أختلت كفة الجنوب ليس منذ اعلان الحرب والانتصار المزعزم في 7 يليو 1994م بل أختلت بعد اشهر من أعلان الوحدة الأندماجية المقيته . حيث بدأت آلة الموت تحصد اخيار الجنوب تصيدهم واحداً تلو الأخر في أزقة صنعاء وحواريها بل واينما ذهبوا وحلوا .
في ذلك الحين، بداء العد التنازلي لكي يسقط الجنوب ونصبح مجرد- شقاة - وعسس ومهمشين على قارعة طريق الوطن . وعانينا ولكن لم نَهٌنْ ، حيث كنا للوطن سادته وقادته ورموزه فصرنا نبحث ونسعى في مناكب الارض عن ملاذ لنا ولصغارنا الأبرياء . تعبنا وتبعثرنا نعم ولكننا لم نسقط ولم نصمت ولم نرضى بالصمت فهو عار .
ولقد دارات الاحداث دورتها ، والزمن لا يرحم فتغيرت وجوه وغادرت وجوه وتماهت وجوه ولكن وجه الوطن بقي صامداً، يشع بالأمل وتباشير الصمود، وسالت دماء كثيرة ولا زالت تسيل قرابين للوطن الذي اضعناه فصرنا بعد ضيعاته كالأيتام.
اليوم تساوت القوى و بدأنا الان ضربات الجزاء الترجيحية، ولسوف نسددها وننتصر على وعثائنا وهواننا وضيعاتنا ، ولكن يجب ان لا يكون ثمن الانتصارات فادحا وثقيلا ، ففي خضم هذه المرحلة لا زلنا نتوه في قضية تحديد المسارات والأدلة ، لكن اليوم الرئيس هادي جاء الى عدن وقصة قدومة كمثل عودة البطل من غرفة الانعاش الى حلبة المصارعة فهل نرقب ونصبر ونصابر لنرى اتجاه الرياح فلدى هادي -البارومتر - لقياس المنخفضات و الضغط الجوي ومعه خبراته وتواصلاته و استرشاداته وحدسة .
في خضم الاحداث التي تموج على مستوى الوطن يجب ان لا تشغلنا صغائر الامور فان تعصى عسكري او قيادي فلن ٌنشغل به. ولا نجعل همنا كيفية عزلة وكيفيه رضوخه وكما نعلم ان الذي في محيط ليس محيطه وفي خضم ليس خضمه لهو الأسر وليس الآسر !
وعن اللجان الشعبية التي ولدت من لهب وآتون أبين فلا زال الكثيرون بعتبرون انها من المنغصات والتلفات ومنهم من يشكك في دورها في ترسيخ مداميك الامن وثقوا أن تواجد هذه اللجان لهي درع للوطن وامنه وبهم وهم نستطيع ان نعزز مداميك امننا ونعزز ثقة العالم بنا .
لا نُكَسِّر مجاديف بعضنا , دعونا بزورق الوطن اليوم نبحر معاً ، ودعونا في حالة توافق وأتفاق مع بضعنا ، ودعونا نجرب أن نعطي السهم لباريه، واعني في ذلك الرئيس هادي . ولا تثقلوه بلوماتكم ومعاتباتكم وتعجلاتكم وتشكيكاتكم وهواجسكم وظنونكم. ومن لديه الطبيب الماهر فلا يُكثر عليه بالظنون والتشكك ،في عدم أتقان حرفته .
لدى هادي في قبعته الكثير من الأرانب التي سوف تدهشنا وهي تنطلق من تلابيب قبعته السحرية. دعوه يدهشنا دعوه ينطلق ودعوه يمضي ، طالما اليوم والى عدن يحج اليوم سفراء الدول الكبرى وطالما اليوم عدن يزورها المندوبين الدولين وهي اليوم صارت تتربع على طول وعرض الشاشات والاخبار .
ستعود عدن بعد ان أُذلت وأقصيت وأهينت ، بل كادت ان تفنى، واليوم تستعيد عدن عافيتها وتدب في اوصالها الحياة والانتعاشات ، وهي اي عدن مدينة عالمية تحشد عبر تاريخها حكاية التعايش بين كل الطوائف والالوان والطبقات وهي وجه الوطن وهويته .
وكما اننا اليوم نستمد الامل في ان أقليم حضرموت فهو يستقبل رئيس الوزراء خالد بحاح ويتأهب ليلقلع ،فلا تشغلوه ولا تخاصموه ولا تجبروه على سلوك طريق هي قدره وأمله وخلاصه . لدى حضرموت من الجرأة ومن القوة ومن الامكانيات العظيمة ما يجعله الحصان الذي يراهن عليه الوطن كل الوطن ومن أقصاه الى اقصاه .
ولا نتحاسد ولا نستجر الاحزان ونستدر الدموع ونبعث من مراقدها الذكريات المؤلمة، دعونا نعيش ونعايش اللحظة ، بامل وترقب ويقين بالنصر .
ولنٌعلم ذاكراتنا النسيان وقلوبنا الغفران ومشاعرنا التراحم .
* فاروق المفلحي - كندا - - برانت فورد