هُنا شبوة .. هُنا الجنوب

2013-01-14 20:25
هُنا شبوة .. هُنا الجنوب
شبوة برس- خاص

 

 

 عندما كان نظام الاحتلال في صنعاء يضيق الخناق حول منطقة ما من الجنوب , أو يخبو وهج شعلة الثورة السلمية الجنوبية لسبب ما كنا نجري اتصالا أو نوجه رسالة أو نداء إلى محافظة شبوة .

كان البعض يتساءل لماذا محافظة شبوة على وجه التحديد؟

 

كان ردنا عليهم انتظروا قليلا وسوف يأتي الرد مسرعا كسرعة الضوء .. أنظروا إلى خريطة الجنوب ستجدون أن شبوة تتوسطها بما يجعلها مدد الثورة الجنوبية بالرجال الابطال الذين انجبتهم اشرف وأطهر نساء الارض .

 

 والأهم من ذلك أن شبوة هي رمز مجد وتاريخ الجنوب , فعلى أرضها شيد شعبنا أقدم حضارة في التاريخ البشري.. حضارة ممالك ( اوسان وحضرموت وقتبان وذي يزن) .. على أرضها شيد شعبنا اقدم مستوطنة على سطح هذه الأرض , هي مستوطنة مدينة تمنع التي اجمعت كل البعثات الأثرية على ذلك.. وأجمعت أيضا على أن أهم اكتشاف أثري تم العثور عليه كان في المعبد الكبير لمدينة تمنع , وهو نقش حروف خط المسند بالترتيب الهجائي المنظم على جدران المعبد. وبهذا فنحن اصحاب اللغة العربية الجنوبية القديمة. وأن اقدم قوانين بشرية راقية كان مصدرها شبوة.

 

على أرض شبوة وجد أعظم رجال ممالك العربية الجنوبية .

وفي مقدمتهم الملك القتباني العظيم ( يدع أب ذبيان يهنعم ) وابنه الملك الخالد ( شهر يجل يهرجب ) هذا الملك قدم للبشرية اعظم هدية اختراع , وذلك عندما قال: في يوم تتويجه على عرش مملكة قتبان: منذ هذا اليوم يبدا العد الزمني , وكان ذلك في عام 115 قبل الميلاد .

وهو ما أطلق عليه جزافا وتحريفا فيما بعد بالتاريخ الحميري.. هذا الملك بسط نفوذه على معظم أراضي جزيرة عرب.. ودون نقوشه في كل موضع قدم وصل اليه جيشه.

 

هذه الأرض حفظت لنا النقوش التاريخ التي دونت على صخورها أنه خرج منها الملك الأوساني العظيم ( يصدق إيل فرعم شرح عث بن معد إيل) والملك الحضرمي العظيم ( يدع اب غيلان) والثائر العظيم ( ملشان بن ذي يزن) الذي سطروا ابناءه واحفاده , وفي مقدمتهم الاسطورة (سيف بن ذي يزن) اشهر ملاحم البطولات في التاريخ العربي القديم.

 

واليوم ها هي شبوة دونت لها على صفحات تاريخ الجنوب الناصعة أعظم ملاحم الثورة الجنوبية . وكان آخر من بين من دونت اسمائهم في سجل الأمجاد الجنوبي يوم الأول من يناير 2013م الشهيدين البطلين: محمد سالم العامري ومحمد أحمد الحبشي.

 

ولهذا فإن قرار قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب واستعادة دولته بأن يتم الاحتفال الجنوبي الرئيسي يوم 11 فبراير القادم.. يوم الشهيد الجنوبي في مدينة عتق ـ عاصمة مجد وتاريخ الجنوب ـ كان قرارا صائبا.. ليس تكريما لمحافظة شبوة الابية فقط , وإنما ليسجل التاريخ الجنوبي أن شعب الجنوب كله في هذا اليوم كان على أرض أجداده العظام ( شبوة) .. وسيقول شعب الجنوب في هذا اليوم الخالد بصوت واحد ( هُنا شبوة .. هُنا الجنوب).. في هذا اليوم سوف يقول شعب الجنوب لشباب الثورة الجنوبية الابطال في شبوة: عدوا واستعدوا لإشعال الشرارة الأولى للمرحلة الثالثة من الثورة الجنوبية ـ مرحلة الحسم الثوري الجنوبي.. وليكن شعاركم على الدوام ( ولائنا لله ثم لوطننا الجنوب وثورته التحررية المباركة .. وفائنا لشهداء الجنوب الابرار .. تحت هذا الشعار حتما سوف يكون النصر حليفكم) .           

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.