محللون سعوديون: أعاد الثقة في قدرة العرب على حماية أمنهم القومي و التحالف العربي يقصم ظهر المخطط الإيراني

2015-09-23 09:58
محللون سعوديون: أعاد الثقة في قدرة العرب على حماية أمنهم القومي و التحالف العربي يقصم ظهر المخطط الإيراني
شبوة برس - متابعات - الرياض

 

 أجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على أهمية دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدعم قوي من عدد من الدول العربية وفي مقدمتها دولة الإمارات، في درء خطر الحوثيين، والمخطط الخارجي الذي يحركّهم، ضماناً وحماية للأمن القومي العربي، مؤكدين أنّ العملية العسكرية التي تقودها السعودية هي بمثابة رسالة قوية لإيران وغيرها بعدم التدخل في الشأن العربي والإخلال بأمن المنطقة العربية، كما أنها جعلت كلاً من السعودية والإمارات شريكاً فاعلاً في صنع القرارات المصيرية في العالم نظراً لما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي.

 

وأكد الخبراء الذين استطلعت «البيان» آراءهم، أنّ ساعة الانتصار واستعادة اليمن إلى حضنه العربي قد اقتربت، ما يعيد الثقة في قدرة العرب على ترتيب أوضاعهم الداخلية وصيانة أمنهم القومي، معربين عن أمالهم في أن تكون عاصفة الحزم بمشاركة عربية واسعة بداية لتحرير العراق ولبنان وسوريا من التدخلات السافرة الإيرانية التي تهدف إلى خلق الطائفية البغيضة وتفتيت العالم العربي، كما هو موجود الآن.

 

وقال الخبير السياسي المتخصص في العلاقات الدولية د. عبد الله بن ناصر العفيفي إن اليمن شهد خلال فترة الاحتلال الحوثي أسوأ مراحله التاريخية، حيث سيطرت أقلية مذهبية لا تزيد على 10 في المئة من الشعب اليمني على كل البلاد وعلى الدولة اليمنية بعد أن قاموا بسلب بقية مكونات المجتمع اليمني حقوقه السياسية بالقوة وأعلنوا نفسهم سادة للبلاد بتواطؤ من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي يريد أن يثأر من الشعب اليمني الذي أسقطه من كرسي جلس عليه 33 عاماً.

 

ويضيف العفيفي إن مرور عام على احتلال عاصمة اليمن من قبل أقلية حوثية عملت على قهر الشعب اليمني والسيطرة على مقدرات البلاد بالقوة، بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية، هي ذكرى تمثل كابوساً لليمنيين عانوا فيما عانوا فتناً طائفية وقتالاً يومياً بين الحوثيين والقبائل المدافعة عن أراضيها من جهة وبين الحوثيين وتنظيم القاعدة من جهة أخرى في ظل أزمات اقتصادية طاحنة وارتفاع يومي في معدلات الفقر وتفشي المجاعة والأمراض.

 

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية السابق د. عبد الإله بن حمود الطريقي أن اليمن عاش خلال العام الماضي في ظل احتلال الأقلية الحوثية مجموعة من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية الخانقة ما تسبب في إرباك المشهد اليمني بالكامل وأنذر بحدوث تهديد مباشر لأمن المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج بعد أن احتضنت إيران التغول الحوثي على السلطة في اليمن ونقل ترسانة من الأسلحة والخبراء العسكريين من إيران إلى اليمن ما مثل تهديداً حقيقياً لأمن المنطقة العربية وللملاحة الدولية في باب المندب.

 

وأوضح الطريقي أن تحرير العاصمة صنعاء الوشيك من براثن احتلال الحوثي المذهبي البغيض هو التتويج المبتغى لعملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل التي يرجى منهما أن تحققا استقراراً للأوضاع السياسية في اليمن وعودة الشرعية من جديد واستعادة الأمن في المنطقة العربية بعد التحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أن التحرك العربي كان سريعاً ورادعاً تجاه هذه التحديات وهو ما أدى إلى شلل تنظيم الحوثي ومنع سقوط باب المندب.

 

أما الباحث في الشؤون اليمنية بدر بن عبد الله الشهري فشدد على أن مرور سنة كاملة على الاحتلال الحوثي لليمن هو بمثابة درس صعب للشعب اليمني وللمحيط الجغرافي لليمن وخاصة المملكة العربية السعودية التي كان قرار تدخلها ضمن تحالف عربي شكلته دعماً للشرعية قرار استراتيجي وتاريخ في الوقت ذاته. وقال إن إيران تستعمل للوصول إلى تحقيق هذا المشروع إحياء الفتنة الطائفية وزرع التطرف والتعصب والتشدد وتقوية تيارات التكفير والغلو الديني ومحاربة الإسلام الوسطي والمعتدل بما يسمى الإسلام السياسي وخلق صراع سني - شيعي في كامل العالم العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن التحرك العربي الموحد بشأن عاصفة الحزم له دلالة سياسية واضحة بوجود رغبة قوية لمواجهة أي مخاطر تتهدد المنطقة العربية.

 

وأوضح الشهري أن الوقت لن يطول حتى تقوم القوات اليمنية الحكومية بتحقيق الأمن لليمن والمحافظة على وحدة ترابه خاصة في ظل الانهيار الذي يحصل للقوات الحوثية والقوات المتمردة على الشرعية وهي تتهاوى واحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى أن كرة النار تتدحرج الآن نحو صنعاء وحتى صعدة، بعد ستة شهور من بدء عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس الماضي وأعقبتها عملية إعادة الأمل اللتين أطلقهما التحالف العربي بقيادة السعودية.

 

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي يزن بن فراس الشمري إن الحوثيين كانوا يريدون السيطرة على ميناء باب المندب على وجه الخصوص والذي تمر منه قرابة 38 في المئة من حجم التجارة العالمية، وهذا إن دل فإنما يدل على رغبة إيران في لي ذراع المجتمع الدولي خاصة المنطقة العربية، وهو ما يمثل خطورة الأمن القومي العربي ككل.

 

ويضيف الشمري إن السعودية والإمارات وأشقاءهما في مجلس التعاون الخليجي وبقية دول التحالف العربي كان لابد أن يتحركوا بحزم في الوقت المناسب لحماية الأمن القومي العربي والمصالح الحيوية لدول المنطقة ولردع التهديد الذي يمثله الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران على القيادة الشرعية في اليمن، وتأكيداً للتحذيرات السعودية والخليجية السابقة من أنها لن تقبل بتحول اليمن إلى منطلق لتهديد أمن المنطقة بوجود نظام طائفي عميل يريد أن يفرض نفسه على الشعب اليمني الشقيق بقوة السلاح.. ويصبح شوكة في خاصرة شبه الجزيرة العربية لحساب أجندة ملالي إيران.

 

ومن ناحيتها، قالت الأكاديمية والمحللة السياسية منيرة بنت فهد السليمان إن مضي عام على سيطرة جماعات الحوثي وتمرد صالح على اليمن تدهورت فيه الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن إلى حد لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين بسبب انقضاض الأقلية الحوثية المذهبية على المؤسسات الشرعية ونشر أعمال العنف والإرهاب.

 

* البيان