تحدث ضابط مخابرات أمريكي كان يعمل في السفارة الأمريكية بالقاهرة خلال ستينات القرن الماضي عن ما يُعرف بـ"لعبة الأمم". حيث يجتمع مجموعة من ضباط الـ CIA في المقر الرئيسي بواشنطن، ويتقمص كل ضابط دور زعيم في العالم، فيتصرف كل واحد منهم كما لو كان الرئيس الأمريكي يتخذ قرارًا تجاه دولة معينة، ثم يرد الضابط الآخر متقمصًا دور رئيس تلك الدولة، وهكذا تدور أحداث اللعبة. وقد شرح الضابط الأمريكي مايلز كوبلند هذه اللعبة في كتابه الموسوم *"لعبة الأمم"*.
الأطراف اليمنية في صراعها المستمر مع الجنوب العربي منذ عام 1993 تتحرك وفق قواعد مشابهة لتلك اللعبة، وتعاظم دورها منذ عام 2015 وحتى اليوم، مما يؤكد أن هذه الأطراف المتخادمة تمرر لعبة دولية قذرة تستهدف الجنوب العربي، والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، والمنطقة عموماً.
لقد كشفت الأحداث والتطورات التي شهدتها اليمن والجنوب العربي خلال السنوات العشر الماضية العديد من المناورات والممارسات الخادعة في قواعد الاشتباك، ومن ذلك التخادم المخزي بين "الشرعية" والمتمردين الحوثيين، أو كما يصفونهم هم. كما اتضح للجميع أن الهدف المشترك للأطراف اليمنية هو إرهاق شعب الجنوب، وإجباره على الاستسلام والبقاء تحت وطأة العبودية باسم "الوحدة أو الموت".
الهدف الثاني، وتحديدًا من خلال استهداف الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، هو استنزاف المملكة، وإظهار قيادته بأنها غير قادرة على إدارة الملفات السياسية، وإرغامها على دفع تكاليف باهظة كتعويضات، والتفاوض على الحدود وتحسين شروط اليمن.
وبكل تأكيد، كل ذلك ليس بعيدًا عن *لعبة الأمم*، ولا عن تكليف دولي لهذه الأطراف لتنفيذ أدوار خطرة ضد الجنوب العربي، وضد المملكة العربية السعودية، وبالتأكيد أيضًا ضد شعب اليمن الشقيق.
الباحث/ علي محمد السليماني