بهذه العجالة بصدد الحديث عن معنى العصيان بثورة موسعة كما يراه غاندي بمفهومه الشامل , بقدر ما نحن معنيون بالوقوف إزاء أهم نقاط السلب التي تعتري هذا الإضراب الجنوبي, منها على سبيل المثال لا للحصر ضم المرافق التعليمية بكل درجاتها إلى هذا الإضراب وهو المرفق الحيوي الذي يجب أن يكون خارج أدوات الفعل الثوري كونه البوصلة التي من خلالها سيتحدد اتجاه مستقبل الوطن الذي يتعرض منذ عقدين لعملية تدمير ممنهجة, وبالتالي فلم يعد هذا المجال يقوى على مزيد من الانهاك والضياع, فالعملية التعليمية بالجنوب هي في الأساس بحالة غيبوبة في غرفة العناية المركزة , بل قل هي في حالة إضراب مستمر منذ عام 1994م ، وعلى ما تقدم فمن المنطق أن يتم استثنائها من الإضراب مثلما تم استثناء المرافق الصحية، ولا ينبغي أن ننهج خطأ أصحاب شعار:( لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس) الذي سقط أصحابه قبل أن يسقط ذلك الرئيس.

 

ناهيك عن وقوفنا أمام ضرورة تنظيم وضبط إيقاع هذا النوع الراقي من الاحتجاجات( الاضراب- العصيان المدني), كيلا يتحول الوضع إلى فوضى تأتي بنتيجة معاكسة لما اُريد لها أن تكون، فإن كان النظام( الحكم) بدون حرية يعتبر طغيانا فإن الحرية بلا نظام فوضى.!

-2-يقال إن الناس مثل الأقلام متعددة الألوان, قد لا يروق بعضهم لبعض, لكن اللوحة لا يكتمل رسمها إلا بهذه الألوان جميعا.

نقول هذا من وحي ما نراه اليوم من عبث ومراشقات إعلامية مؤسفة بالساحة الجنوبية بين أفراد ومكونات على صدور الصحف وواجهات المواقع الإخبارية توشك أن تتجاوز حدود الاختلاف الطبيعي.

 

- فنحن نكتب لنفجر الأشياء ولينتصرَ الضوءُ على العتمَةِ, فالكتابة كما قال الشاعر الراحل نزار قباني, هي (انفجار), ليس لنفجر الخلافات وننسف جسور التواصل كما يتعمد البعض, بل لنفجر الهمم وننسف الباطل لنقيم على أنقاضه الحق، فالحق ظلٌ ظليل.