ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ (ﺑﺮﻟﻴﻦ) ﺧﺎﺭﺝ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻌﺪﻫﺎ، ﻭﺛﻤﺔ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﻨﺎﻳﺎ ﻧﺠﻬﻠﻬﺎ، ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻳﺴﻠﻢ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺗﺤﺖ ﺳﻤﺎﺀ (ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺔ) ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﺎﻟﻀﺒﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﻰ ﻣﻌﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖﻋﺪﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2012 ﻡ، ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﻋﻲ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ .. ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻭﻋﺪﻥ ﺳﻤﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻓﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺭﻭﺣﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻧﻬﻮﻯ، ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻤﻪ/ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻳﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺮ، ﻭﻳﻄﺎﻟﻊ ﺍﺧﺮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﻟﻠﺤﻈﺘﻪ، ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺳﻴﻜﻮﻥ "ﺗﺮﻭﻳﺴﺔ" ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ "ﺍﻻﻳﺎﻡ" ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻧﺰﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﻭﻣﻨﺤﺎﺯﺓ ﺑﻮﻋﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ "ﺍﻷﻳﺎﻡ" ﻭﺭﻳﻘﺎﺕ ﺻﻔﺮﺍﺀ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺑﻈﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﺉ ﻣﻨﻬﻚ ﺑﻈﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ ﻓﻼ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺁﻥ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺭﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻋﻲ ﻟﻼﻣﺔ، ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺍﺧﻼﻗﻴﺎﺗﻪ ، ﻷﻧﻬﺎ – ﺃﻱﺍﻷﻳﺎﻡ – ﺧﺎﻃﺒﺖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻣﻌﺎ، ﺑﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﺟﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺍﻟﺤﺮ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻣﻨﺒﺮ ﻟﻪ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﻗﺖ "ﺍﻻﻳﺎﻡ" ﺩﻭﻟﺔ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻏﺎﺷﻤﺔ ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻟﺠﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ – ﺣﺮﺏ -1994 ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﻴﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﺔ – ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ – ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺟﺎﻫﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻜﻠﻮﺟﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ، ﺍﻟﻐﺮﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻓﻨﺎﻣﺖ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ (ﺗﺒﻦ) ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺼﺮﺧﺖ ﻛﻞ ﺟﺒﺮﻭﺗﻬﺎ ﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻨﻌﻬﺎ "ﺍﻻﻳﺎﻡ" ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻨﻔﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﻬﺎﺑﺪﺱ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﻞ .ﻭﻣﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺛﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ "ﺍﻻﻳﺎﻡ" ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻥ ﺗﺤﻘﻘﻪ .
ﻓﻔﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﻳﺰﻣﺎ " ﻫﺸﺎﻡ" ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﻭﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻟﻴﻐﺪﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻔﺘﻮﻧﺎ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻭ ﺳﺎﻋﻴﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭﺓ، ﺳﻌﺖ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻗﺪﺍﺭﻩ، ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺣﻘﺎ، ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺟﻼﺩﻳﻪ، ﻣﻨﺎﻓﺤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻋﺪﻥ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺳﺎﻟﺒﻴﻪ ﺣﺮﻳﺘﻪ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﺕ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ، ﻳﺆﺟﺠﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻥ ﺗﺰﺣﺰﺣﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﺭﻋﺒﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﻉ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺒﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﺭﻳﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥﻣﺆﺛﻼ ﻟﻠﺜﻮﺍﺭ ﺷﻤﺎﻻ ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ، ﻭﻻ ﻟﺤﺮﻣﺘﻪ ﻛﺒﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻤﺜﻠﻪ ﻗﻮﻻ – ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ – ﻛﺒﻴﺖ ﺍﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﻨﺎ، ﻭﻻ ﻻﻛﺘﻈﺎﻇﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻻﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﺮﺍﺯ ﻋﻀﻼﺗﻬﻢ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻻﻣﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ "ﺍﺳﻤﺮﺓ" ﺍﻻﺭﺗﻴﺮﻳﺔ ﻣﺮﻏﺖ ﺍﻧﻮﻑ ﺣﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻫﺸﺎﻡ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺘﻪ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻢ ﻳﻤﺴﺴﻬﻢ ﺳﻮﺀ ﺍﻻ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﺍﻳﻤﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﻧﺰﺍﻫﺔ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ، ﻻﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻭ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ .ﻭﻻﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻬﺸﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺗﺸﻊ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﻗﺎﺋﺪ، ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﺎﻧﻴﻪ، ﻭﺳﻴﻜﺘﺐ ﻗﻄﻌﺎ ﺍﺧﺮﻭﻥ ﻣﻤﻦ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻨﻀﺎﻻﺕ ﻗﺎﺋﺪ ﻻ ﺗﻘﻄﻊ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﻨﺮﺍﺟﻊ ﻧﻔﺤﺎﺕﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟـ"ﺍﻻﻳﺎﻡ" ﻭﺑﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻃﺎﻗﻤﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ .
ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻥ ﻳﺬﻋﻦ ﻟﻠﻤﻌﺰ ﻓﻴﺤﻈﻰ ﺑﺬﻫﺒﻪ، ﻭﻳﻜﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻭﻗﺘﻪ ﻭﺣﻠﻤﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﻄﻌﺎ ﺍﻟﻬﺸﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻓﻜﺮ ﻫﻨﻴﻬﺔ ﺍﻥ ﻳﺨﺬﻝ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﻳﺨﺴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻒ ﺑﻪ ﺍﻓﺌﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻳﻨﻤﺎ ﻭﻟﻰ، ﻻﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﺭﻣﻮﺯﺍ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺭﻣﺰﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ، ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ يفقد ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﺬﺍﺗﻪ.
ﺳﻴﺤﺘﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﺮﺓ ، ﻭﻛﻢ ﺳﻨﺤﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﺮﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﺧﺮ ﺳﻨﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻫﺸﺎﻣﺎ ﺍﺧﺮ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺳﻴﺮﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻪﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﺎﺣﺎ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ، ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﺎﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﺍﻗﻮﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
● بقلم/ د.هشام محسن السقاف
نقلا عن حضرموت برس