جريمة للمحتلين اليمنيين في عدن : تدمير المعالم الاسلامية

2016-03-22 14:26
جريمة للمحتلين اليمنيين في عدن : تدمير المعالم الاسلامية
شبوه برس - خاص - عدن

 

قليلة هي المدن  في العالم التي عرفت التعايش الانساني بين كل الكيانات الإنسانية وعرفت ثقافة القبول بالاخر واعتنقتها وساد التسامح الديني فيها ورفض كل مافيها لغة الالغاء والتطرف والرفض.

قبل عقود طويلة من حديث العالم اجمع عن حوار الحضارات وضرورة القبول بالاخر كانت هنالك مدينة  تدعى عدن تعيش تزاوجا روحيا بين كل أقطاب العالم المتصارعة .

 

قبل عقود من حديث البشرية عن التسامح بين الاديان كانت عدن وحدها المدينة التي ترتفع فيها أصوات متداخلة لاصوات صلوات مختلفة بينها الإسلامي والهندوسي ويعقبهما المسيحي واليهودي.

تعايش الكل في هذه المدينة بهدوء وسلام على بعد أمتار فقط من المسجد الإسلامي كان هنالك المعبد اليهودي وليس ببعيد كان صليب المسيح يعلو شامخا في سماء المدينة ذات التاريخ العريقة.

 

أنها عدن المدينة التي تتسع لكل شيء ويحاول اليوم البعض الغاء تاريخها ووجودها واثرها وحضارتها وكل شيء فيها  أنها عدن المدينة التي احتضنت الكل ومنحت ولم تبخل ولم تشح في يوما باي عطف أو حنان او ثقافة أو علم وكانت رائدة.

 

تجلت قدرة الخالق سبحانه وتعالى على هذه الأرض الطيبة البسيطة الحالمة, من خلال تعايش كل البشر والديانات والأعراق فيها. هذه القدرة الإلهية جعلت هذا التعايش سهل وبسيط بساطة الناس من أبناء هذه الأرض الطيبة العريقة التي ذكرت في كل الكُتب المنزلة والأحاديث.  قال عنها الرحالة الفرنسي (ذي لاروك) قبل ثلاثمائة عام عند زيارته لها عام 1709م, في كتابه: ( إنها أفضل مكان في شبه الجزيرة العربية بأسرها, لأن المدينة التي تحمل هذا الأسم هي الأشهر والأهم في تلك البلاد كافة..).

 وأمام هذا الرقي الحضاري الذي جعل من عدن قبلة ومحطة, يتقاطرون إليها من كل فج عميق, فرادى أو جماعات للتجارة أو التوطن والإقامة, فكانت بحق موطناً للكثير من الناس بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم وجنسياتهم, فامتزجت ثقافتهم بثقافتها, فشكلت نسيج اجتماعي وثقافي وحضاري لا مثيل له, أساسه التسامح الديني والمساواة. 

وفي هذا الجزء الأخير من هذا الموضوع الشيق سوف نعمل على موافاتكم بسرد موجز لبعض المساجد والكنائس والمعابد القديمة منذ نشأتها في عدن, مع ذكر بعض أسماء المساجد القديمة أيضاً نظراً لضيق المساحة.

 

مسجد أبان:

يعتبر مسجد أبان واحد من أقدم المساجد المتواجدة, ويقع في حي كريتر, وعلى الرغم من أن تصميمه لم يكن يوجد به مئذنة إلا أنه تميز عن غيره من المساجد بعاملين: أولهما, هو التصميم وجمال النمط الزخرفي على النوافذ والأبواب والأعمدة.  والميزة الثانية التي تميز بها هو أن أسمه أرتبط بالقاضي الشرعي والعالم الإسلامي وحفيد الخليفة الثالث, أبان أبن عثمان أبن الحكم أبن عثمان أبن عفان, رضي الله عنه ـــ الذي تولى خلافة المسلمين في سنة ( 23هـ / 644م ). وقد أجمعت كتب التاريخ أنّ هذا المسجد الجامع ، كان قبلة نوابغ العلماء الكبار وجهابذة الفقهاء، وقبلة طلاب العلم وكذلك قبلة طلاب الشهرة.  وصفته أكثر المصادر التاريخية أنه كان “ أحد مساجد عدن المشهورة بالبركة، واستجابة الدعاء، ونجاح الحوائج، وفيه أقام العالم الجليل الإمام أحمد بن حنبل المتوفى ( 241 هـ / 856م ).  هذا المسجد تم ترميمه مرات عديدة, إلا أنه في العام 1996م, (*) تم هدمه بالكامل وإعادة بناؤه, ولكن من المحزن أنه من خلال هذا  العمل العبثي فقد هذا المسجد خاصيته التاريخية والتي أتسم بجمال زخرفته الإسلامية.

 

*- بلال غلام حسين – باحث عدني

** شبوه برس : تم هدم المسجد بإصرار يتكئ على قوة المحتل السياسية والعسكرية ونشوة نصرهم العسكري على الجنوب عام 1994م وفرض الأمر الواقع , حزب الإصلاح كان له النصيب الأوفر في جرائم هدم المساجد التاريخة والأضرحة والمزارات في كل الجنوب والسعي للإستحواذ على إمامة مساجد الجنوب وإنتزاعها من القائمين عليها بالتحايل بإعادة بنائها وطمس معالمها وتراثها وفرض وتعيين أئمة وقائمين عليها من أعضاء حزبهم .

عملية هدم مسجد أبان ووجهت بحملة صحفية ومجتمعية جنوبية كبيرة لكن الغلبة كانت للقوة الغاشمة والطغيان .