الإنقلابيون بين ضلال العقول وقسوة القلوب ونهاية المصير.

2016-01-17 19:43

 

عندما تكون البينات والحقائق واضحة وليس فيها التباس أو غموض وتجد البعض لا يتقبلها ولا يعترف بها تعتريك الحيرة ويصيبك العجب وتسأل نفسك ما لهذا الإنسان لا يعقل فهاهو الحق بين جلي وهو لا يريد اتباعه،ولكن الأمر بسيط حين تدرك أن هذا الصنف من الناس قد أصيب بداء الضلال.

فالإنسان عندما يضل تجد قلبه لا يفقه وأعينه لا تبصر وأذانه لا تسمع  فتتعطل حواسه فيُصبح بلا قلب ولا أعين ولا أذان فلا قلب يحس ولا أعين ترى ولا أذان تسمع فيصبح كالأنعام بل وأضل من الأَنْعَام وكذالك عندما يصاب بداء قسوة القلب فيقسو قلبه فيصبح أشد قسوة من الحجارة.

 

وهذا يفسر تحولهم الى أدوات قتل مدمرة ليس لديها عقول تفهم الوضع المأساوي الذي أوصلوا أنفسهم والوطن والشعب إليه، ولا عيون ترى حجم الدمار الذي وقع والدماء التي سالت  ولا أذان تسمع صراخ الثكالى وأنين الجرحى وتأوهات المكلومين وبكاء الأطفال أي قلوب قاسية يحملون قلوب لا تعرف الرحمة لها طريق وليس لِلِّين فيها مكان .

 

هم ليس لديهم وازع من دين أو خلق وقد وصف الله دائهم في محكم كتابه العزيز حيث يقول:

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف ١٧٩

(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) الفرقان ٤٤

( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة ٧٤

 

هم اليوم أمام خيارين إما يستسلموا لخيار التعايش الوطني وما أجمعت عليه الأمة نابذين عنصريتهم وأمراضهم وإما يستمرون في غيهم وبغيهم وجهلهم فيستمر قتالهم بصفتهم الفيئة الباغية التي خرجت على إجماع الأمة وشرعيتها مُمَثلة بالرئيس المنتخب ومشروع مخرجات الحوار الوطني والدولة الإتحادية بأقاليمها الستة نزولاً لحكم الله القائل:

( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات