في مجلس مثقفين جنوبيين ، كان الحديث يدور حول مشكلة فقدان وحدة الصف الجنوبي التحرري في الجنوب العربي ، وكان احد المتحدثين يرى ان فقدان الثقافة الوطنية هي سبب تخلفنا وعجزنا ، وألقى باللائمة على الطبقة السياسية التي حكمت الجنوب وكذلك القيادة الحالية التي دخلت بالربح والخسارة مع نظام صنعاء؟! وأيده آخرون ، وتساءلت: لماذا نفترض ان المشكلة في القيادة فقط؟! فماذا لو أن القيادي السياسي تحمس لوحدة الصف الجنوبي بينما نحن نعيش في مجتمع محكوم بثقافة تراثية مناصرة للقديم السلبي؟! وايضاً نجد التوجه الجديد يسير بنفس ثقافة الماضي؟!
هل نتوقف عن هذا التفكير الجنوني الذي يشير الى السلبيات لا إلا الايجابيات؟!
بكلمة: ثقافتنا المتراكمة منذ سنوات والتي ترتكز في جوهرها على خطاب مشوه أو"خطاب يشوه الواقع والانسان"!! عاجزة عن نفعنا والنهوض بناء هذه هي الحقيقة. بل انها لا تكتفي بالعجز لكنها تقف بعناد أمام اي قائد يحاول النهوض بهذا الشعب واستيلاد مفردات ثقافية فاعلة ومنتجة.. ثم ان هذه الثقافة سببت للمواطن ترمومتر حراري ، تجده اليوم طالع وبكرة نازل ، لا لانه يريد ذلك ، بل لانه ضحية هذه الثقافة " ادعس يا فلان ادعس" .." هذا خائن واعرفه من زمان" .. " لماذا تقول هذا الكلام اذن من الافضل لك ان ...." هذه تكاد ان تكون ثقافة يومية .. والضحية هذا الشعب العظيم التي مع الأسف ممكن تنطلي عليه هذه الثقافة المدمرة .. وهناك من يتلذذ بإيذاء نفسه قبل غيره؟!.
مرة أخرى نقولها هل نحن عاجزون إزاء الجنوب لأننا عاجزون إزاء تغيير ثقافتنا؟! .. عاجزون لاننا دمرنا تركيبتنا المجتمعية التي كان من السهل تطويعها وترويضها حتى ننتقل بها الى مستوى متقدم دون اراقة دماء؟! .. عاجزون لاننا انتقلنا من ما فوق الوطنية(اممية قومية) ثم انحدرنا الى ما تحت الوطنية عام 1990م؟! . وعجزنا في سنوات الحراك الجنوبي - رغم تعبئة شعبنا بهويته الحقيقية الجنوب العربي - ان نقنع من كان ينتج مبرراً لثقافة مزيفة تطيل لحظة الاختلاف وتؤجل لحظة المواجهة والتغير .
أذن مشكلتنا مشكلة ثقافية في نهاية الأمر.
*- المحامي علي هيثم الغريب