يروي أهوالا وفضائع : قصة معتقل جنوبي في العند تمكن من الهرب

2015-06-05 07:09
يروي أهوالا وفضائع : قصة معتقل جنوبي في العند تمكن من الهرب
شبوة برس- خاص - عدن - صالح محمد لجوري

 

سأتطرق الى قصة أحد المعتقلين من أبناء العاصمة عدن اذ يرويها بعد تمكنه من الهرب بعد غارة لطيران التحالف العربي ”على العند” .. يقول : كانت البداية بخروجه بسيارته الصغيرة والمتواضعة؛؛ ليجلب لأسرته النازحة، شيء من حاجيات المعيشة -وبينما هو في الطريق إذ اعترضوه مجموعة من الأشخاص الغرباء والمدججين بالأسلحة والجنابي والتي أتضح له حينها أنهم من عصابات الحوثيين والجيش..

بعدها اقتادوه إلى مدينة ”الفيصل” القريبة من المدينة الخضراء.. وبعدها حملوه مع مجموعة من المعتقلين المدنيين إلى قاعدة العند التي يتواجد بداخلها مئات الأسرى والمعتقلين الجنوبيين..

 

يروي لنا قصته بعد أن ..من الله عليه بالهروب أثناء قصف طائرة للتحالف.. للعند حينها تمكن من ”الهرب” والرجوع إلى أهله النازحين.. بحثاً عن المأوى الآمن.. وقد أصيب بعدة شظايا في جسمه بسبب الضربة التي كانت سبب الالإهي لإطلاق صراحه بعد شهر من المعاناة في معتقل العند.

 

يقول المعتقل واصفاً ما شهدته عيناه خلال شهر من التعذيب والاضطهاد لقد كنا نموت في اليوم عدت مرات من هول ما عانيناه وكنا نظن أنها نهايتنا لولا إرادة الله لي بالنجاة..

يقول وقبل وصولي إلى العند انا ورفاقي المعتقلين قاموا بتغطيتنا في بطانية ونحن منبطحين فوق صندوق الطقم من أجل لا يتم التعرف أن في الطقم معتقلين وما أن وصانا وإذا بي أشاهد ”العجب العجاب” في معتقلات العند.. فقد وزعونا على غرف ضيقة وكانوا يحشرون في كل غرفة بما يقارب ”خمسين شخصاً معتقلاً” بعضنا فوق بعض.. حيث يوجد في هذه الغرف-(الزنازين) الجماعية ”شيوخ تجاوزت اعمارهم السبعين عاما” ،،وكذلك الأطفال الصغار،، والرعيان الذين تم اعتقالهم بالقرب من مزارع لحج و القريبة من العند واخذ أغنامهم،، وكذلك المجانين والصوماليين أيضاً لم يسلموا من تهمة الزيف والبهتان التي يطلقون عليهم- ب(الدواعش-والتكفيريين) حد زعمهم..

 

يقول المعتقل :حالة مأساوية عشناها بحيث كانوا يعذبونا ويمنعون منا المأكل والمشرب حتى يفقد البعض منا قواه ويخر صريعاً مغشي عليه.. من شدة الجوع والمرض وصعوبة التنفس لأن الغرف تم كتمها علينا من التهوية ..

 

اما بالنسبة للوجبة الوحيدة التي كانوا يقدمونها للسجناء فهي عبارة عن (روتي ناشف له عدة أيام وقليل من الأرز الأبيض) ومن لم يستطع الأكل بإمكانه الموت دون مبالات منهم..

 

تعد هذه الغرف التي اتكلم عنها انها خاصة بالمعتقلين الذي لم تثبت ضدهم تهم بالمقاومة من خلال التحقيقات التي يقومون بها جنود الجيش الغازي والمليشيات الحوثية في العند..

-وبعض الغرف من الحديد يتم إغلاقها على الأسرى والمعتقلين حتى كنا نسمع صراخهم وصيحات عذابهم من شدة العناء والحر والتعذيب..بينما البعض من المعتقلين يتم تكبيلهم بالسلاسل وتعليقهم لمدة تصل من يومين إلى ثلاثة أيام ..وبحيث يقومون ب.رشهم بالمياه الباردة دون مراعاة لأدنى مستويات التعامل الإنساني بدعوات زائفة وظالمة بأنهم (دواعش- وتكفيريين)..

-وهناك سجون وغرف ومعتقلات خاصة (لأسرى الحرب) ممن تم أسرهم في ”المواقع والجبهات القتالية” -في ارجاء مدن عدن ولحج وبلة وكرش والصبيحة ..فيتم إيداعهم في غرف مكتومة من التنفس بحيث يمنعون عنهم أبسط حقوق الإنسان بمعاملات تعد الابشع على كل المستويات ..فعند مرور أحدنا اثناء اقتيادنا للتحقيق بالقرب من هذه الغرف لا يسمع إلا اصوات الصراخ والانين واصوات الاسثغاثة(ماء-ماء) من شدة المعاناة والعطش التي يعانونها الأسرى..

-وأيضاً عندما تأتي طيران التحالف وتحلق فوق العند يتم استخدام الأسرى والمعتقليين بمثابة- (كبش الفداء) حيث يتم فتح لهم ابواب السجون والزنازين ليخرجوا أمام الطيران ..فيقومون المعتقلين والأسرى بخلع ارديتهم ونزع شمزانهم للتلويح للطيران بها..

 

إشارة للاستنجاد إلى عدم الضرب علينا فنحن معرضون للموت.. وهكذا هي حال المعتقلين في العند جوع وتعذيب وترويع مستمر مع عدم مراعات لأدنى مستويات الإنسانية من قبل هذه العصابات الظلامية والدموية..

 

وبعد ما تقصف الطيران للعند ..من الأسرى والمعتقلين من يستشهد.. ومنهم من يغرقون في دمائهم .. ومنهم من يصاب وتبتر بعض أعضائه فينزف حتى يموت ..دون أن يقوموا بإنقاذه واسعافه.. ومنهم من يحاول الهرب ولاكن تحول بينه وبين حريته.. “حراسات على المداخل والمخارج والأركان وبين الاشجار ”عشرات” من جنود الإحتلال..

 

لم يكتفوا بهذا عندما يستخدموا معتقلينا ك”دروع واقية” وقت تحليق طيران التحالف.. ولاكن تماديهم جعل منهم مجرمي حرب بكل المقاييس فهناك قصة حدثة لاحد الأسرى من ابناء شبوة الابية .. وبينما هم يحققون معه قاموا برش مادة الاسيد على جسمة حتى احترقت يداه وأجزاء من جسده الطاهر وتركوه يصارع الموت دون اي رحمة بحالته..

 

وهناك معتقل أذكره من أبناء المملاح عدن اسمه محمد صالح النوبي تم إستشهاده في المعتقل.. رحمه الله كان يقول لزملائه في المعتقل اذا توفاني الله ” قبل ان ارى اهلي واولادي فخذوا سيارتي وما فيها” وأرجعوها إلى أهلي وابنائي وبينما هو يتحدث معنا دقائق فإذا بالطيران يقصف وأثناء القصف تخترق السجن قذيفة وتصيب مجموعة بإصابات بالغة وكان من بين المصابين هذا الأسير النوبي والذي جاءته شضية وأصابت رأسه ووجهه فنطق بالشهادة وتوفي على الفور..رحمه الله..

 

مأساة وأي مأساة تحدث لإخواننا الأسرى والمعتقلين في العند الذين يعانون ويلات التعذيب والتجويع والقتل والإرهاب والتعذيب بالكهرباء واصناف أخرى من الإجرام والوحشية في التعذيب..

 

-نناشد كل منظمات حقوق الإنسان وكل المنظمات الدولية والانسانية (العربية -والاسلامية) والعالمية بسرعة التدخل لإنقاذ أهلنا في الجنوب من جراء ما يتعرضون له من ممارسات وحشية وإبادات جماعية في الأحياء السكنية وأماكن اللجوء والمعتقلات.

 

ونناشد أيضاً من خلال هذه المأساة دول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي الى مد يد العون والمساعدة لاهلنا المدنيين والنازحين وذوينا في الجنوب..

ودعم رجالنا في الجبهات التي تتصدى لهذه العصابات والمليشيات الدموية والإرهابية التي دمرت الجنوب ارضا وانساناً.