السادة آل باعلوي الحضارمة حماةُ العقيدة، وخُدّام الكتاب والسنة وفرسَانُ دعوة الإسلام (الجزء السابع)

2015-10-07 09:37
السادة آل باعلوي الحضارمة حماةُ العقيدة، وخُدّام الكتاب والسنة وفرسَانُ دعوة الإسلام (الجزء السابع)
شبوه برس - خاص - جدة

السادة آل باعلوي الحضارمة حماةُ العقيدة، وخُدّام الكتاب والسنة وفرسَانُ دعوة الإسلام

 

بقلم/ د. محمد أبوبكر باذيب

 

العلامة النحرير السيد علوي بن طاهر الحداد مفتي جوهور بماليزيا، رحمه الله

 

والكلام في هذا الصدد يطول، ويراجع للمزيد: كتاب «المدخل الى تاريخ الإسلام في الشرق الأقصى» للعلامة السيد علوي بن طاهر الحداد (ت 1382هـ)، وله كلام نفيس أيضاً في كتابه «عقود الألماس»، كما أورد السيد المؤرخ محمد ضياء شهاب (ت 1405هـ) دفين مكة المكرمة، الكثير من الفوائد والمعلومات في هذا الباب في تعليقاته على كتاب «شمس الظهيرة» لمفتي تريم العلامة السيد عبدالرحمن المشهور باعلوي (ت 1320هـ).

 

الداعية المعمر السيد علي بن عبدالرحمن الحبشي

 

ومن مشاهير الدعاة في القرن الرابع عشر الهجري: السيد العلامة علي بن عبدالرحمن الحبشي باعلوي (ت 1386هـ) المشهور بصاحب كويتان، وهي حارة من حارات العاصمة جاكرتا، يقام بها كل يوم أحد مجلس للتعليم والإرشاد، تحضره جموع غفيرة، حتى أن مداخل شوارع تلك الحارة أو ذلك الحي تغلق وتفرش للناس مفارش للجلوس والاستماع للدروس والمواعظ الدينية، ولا يزال هذا الأمر معمولاً به الى هذا الوقت.

 

الدعوة في شرق أفريقيا:

 

فمن كبار الدعاة في شرق أفريقيا، في القرن الرابع عشر الهجري: السيد العلامة القاضي أحمد بن أبي بكر بن سميط باعلوي (ت 1341هـ) دفين أتساندا في جزيرة أنجزيجة من جزر القمُر، والسيد العلامة صالح بن علوي جمل الليل باعلوي (ت 1354هـ) دفين جزيرة لامو بكينيا، والسيد العلامة القاضي عمر بن أحمد بن سميط (ت 1396هـ) دفين أنجزيجة بجوار أبيه. والسيد العلامة الفقيه أحمد مشهور الحداد (ت 1416هـ) الذي أمضى معظم سني حياته في أفريقيا ثم وافته منيته في مدينة جدة، ودفن بمقبرة المعلاة بمكة في حوطة السادة آل باعلوي الشهيرة.

 

السيد العلامة عبدالقادر الجنيد، رحمه الله

 

والسيد العلامة المؤرخ عبدالقادر الجنيد باعلوي (ت 1427هـ) دفين مدينة دار السلام عاصمة تنزانيا، والسيد العلامة الداعية سعيد بن عبدالله البيض باعلوي (ت 1366هـ)، وابنه العلامة الداعية الموفق محمد بن سعيد (ت 1434هـ) دفينا كينيا، والإفاضة والتفصيل في ذكر مآثرهم يطول جداً. ونحيل القارئ الكريم على كتابين مهمين، كلاهما من تأليف الأستاذ الأديب السيد حامد بن أحمد مشهور الحداد باعلوي (ت 1434هـ)، أولهما: «صفحات من حياة السيد الداعية أحمد مشهور الحداد»، وهو منشور في دار الفتح، الأردن، سنة 1424هـ/ 2004م، وكتابه الآخر: «دراسات عن العرب والإسلام في شرق أفريقيا»، صدر في مجلد عن دار المنهاج، جدة، سنة 1428هـ/ 2007م.

 

السيد العلامة الداعية أحمد مشهور الحداد، رحمه الله

 

وللشيخ الفاضل ياسر القضماني، معاصر، من أهل دمشق، كتاب «السادة آل أبي علوي وغيض من فيض أقوالهم الشريفة وأحوالهم المنيفة»، صدر في مجلد بدمشق، عن دار نور الصباح، سنة 2014م، يقع في 448 صفحة، عقد فيه فصلا ماتعاً عن دعوة السادة آل باعلوي الى الأصقاع المتنائية، وفي الكتاب تراجم لعدد من الدعاة المعاصرين من آل باعلوي المباركين.

 

تصوف السادة آل باعلوي

 

لسنا هنا بصدد الاستيعاب والإحاطة بكل النصوص الواردة في كل مبحث من مباحث مقالنا هذا، وإنما حسبنا من القلادة ما أحاط منها بالجيد. على أننا نشير الى أمر مهم، وهو التنبيه على أن طريق التصوف الذي انتهجه السادة آل باعلوي، لم يكن إلا التصوفَ العمليَّ، الذي هو السلوكُ القويم، والثبات على العبادة، والدوام على الذكر، الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة. قال الإمام المجدد السيد عبدالله الحداد باعلوي (ت 1132هـ): «إن طريق السادة العلويين، ليس إلا الكتاب والسنة، وهم درجات عند الله، والله بصير بما يعملون. فمن متوسط في ذلك، وكامل، وأكمل. فهم على المهيع الواسع الموصل إلى الله تعالى، من سار عليه وصل، إلا أن سلوكهم متفاوت»، إلى آخر كلامه(51).

 

وفي التعريف بطريقة السادة آل باعلوي، ألفت المؤلفات، وصنفت الرسائل والمصنفات، فمنها كتاب «العقود اللؤلؤية في بيان طريقة السادة العلوية»، للعلامة مفتي الشافعية بمكة المكرمة، السيد محمد بن حسين الحبشي باعلوي (ت 1281هـ)، وغيره من المؤلفات، وقد لخصها العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي باعلوي في كتابه «عقد اليواقيت الجوهرية»، وهو مطبوع متداول، كما من الكتب المعاصرة النافعة في الباب كتاب «المنهج السوي شرح أصول طريقة السادة بني علوي»، للسيد العلامة زين بن إبراهيم بن سميط، حفظه الله(52).

 

تحذيرهم من كتب فلاسفة الصوفية: جاء في كتاب «المنهج السوي» تحت عنوان (الفصل الرابع: في كتب تحذر القراءة فيها): «ينبغي للإنسان أن يحترز من مطالعة الكتب التي تشتمل على الأمور الغامضة، إيثاراً للسلامة، وخشية أن يفهمها على غير وجهها، فيضل عن سواء السبيل، ويهلك مع الهالكين. وذلك مثل مؤلفات الشيخ ابن العربي، وكتابي «المعراج» و«المضنون» للإمام الغزالي، وكذلك مؤلفات الشيخ عبدالكريم الجيلي، كما ذكر ذلك سيدنا عبدالله الحداد في «رسالة المعاونة»، انتهى(53).

 

والكلام في هذا الباب يطول، وهذا أنموذج كافٍ للتعريف باستقامتهم على المنهج العام لأهل السنة والجماعة وعدم مخالفتهم بما عليه حفاظ الأمة وفقهاؤها وأئمتها.

 

* - يتبع الجزء الثامن والأخير

* - للإطلاع على الجزء السادس : اضغــــط هنــا