كاتب أميركي : مصالح مشتركة وراء الشراكة الأميركية الحوثية

2015-02-19 16:02
كاتب أميركي : مصالح مشتركة وراء الشراكة الأميركية الحوثية
شبوة برس - متابعات - صنعاء

 

يضيف انهيار اليمن الوشيك، وسقوطه السريع في دوامة الفوضى، دولة أخرى إلى لائحة دول الشرق الأوسط المتفككة، ويحرم الرئيس الأميركي باراك أوباما من الاعتداد بقصة النجاح، التي رواها في وصف الاستراتيجية الأميركية لبناء ما أسماه «شركاء خط المواجهة» لمحاربة الإرهاب والتشدد والعنف.

وأكد خبراء في مجال الأمن القومي والإقليمي، أنه ليس بالضرورة، في الوقت ذاته، أن تتعرض الحملة الأميركية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يعتبره مسؤولو الاستخبارات الأميركية، الفرع الأخطر للتنظيم، لضربة قاضية.

 

وقال لورنس كورب مسؤول البنتاغون السابق، وخبير الأمن القومي الحالي في مركز التقدم الأميركي في واشنطن: «لن يجعل هذا الواقع الأمور أسهل بالتأكيد، لكن، فلنفكر في الممارسات المناهضة للإرهاب، التي تواصلت في باكستان، على الرغم من المشكلات والعراقيل التي سادت العلاقات الثنائية للبلدين».

تحولت اليمن من شريك أساسي للولايات المتحدة، إلى دولة مرشحة للفشل في يناير الماضي، حين سقط الرئيس اليمني بوجه جماعة الحوثيين المتمردة. ومنذ ذلك الوقت والأقلية الحوثية، التي استولت على العاصمة صنعاء، تواجه المقاومة المتزايدة للقبائل السنية والمجموعات المسلحة، بما فيها تنظيم القاعدة.

 

عمدت معظم دول الغرب، ومن ضمنها الولايات المتحدة، في خضم القلاقل السياسية وموجة العنف المتصاعدة، إلى إغلاق سفاراتها في صنعاء، أخيراً. وأثارت التظاهرات المناوئة للحوثيين، والاقتتال بين الميليشيات، القلق حيال وحدة اليمن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمام مجلس الأمن، أخيراً: «اليمن ينهار أمام أعيننا، ولا يمكننا الوقوف متفرجين».

ويذكر أن ممثل كي مون الخاص في صنعاء، يحاول التفاوض مع الفرقاء السياسيين للتوصل إلى تسوية ما، في ظل عدم وضوح الأفق.

 

وشكلت التقارير الصادرة أخيراً، حول سيطرة مقاتلي القاعدة على مقر للجيش اليمني في جنوب شرقي البلاد، الغني بالنفط، أخباراً مقلقة للولايات المتحدة.

إلا أن بعض الخبراء الإقليميين أعربوا عن شكوكهم حيال التقارير التي تحمل بصمات مصادر إخبارية تابعة للقاعدة. وقال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: «لم تتضح بعد تفاصيل الحادث، كما لا يزال من الغموض بمكان، تحقيق القاعدة أي نجاح هناك».

 

وحذر بعض الخبراء الإقليميين، الولايات المتحدة من قطع جميع سبل التواصل مع الحوثيين، إلا أن هندرسون أعرب عن شكوكه حيال عثور الولايات المتحدة على شريك لها في الحكومة الحوثية، معتبراً أن أي مبدأ للتعاون معها يبقى محفوفاً بالمخاطر.

ووصف هندرسون درجة تأثير القوى الإقليمية الأخرى في اليمن، بالملتبسة، على الرغم من ادعاء بعض المراقبين أن تلك القوى كانت في الأصل وراء بروز الحوثيين، وقال إن الولايات المتحدة، في أفضل السيناريوهات، قد تتمكن من فتح قناة اتصال غير مباشرة مع القادة الحوثيين.

 

وتحدث خبراء آخرون عن إمكانية اتباع أميركا النهج القائم على مبدأ «عدو عدوي هو صديقي» في العلاقات الدولية، وأشاروا إلى أن وجود مصلحة مشتركة في هزيمة تنظيم القاعدة، قد يجمع الأميركيين والحوثيين في جبهة موحدة.

 وأكد هندرسون أن أولوية أميركا في وقف أي اعتداءات قد تنوي القاعدة تنفيذها على الأراضي الأميركية، تضع المخاوف المتعلقة بالحوثيين في المقام الثاني، وقال: «في الواقع، إن أجندتنا تتفق مع أجندة الحوثيين في ما يتعلق بالقضاء على القاعدة، وإن قدموا لنا بعض المعلومات عنها، فإننا سنقبلها حتماً، ونتصرف على أساسها».

 

عاملان مؤثران

إذا صحّ أن القاعدة قد استولت فعلاً على القاعدة الموجودة في جنوب شرقي اليمن، فإن ذلك قد «يستدعي ضربة جوية أو اثنتين»، وفق تأكيدات هندرسون، الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة عمدت، فور سيطرة الحوثيين على اليمن، إلى هجمات بطائرات من دون طيار ضد أهداف للقاعدة، مؤكداً أن الغياب الأميركي الطويل وعدم توفر «الشريك» الرسمي، قد يتركان أثرهما العميق في فعالية الحملة المناهضة للإرهاب.

 

* المصدر وكالات : بقلم: هوارد لافرانشي