من الاشياء المتوارثة عند كبار السن بحضرموت هو الحساب ، ويقصد بالحساب هنا حساب النجوم وفصول السنة وفق حسابات فلكية معروفة للمناخ تهتم بمواعيد ذري المحاصيل وحصادها ومعرفة توقع نزول المطر من اجل تهيئة الارض للموسم الزراعي ، هذا الشئ الوحيد الذي بقي للشيبان في حضرموت ولم يقتحم عالمه الشباب ، ومن المعروف في علم المناخ ومن القواعد الهامة فيه انه بالامكان حصول تغير في المناخ على فترات زمنية قدرت بـ 35 سنة وليس اقل من ذلك .
ابدع الحضارم في حسابات النجوم المتعلقة بالمناخ وما له علاقة بسقوط الامطار ومواسم الزراعة والحرث ومواسم الحصاد واشتهر في هذا الجانب حسابين مشهورين في حضرموت هما حساب الشبامي وحساب بن دغار ، وهاذين الحسابين الاختلاف بينهما يسير قد يصل الفارق بينهما على مستوى العام الواحد 15 يوم اي نجم واحد ، تقيد حساب الشبامي في الفترة الاخيرة وتم ربطة بالتواريخ الميلادية من اجل السهولة في حسابة فأنتشرت التقاويم في المساجد فيبداء العام في 1 يناير وينتهي في 31 ديسمبر مما اعطى سهولة كبيرة في حسابه وتتبعه ، ولكن بقدر ما اعطى هذا الربط بين حساب الشبامي والسنة والميلادية سهولة وانتشار لحساب الشبامي بقدر ما افقد هذا الحساب مصداقيته في معرفتة الحسابات المناخية وحسابات النجوم حيث ان الحساب الميلادي لا توجد اي صلة بينه وبين المناخ المتقلب باستمرار والخاضع للتغيير فربط حساب الشبامي بالتاريخ الميلادي افقده مصداقيته في معرفة تقلبات المناخ من حبث الحارارة والرطوبة ومواسم الذري والمطر وغيرها من التقلبات المناخية التي يرتبط بها عمل المزارعين والبحرة وتقلبات الطقس فالحساب الميلادي هو حساب تقويمي فقط من جل المرتبات والاجور فقط ويؤرخ للايام والسنون دون النضر للتقلبات المناخية على الاطلاق .
اما حساب بن دغار والذي لم يعد بالانتشار الكافي لصعوبة حسابة حتى بين كبار السن في هذا الوقت ناهيك عن الشباب وصغار السن ، لا يوجد ربط بين هذا الحساب وبين التاريخ الميلادي المعروف كما انه بينه وبين حساب الشبامي فارق يقدر بـ 15 يوم في كل عام ، يتميز حساب بن دغار بدقة عالية وتوافق كبير مع تقلبات المناخ والطقس وكما يقول اهل الخبرة وكبار السن لو قال لك الشبامي طلع للنخل طلع وباتحصل تمر لكان صادق فيما يقول ، يتميز حساب الشبامي بوجود ما يسمى الكبس وهو حالة تعني ان تلغى عدد من الايام في نجم معين ويبداء حساب النجم من جديد كل ذلك ليتوافق حساب النجوم وفق هذا التقويم مع تقلبات المناخ والطقس ، كان الكثير من البدو يرمون حبوب الذري في الارض وفق هذا التقويم حساب بن دغار وتوقع المطر ولا يخيبون في ذلك ، كما ان بعض البدو ان اراد ان يحيّق من النجد للحيق لفعل وفق التقويم الشبامبي ولم يخيب حسابه .
رحم الله الشبامي وبن دغار فقد خلفو لنا تركة يجب علينا الحفاض عليها
مما اعرفه ان الشبامي ينتمي لمنطقة شبام بحضرموت
*- بن دغار ينتمي لمنطقة حجر بن دغار
*- من سالم باراس