فشل قيام دولة في أزال أوجد أوجاع اليمننة

2025-06-25 13:57

 

 الذي يتخلى عن تاريخه وهويته مهما حاول التصنع والتزوير    يجد صعوبة كبيرة بل استحالة في صياغة مشروع وطني  يتماهى مع تاريخه وهويته وواقعه .. وقد عمد الامام يحيى حميد الدين تقريبا عام1930 إلى محاولة صياغة مشروع هوية وتأليف تاريخ يتماشى مع اطماعه التوسعية مستعينا بيهود صنعاء والطائفة الإسماعيلية وزعيم الدونمة في صنعاء وتعز  فابتدعوا له الهوية (اليمانية) والادعاء أنه وريث الممالك القحطانية في العربية الجنوبية (الجنوب العربي ) وهذه السياسة أنتجت حربا بين الهوية الجديدة (اليمنية) وبين  السعودية نتج عنها معاهدة الطائف 1934 والتي بموجبها تنازل الامام يحيى عن حق الادعاء بملكيته الجهوية اليمانية ومطالبه بالدعاوي بوحدتها لكون ماتملكه السعودية في الجهوية اليمانية أكثر ممايملكه الامام يحيى..وهذا ينسحب على كل أرجاء الجهوية اليمانية من جنوب مكة المكرمة إلى ضفاف الخليج العربي مرورا بالعربية السعيدة  الجنوبية FelixArabia وسلطنة عمان وامارات العرب حاليا ودولة قطر وجنوب  الطود ..

 

ولايبدو لي أن الأطراف في الجمهورية العربية اليمنية حاليا قادرة على صياغة مشروع وطني حداثي يكون جاذبا لكل شعوب الجهوية اليمانية لتعارض ذلك مع مصالح مختلف الأطراف في اليمن السياسي والذي يكاد أن ينحصر مشروعها في  تقاسم الحكم وتوريثه والثروة لأنها تدرك  -اي- تلك الأطراف أنها غريبة عن الشعوب العربية اليمانية وان دورها أن تحكم تلك الشعوب وإدخالها في احترابات وأزمات وصراعات مستمرة  للتتفرغ هي لنهب الثروة وساعة ماتثور تلك الشعوب كل طرف  يعرف من  أين تعود جذوره كما حدث في ربيع صنعاء وتعز  عام 2011 الدونمة اتجهوا  إلى تركيا والسعودية كمحطة انطلاق واليهود الى اسرائيل وامريكا وأوروبا ..

 

 لقد جسدت محاولات الزعيم الجنوبي علي سالم البيض بفكرة الوحدة القومية العربية ايجاد مشروع وطني حداثي يكون جذابا وانموذجا يحتذى به لتحقيق وحدة الأمة العربية  لكن هذه المحاولة كانت وبالا على الجنوب العربي وعلى شعبه لصالح مشروع دعاوي الحقوق التاريخية والقومية اليمنية على أيدى طرفيها الدونمي والصهيوني المتنفذين بالتوارث في اليمن السياسي على امتداد  النصف الثاني من القرن السابع عشر وحتى اللحظة الراهنة من المعترك الراهن ..  وتم محاصرة المشروع  الوحدوي النهضوي وحصره في توريث الحكم وتقاسم الجنوب وهذه هي الحالة السائدة التي تعمل عليها كل زعامات الأطراف اليمنية بمكر ودهاء ليس جديدين وغريبين عن تلك الأطراف التي ظلت سدا منيعا يعيق قيام دولة بمؤسسات حكم وقانون ودستور تتبنى صياغة مشروع نهضوي حداثي يلبي متطلبات الحاضر ويهيئه للمستقبل من خلال وضع آلية لتبادل السلطة وإدارة شئون البلاد والعباد وإعادة النظر في مشروع الهوية الوطنية التي ابتدعها الامام يحيى بالغوص في تاريخ تلك الهضبة التي أسماها  العرب أزال الخضراء لكثرة امطارها ومناخها الرائع  كارض مرتفعة عن سطح البحر لأكثر من 3000قدم تقريبا بالتعاون مع الطرف الجنوبي الذي يستوجب عليه  إعادة صباغه مشروع هويته الوطنية الحضرمية لدولة مجاورة لدولة أزال في إطار الإقليم.

 

 الباحث/علي محمد السليماني