(السيد وزين باهارون وحسن بيومي) ترأس السيد البيومي حكومة عدن للفترة من 17 يناير 1963 - 24 يونيو 1965م
نكست الأعلام لمدة ثلاثة ايام لوفاة أول رئيس وزراء لولاية عدن حسن علي بيومي وكان هناك نوع من التعاطف الشعبي مع عائلة البيومي وفي هذا الوقت العصيب في عدن تم ترشيح السيد زين عبده باهارون لشغل هذا المنصب رسميا بموافقة المندوب السامي ومؤازرة المجلس التشريعي بالكامل
كان السيد زين عبده باهارون قد تولى منصب رئيس الوزراء بالنيابة منذ ظهور المرض على رئيس الوزراء حسن علي البيومي إلى جانب مهامه كوزير للمالية في شهر ابريل من نفس العام و بعد وفاة الوزير السابق حسن علي بيومي عين رئيسا للوزراء من قبل الحاكم جونستون في التاسع من يوليو/تموز 1963م وكان يبلغ من العمر 33 عاما وتم انتخابه بعد ذلك واستمر في منصبه إلى 23 يناير/كانون الثاني 1965م.
السيد زين عبده باهارون يسار الصورة وفي الوسط الشيخ محمد بن فريد
العولقي وزير خارجية إتحاد الجنوب العربي في أحد مؤتمرات لندن
وقد ترك تشارلز جونستون عدن بعد ثلاثة سنوات من الحكم وكان من المفترض أن يتولى الحكم من بعده وهذا من مقررات بنود المجلس الموحد عن الانسحاب لكن المجلس لم يدم طويلا نتيجة للمؤامرات انذاك.
السيد زين باهارون من مواليد عدن عام 1930م تلقى تعليمه في مدرسة بازرعة الخيرية ومدرسة القديس مار يوسف البادري )
كان رجلا بكل معنى الكلمة ومتعدد الوسائل وكان متأصلا من عائلة مشهورة ومعروفة جدا تدعى باهارون وأصلها من حضرموت من منطقة تريم الخريبه كما أن هذا الشخص وعائلته تتمتع بالسمعة الإجتماعية والدينية حيث أن أصولهم تعود لنسل سيدنا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام فلقبوا بالسادة وقد كان السيد/ زين تاجر دولي مخضرم فهم أساليب التجارة الدولية والتعامل مع رؤؤس المال بحكمة فكان قوي الشخصية.
كانت نظرته قوية تجاه العالم الذي ينظر من خلال عدسات سميكة فتميز السيد / زين بذكائة وسرعة فهمة وهدوئه الذي عكس مزاجه بدقة
السيد زين باهارون لمع نجمه السياسي عندما تم اختياره كوزير للمالية في أول حكومة وطنية في عدن ترأسها السيد حسن علي بيومي وأن كان النشاط التجاري قبل ذلك قد جعله من أشهر البيوت التجارية في عدن تخصصت في تصدير البن والجلود واستيراد المواد الغذائية وغيرها
(كتب الأستاذ نجيب يابلي (ابوجهاد) في العدد3721 من صحيفة الأيام عن السيد زين عبده باهارون كان قيادي لامعا وإداريا محنكا واليه يرجع الفضل في إخراج مشروع شركة الطيران (باسكو إلى حيز الوجود واليه يرجع الفضل في وضع اللوائح التنظيمية والإدارية لشركة باسكو)
لم يتم تغيير جوهري بوزارة البيومي الذي استلمها السيد زين باهارون الا بتعيين السيد باسندوه وزيرا للمالية بدلا عنه وأضاف مستحدثا وزارة الأوقاف وإسنادها للسيد عبد الحميد غانم .
ونتيجة لانتقال رئاسة الحكومة من الفقيد حسن بيومي الى السيد زين عبده باهارون اصدر شقيق الفقيد حسين بيومي كلمة عبر إذاعة عدن شكر فيها المواطنين على قيامهم بواجب العزاء وماظهر منهم من وفاء لفقيد الوطن كما طالب المواطنين والمجلس التشريعي بمؤازرة رئيس الوزراء الجديد السيد زين عبده باهارون ومساعدته لاستكمال الطريق الذي بدئه الفقيد حسن البيومي
كما ألقى رئيس الوزراء السيد زين باهارون كلمة عبر إذاعة عدن قال فيها:
إن التكليف في حد ذاته شرف و مسؤولية ,شرف لثقة منحه التي أولاني إياها إخواني في المجلس التشريعي ومسؤولية عملية الوصول بهذا الوطن إلى الرخاء والحرية .
إن عدن قد قابلت في الشهور الماضية تغيرات جذريه أساسيه في حياتها وشكلها السياسي وبذلك أصبح لكل مواطن دورا غير الدور الذي كان يمكن أن يلعبه في السابق وعملنا وحدنا سنسهم مساهمه فعاله مباشره في إسعاد الفرد والمجتمع ودفع عجلة المحبة كما ناشد معالي رئيس الوزراء (( من اجل استرداد كرامه شعبنا العربي ))
لتخليص أنفسنا مما أصابنا وليكن لنا من الماضي عبره ومن حوادث الأيام ومجريات التاريخ دروسا وعظات لمصلحتنا ومصلحة قضيتنا .
وقد قام رئيس الوزراء الجديد بافتتاح مستشفى في مدينة كريتر بأسم الفقيد الراحل حسن علي بيومي كما اسماها كلية عدن باسم الفقيد الراحل وأصبحت بعد ذلك تعرف باسم كلية البيومي
حكومة باهارون
أهم ما اضطلعت عليه حكومة الباهارون إلغاء قانون التحكيم الإجباري وتعريف المواطن بولاة عدن وتعريب الأعمال الحكومية والتشريعية واعتماد اللغة العربية كأساس للتعامل بجانب اللغة الانجليزية وتحديد حق الانتخاب للمواطن بولاية عدن والعمل على إشراك القطاع النسائي في هذه الانتخابات والذي كانت مستبعده منه وقد أثبتت تواجدها في المظاهرات والاحتجاجات الذي كان يقوم بها الوطنين من والحين والأخر
كما عملت حكومة باهارون على صياغة قانون جديد يحدد عمل أمانة ميناء عدن رغبة في تشجيع العمالة الوطنية من احتلال مراكز مرموقة في هذا المرفق الحيوي والهام والتخفيف من قبضة الأجانب على هذا المرفق المهم والذي كان يعتبر دولة داخل دولة آنذاك كما كان يعتبر الشريان الحيوي لاقتصاد ولاية عدن
صرح المندوب السامي قبل مغادرته عدن إن حكومة باهارون ستستمر حتى جلاء القوات البريطانية وهي الذي سوف تسير دفة الدولة بعد الاستقلال وعلى الحكومة البدء بالتفاوض في لندن بحسب قرار وزير المستعمرات البريطانية الذي اقر جلاء القوات البريطانية في بداية عام 1968م
اصطدمت حكومة رئيس الوزراء بمعارضة شديدة على كيفية الذهاب إلى مؤتمر لندن الدستوري والذي سيتم فيه مناقشة الجلاء والذي كان مقررا له الانعقاد في 2مارس 1965م
حيث كان وجه الاعتراض من قبل المعارضة يتمثل في ضرورة تمثيل كافة الولايات المتحدة في هذا المؤتمر تمثيل متساوي ضم إمارة حضرموت إلى الوفود بكامل العضوية (والمحمية الشرقية كاملة ) بما في ذلك ألمهره
الاتفاق على جدول أعمال مسبق يتم مناقشته قبل الذهاب إلى مؤتمر لندن الدستوري
تقدم رئيس وزراء عدن برد تلاه في المجلس التشريعي يوضح فيه وجهة نظر حكومة عدن حول مؤتمر لندن حيث أسمى البيان (نوايا حكومة عدن حول مؤتمر لندن)
الاتفاق على خلق دولة وحدوية على أساس البيان السياسي الذي صدر عن حكومتي الاتحاد وعدن في شهر ديسمبر 1946م
تحديد موعد ثابت لاستقلال جنوب الجزيرة العربية
الخطوات التي يمكن بواسطتها تحقيق ماسيتفق عليه بما في ذلك إيجاد هيئة إشرافية مستقلة يتم اختيارها من بين الدول الذي نعرف مقامها لممتاز وحيادها
رفضت المعارضة في المجلس التشريعي بيان النوايا للحكومة ممثلة بالسيد عبدا لقوي مكاوي حيث طالب بتأجيل انعقاد المؤتمر حتى يتسنى الاتفاق الكامل بين جميع الأطياف السياسية في الجنوب للسياسة المزمع اتخاذها في مؤتمر لندن كما أوضح المكاوي موقف الحزبين الرئيسيين حزب الشعب الاشتراكي وحزب رابطة الجنوب الغربي في عدن الرافض لمؤتمر لم يستعد له بوقت كافي ولم يتفق بشان السياسة الموحدة لكل الأطراف وأهمها صدور جدول أعمال المؤتمر للأطياف السياسية ومناقشته قبل الذهاب إلى لندن
تم رفض مقترح المعارضة من قبل الحكومة والمندوب السامي وأصرا على الموعد المحدد سلفا مما زاد رقعة المعارضة ومما أضاف لها أيضا قوة البيان الصادر21فبراير 1965من الولايات الاتحادية ماعدا ولاية عدن بعدم الاشتراك في مؤتمر لندن الدستوري إلا بشرطان أساسيان إشراك إمارة حضرموت والمحمية الشرقية بما فيها ألمهره والوصول إلى اتفاق قبل انعقاد المؤتمر بين الاتحاد وحكومة عدن والمعارضة والمجلس الاتحادي والمجلس التشريعي (جدول اجتماع مسبق)
أضحت حكومة باهارون بين حجري رحى فالمندوب السامي أصر على أن لايكون هناك جدول مسبق ومتفق عليه للمؤتمر والمعارضة مصرة على سقف شروطها المسبقة مما افقد الحكومة زمام المبادرة أمام هذه المعضلة وزاد ت الأمور تعقيدا على رئيس الحكومة قيام أربعة وزراء من حكومته بتقديم استقالتهم منها , مما اضطره إلى تقديم استقالة الحكومة في 23فبراير 1965م إلى المندوب السامي الذي أمر أن تبقى الحكومة لتسيير الأعمال حتى يتم البث في أمر الاستقالة استمرت حكومة السيد زين باهارون في تسيير الأعمال حتى تم تعيين السيد عبد القوي مكاوي رئيسا للحكومة الجديدة في 7مارس 1965م
قدم السيد باهارون مساهمات عظيمة لوفد الجبهة القومية المفاوض في جنيف حيث تحمل تكاليف البعثة والنقل وحتى سيارة الرئيس الراحل محمد قحطان الشعبي أول رئيس للجنوب والذي طاف بها على عدن اثر عودته من مؤتمر جنيف كانت السيارة للسيد زين عبد باهارون
توفى السيد زين باهارون في العام 1971م اثر نزيف حاد بالدماغ الم به عن عمر ناهز41عام
* من أحمد علوي باهارون و صفحة عدن أكثر من وطن