علَمُ وكتاب : عمر بن عبدالله بامخرمة السيباني - حياته وتصوفه وشعره

2015-01-12 15:35
علَمُ  وكتاب : عمر بن عبدالله بامخرمة السيباني - حياته وتصوفه وشعره
شبوة برس- خاص - الهجرين - وادي حضرموت

 

موجز عن حياة الشيخ الفقيه الصوفي عمر بامخرمه

هو عمر بن عبدالله بن علي بامخرمه الجوهي السيباني مولده مغرب يوم الثلثاء 13 رمضان سنة 884هـ بمدينة الهجرين نشأ بها ويموشح وهي قرية جنوب شرقي شبام عند اخواله وارتحل الى عدن عند ابيه قاضيها فلازم شيوخ عدن مجتهدا في تحصيل العلوم الشرعية والنحو والبيان واللغة متتلمذاعلى يد السيد ابوبكر العيدروس والعلامة محمد باجرفيل وعاد الى حضرموت ولازم الشيخ سهل بن عبدالله بن سحاق والشيخ عبدالرحمن باهرمز في هينن وكان شيخ فتحه في علم الحقيقة هو الشيخ عبدالرحمن باهرمز عرف عن الشيخ الفقيه عمر بامخرمه حبه للعلم والسعي للحصول عليه وكان كثير الترحال سافر الى عدن وزبيد ومكة المكرمة والمدينة المنورة وقد ادى فريضة الحج وتشرف بزيارة روضة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سنة917هـ وقد القى قصيدة في مدح النبي عليه افضل الصلاة والسلام قال فيها:

 

قف بالمطي ضحى على الأطلال ..... وأنــخ بظل نخيلـهـا والضــــال

وأنــخ بمنـــزلة قبـــــــال قبابهـــا ..... فيه محـــل القرب والأقـبــــــال

وبها الأمـــاني والأمــان لمن غدا ..... فيهـــا وراح بها من النــــــزال

فاحطط رحالك وانطرح في تربتهـا..... واسجد عليه سجود ذي اجلال

أوليس مسحب ذيل هند موطنها ..... لنعالها في الصـبــح والآصـــــال

ومقيلهـــا فيه ومســمرهـــــا به ..... ومحـــلها عن دون كل محــــــال

لهي المراد ومـطلبـــي ومـــأربي ..... ومنــى الفـــؤاد وغاية الآمـــال

 

نشب صراع واختلاف بين الفقيه عمر بامخرمه من جانب وبين السلطان بدر بن عبدالله الكثيري الملقب بأبي طويرق من جانب آخر نتج عن معارضة الفقيه عمر بامخرمة لسياسات السلطان بدر الكثيري القائمه على الحروب والمشاكل الداخليه وقد خشى السلطان بدر نفوذ ومعارضة الفقيه عمر بامخرمه فنفاه من مدينة هينن واستقر المقام بالفقيه عمر بامخرمة في آخر عمره في مدينة سيئون ولقي ربه سنة 952هـ ودفن بها وعلى قبره قبة يقصدها الزائرون كل صباح يوم جمعة .

 

قبر وقبة الشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة في مدينة سيئون

 

وللفقيه عمر بامخرمه ديوان شعر وهو يعبر عن اصطلاحات واشارات صوفيه بعيدة المشارب وقد استطاع مؤلف كتاب ( عمر بامخرمه حياته وتصوفه وشعره ) السيد عبدالرحمن بن جعفر بن عقيل الغوص في حياة الفقيه عمر يامخرمه وتطرق في مدخل كتابه الى التصوف ونشأته في حضرموت وتناول الشعر الصوفي ووفق في تبسيط المعاني الصوفية للقاريء وتولى شرح شعر الفقيه عمر بامخرمه وبسط المعاني العميقة ويسرها لفهم القاريء العادي وكان الكتاب بحق وحقيقة اجمل كتاب فيه من الانصاف للشيخ والفقيه الصوفي عمر بامخرمة وانصح المحبين لشعر بامخرمة اقتناء هذا الكتاب لما فيه من الفائدة . والله الموفق.

 

عمر بامخرمة السيباني - حياته وتصوفه وشعره

القسم: شعر

المؤلف: عبد الرحمن جعفر بن عقيل

دار النشر: دار الفكر

سنة النشر: 2002

الطبعة: 1

اللغة: عربي

عدد الصفحات: 352

 

 

يبحث اكتاب في التصوف ومصادره، وأصوله ونشأته في حضرموت ، ونشأة الشعر الصوفي ، فنونه المتنوعة، ومنهج ((بامخرمة)) الصوفي ، والمصادر المعتمد عليها في تصوفه، وتأثره بالمذاهب الفلسفية الصوفية ، مع مختارات من شعره.

كلمة الغلاف 

من تقديم الأستاذ محمد بن أحمد بن عمر الشاطري للكتاب

... الشيخ عمر بامخرمة هو الشاعر الشعبي الأول، كما سبق أن أخبرت الكاتب المرحوم محمد عبد القادر بامطرف لما أطلعني على كتابه عن الشيخ عبد الحق حين خلع عليه لقب الشاعر الشعبي الأول.

 

ومما أكسب صاحب البحث نصيباً وافراً من القدرة والكرامة اعترافه بذات نفسه، فلم يتعد طوره ولم يعطها زيادة على مقدار حجمها، كما يتجلى هذا في عدة مواضع من بحثه وكتابه الذي قدمه لي، فاستحق بهذا الرفعة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ((من تواضع رفعه الله ومن تكبر وضعه الله))، عكس بعض المغرورين المحدثين (بسكون الحاء) الذين تسوروا على التأليف في هذا العصر، وحتى لو فرضنا جدلاً أنه ليس كذلك، فإني ملزم بأن ألفت نظره إلى مواضع في كتابه لكي يعيد النظر فيها فيرجع عنها إن شاء الله....

 

المستخلص 

يبحث في التصوف ومصادره، وأصوله ونشأته في حضرموت ، ونشأة الشعر الصوفي ، فنونه المتنوعة، ومنهج ((بامخرمة)) الصوفي ، والمصادر المعتمد عليها في تصوفه، وتأثره بالمذاهب الفلسفية الصوفية ، مع مختارات من شعره.

من الكتاب 

مقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد فإن هذه المقدمة تشتمل على ثلاثة عناصر، وهي:

 

1 - سبب اختيار الموضوع.

2 - قيمة الموضوع.

3 - خطة البحث.

 

أولاً - سبب اختيار الموضوع

لقد كنت ولم أزل مولعاً بدراسة كل ما يتعلق بالتراث الشعبي الحضرمي من شعر وفنون، ولقد وجدت في دراسة التصوف في حضرموت رافداً غنياً وخصباً للتراث الشعبي، إضافة إلى أن التصوف في جانبه الإيجابي يتعلق بالنفس الإنسانية والعمل على مجاهدتها والوصول بها إلى أعلى درجات السمو والاطمئنان. وإبراز أهمية دور الصوفية في حضرموت في الحياة الفكرية والثقافية والسياسية، وأيضاً مساهمتها في نشر الدين الإسلامي في مهاجر الحضارمة (جزر الهند الشرقية وسيلان وشرق إفريقيا). ومحاولة متواضعة مني لإلقاء النظرة على التصوف في حضرموت، وعلى أهم روافده الفكرية في القرن العاشر من خلال دراسة حياة وشعر الشيخ عمر بن عبد الله بامخرمة السيـباني.

 

ثانياً - قيمة الموضوع

والموضوع دراسة لشخصية صوفية، لها أثرها الكبير في عصرها والعصور اللاحقة بعدها. وصاحبها: الشيخ عمر بن عبد الله بن علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد بامخرمة الجوهي السيـباني الهجراني. (ت 952 هـ).

الذي يعد من كبار شيوخ التصوف، وصاحب المكانة المرموقة عند الصوفية في حضرموت، وعلى الرغم من هذه المكانة التي يتبؤها الشيخ عمر بامخرمة، إلا أنه لم يحظَ بأدنى عناية من الباحثين، ولم نعثر على دراسة مستقلة تعنى بهذه الشخصية، اللهم إلا ما قد يأتي من ذكر عارض لها خلال كتابة تاريخ دولة آل كثير في عصر السلطان بدر بن عبد الله الكثيري الملقب (بأبي طويق)، أو ترجمة مختصرة لها في ذكر أعلام القرن العاشر.

 

ثالثاً - خطة البحث

تنقسم هذه الدراسة إلى مقدمة وثلاثة أقسام رئيسية هي:

1 - مدخل البحث.

2 - الباب الأول.

3 - الباب الثاني.

 

مدخل البحث:

وينقسم بدوره إلى فصلين:

الفصل الأول:

يتناول تعريف التصوف ومصادره، والتصوف في الإسلام وأصول التصوف الفلسفي.

 

الفصل الثاني:

دراسة نشأة التصوف في حضرموت.

 

الباب الأول:

يتكون من فصلين:

 

الفصل الأول:

يتناول نشأة الشعر الصوفي وفنونه المتنوعة كالمناجاة والاستغاثات والأوراد والأذكار والمدائح النبوية، وتأثير الحب الإلهي في شعر الصوفية، وأسلوب الرمز ومصطلحات القوم.

 

الفصل الثاني:

1 - يتناول تعريف السماع وأهميته عند القوم وقول أئمتهم فيه.

2 - السماع الصوفي في حضرموت، ازدهاره، وتأثيره على الشعر (الحميني).

 

3 - الشعر (الحميني) وأغاني الدّان الحضرمي.

 

الباب الثاني:

يتكون من أربعة فصول كان الاهتمام فيها منصباً على الكشف عن حياة الشيخ عمر بامخرمة ومنهجه الصوفي والمصادر الفكرية في تصوفه من خلال شعره، وهذا الباب يمثل الجانب الموضوعي من البحث وتأتي فصوله على النحو التالي:

 

الفصل الأول:

يتناول حياة بامخرمة: اسمه، ونسبه، ومولده، وموطنه، وشيوخه، ورحلاته، وصفاته، وأخلاقه، وأسرته، ومؤلفاته.

 

الفصل الثاني:

يتناول هذا الفصل الحالة السياسية في حضرموت وتعاقب الدويلات العشائرية على الحكم ابتداءً من القرن السابع الهجري وقيام الدولة الكثيرية، والصراع العلني بين صوفية حضرموت والسلطان بدر بن عبد الله الكثيري الملقب (بأبي طويرق)، وموقف الشيخ عمر بامخرمة من السلطان بدر في تصديه لغزوات البرتغاليين على مدن سواحل حضرموت في القرن العاشر الهجري، وسبب اختلافه مع السلطان بدر ونفيه من بلدة هينن إلى ظفار ثم إلى الشحر ثم إلى سيئون، ووفاته فيها في العشرين من ذي القعدة عام 952 هـ عن عمر يناهز الثامنة والستين عاماً.

 

الفصل الثالث:

يتناول بامخرمة التصوف، وهو الفصل المهم في حياة بامخرمة الروحية، وهو الجانب التربوي الصوفي، وتطرقنا فيه إلى وسائل الاتصال عند الصوفية (التوبة، الشيخ، المجاهدة) وتناول بامخرمة في شعره لهذه الوسائل. وموقفه عن أهمية الشيخ في حياة الصوفي. وأيضاً تناول هذا الفصل مقدمات الاتصال عند الصوفية (الحب، الشوق، الخوف) وفيه شواهد من شعر بامخرمة عن (الحب الإلهي) والشوق الصوفي للقاء المحبوب.

ويتناول هذا الفصل حالات الاتصال الصوفي، وهو ترقي الشعور النفسي للصوفي الواصل، ليحس فيها بأنه في عالم غير عالمه، وبوجود تلاشت فيه أبعاد الزمان والمكان، فيعيش فيه لحظات الفناء الحقيقي فيكون الشعور عنده من الله، وفي الله، وبالله، وإلى الله، وهذه هي حالات الاتصال الصوفي وتبدأ (بالأنس.. ثم السكر.. ثم الفناء..) وهو فناء العبد عن رؤية ما سوى الله، والتبرؤ عن كل ما في الوجود من حظوظ، مع شواهد من شعر بامخرمة عن حالات الاتصال الصوفي.

 

الفصل الرابع:

وهو الفصل الأخير، ويتناول هذا الفصل مصدر التصوف لدى بامخرمة وتأثره بالمذاهب الفلسفية الصوفية ووسيلة تعبيره بأسلوبه الغامض لتلك الأفكار والمشاعر، وتجربته الروحية القائمة على (الحب الإلهي) وتأثره بأفكار أبرز شيوخ التصوف أمثال (إبراهيم بن أدهم، والجنيد، وابن عربي، ومعروف الكرخي، والسهروردي). وإعجابه بهم ودعوته إلى آرائهم والدخول في مدخلهم الصالح، ومحاولة بيان تأثر بامخرمة بفكر ابن عربي في (وحدة الوجود ووحدة المعبود والأديان) وأيضاً التأثر بأسلوب الشاعر الصوفي عمر بن الفارض الملقب بـ (سلطان العاشقين) في أسلوب تناوله (للعشق الإلهي) ولهذا يلقب بامخرمة نفسه بـ (سلطان الهوى).

 

وكان لا بد لنا في هذا الفصل أن نختم هذه الدراسة عن الشيخ عمر بامخرمة. وننتقل إلى الجزء الثاني (مختارات من شعر بامخرمة) وأعترف بخشيتي في أن أخوض في أمر لم تكن خلفيتي عنه إلا مشوشة مضطربة لكثرة ما سمعت وقرأت من معارض للتصوف يكيل له أصناف التهم الشنيعة، ومن مؤيد له يرى أن لا كمال للدين ولا صلاح للعباد إلا به إذ هو الطريق الوحيد إلى الله.

 

ولم تكن خشيتي من ذلك التحذير الذي قرأته على هامش إحدى النسخ المخطوطة لديوان الشيخ عمر بامخرمة والذي ينهي فيه الشيخ جمال الدين محمد بن زين بن سميط العلوي، من جراءة التخبط والتخليط في كلام الأولياء ووضعه في غير محله (وقد حذر منه العارفون حتى سمعنا عن هذا العارف الفقيه عمر بامخرمة أنه قال: ما معناه من خبط أو خلط في كلامي خبط أمره أو قريب من هذا بمعناه، إذا علمت هذا فافهم).

 

وفي صيحة التحذير التي أطلقت سبب كاف في إحجام الكثيرين عن الخوض في شعر بامخرمة الصوفي.

وعلى الرغم من ذلك فقد قدر الله تعالى لي أن أخوض في هذا الموضوع في محاولة متواضعة لإبراز حياة هذا الشيخ وفكره معتذراً منه بقوله:

 

وأن جَنى جَانـــي أو خَصم بغالي مِصيـبهْ

حـطْ بامخـــرمة دعـواه وابـَرى طليـبــــه

من هَدايتك وأضوء اليوم ضوء اهْتدِي به

قلت يا رب خـــذ بيده ووفـــِّر نصيـبـــــه

أو ذكَرتـه بشِين أو رأتــه عِينــي بريـبــه

يالله اغفر لمن قد خضت في أمره بغيـبـه

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

 

* جمع " شبوه برس" من مصادر عدة