الجنوبيون وسد فراغات صنعاﺀ السياسية

2016-04-06 05:07

              

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قاربت الحرب التي شنّها التحالف الخليجي لعودة الشرعية اليمنية على الانتهاﺀ ، وانتهت بقناعات ان لابد من اشراك الحوثي مع قوى يمنية تضع توازن في صنعاﺀ ولو كان من هذه القوى جنوبيين يمثلون قوى يمنية لها تواجد على الارض ... وهذه الحالة كان لها نضير في الحالة السودانية كان وجود الجنوبيين عبارة خلطة سياسية سائلة لملﺀ فراغات حكم الخرطوم ورغم وجودهم كخلطة سياسية نال جنوب السودان استقلاله

 

اقالة بحاح لاتدخل في اطار التصريح المنسوب لاحمد الميسري بمجازاة من تنمر على منصور فلن يستسيغ احد ذلك الا اذا تحوّلت طبائع الاسد في علي محسن الى طبائع غزال وهذا محال . الاقالة محسوبة في اطار قبول او عدم قبول الحوثيين بين بقاﺀ صلاحيات عبدربه بيده او نقلها لعدوهم  وهذا الاجراﺀ لم يزيح بحاح فحسب بل وضع  المسمار الاخير في اتفاقية السلم والشراكة الذي طالب فيه الحوثة بنقل صلاحيات الرئيس لنائبه بحاح  حينها

 

من غير العدل تحميل بحاح تبعات فشل تعاني منه نفس المؤسسة التي اقالته ، فالاقالة لا علاقة لها بالتقصير إذ كيف تبقى حكومة مقصرة  ويزاح رئيسها فقط ..

الحقيقة أن الرئيس تخلص منه لانه مفروض عليه فاستغل مطالبة الحوثي بنقل الصلاحيات للنائب فجاﺀ لهم بنائب لا يستسيغونه لكن يمكن الى جانب الاسباب اعلاه يضاف انه جنوبي لايمثل قوة يمنية تتواجد على الارض واحرقه الطلب المتجدد للحوثي بنقل صلاحيات الرئيس لنائبه فتخلّص الرئيس منه وعيّن نائبا يملك ثقل على الارض وعدو للحوثي سيقيس به التحالف جدية او عدم جدية الحوثي وحلفائة وصدق توجهه للتصالح وجديتهم  ازاﺀ المفاوضات

                

خلال تواجد بحاح في السلطة لم يؤسس له شبكات بل ظل يحكم بادوات هادي حتى اكثرهم قربا منه ليس محسوبا عليه ، وحاول ان يستخدم الجنوب وحراكه وقواه الوطنية كقوة على الارض لكن يبدو ان للجنوب ملفا آخر. ومن المآخذ التي يرددها الذين تعاملوا معه انه ادار الامور بمكتبية وفرق عمل تشبه منظمات العمل المدني في مرحلة لاتتم معالجاتها بذلك النوع من الادارة بل تحتاج حصافة ودهاﺀ سياسيين واعتقد ان من  اسبابها انه لا يراد ادخال الجنوب في توازنات اليمن ظهر ذلك في ثورة التغيير وتمسّكها بنفس سياسة نظام صنعاﺀ تجاه الجنوب وكذا مؤتمر الحوار وايضا نقل الحرب الى الجنوب رغم ان مسبباتها في الشمال والان   مجيئ المتصلبين ضد قضيته ووضعهم في القمة هذا سيشكل ضربة للجنوبيين من دعاة الممكن والمتاح , فوجود هؤلاﺀ المتصلبين يحول دون حل قضيته حتى سياسيا عبر القبول بتنازلات متبادلة وفق سياسية الممكن المتاح التي يتبناها تيار جنوبي لجعل القضية الجنوبية مادة سائلة سياسيا لسد فراغات العملية السياسية اليمنية

 

وجود المتشددين اليمنيين في القمة يجعلها مستقلة تماما عن التوازنات السياسية في اليمن ويشير بان حلها ليس بيد من يشارك في السلطة اليمنية بل حتى الاقليم اعتقد ان دوره سيكون مشاركا ووجود المتشددين سيزيد الجنوبيين تمسكا بقضيتهم

                       

قد تكون في اقالة بحاح رسالة من بعض دول التحالف لبعضهما الاخر  فذلك التحالف يجتمع في الهدف ويختلف في المصالح وكذا قواعد وحدود التوازن الخليجي المرتبط باهداف دولية غير ظاهرة بابقاﺀ مسافة فاصلة غير واصلة بين دوله

 

قد يتفكك التحالف لكن السعودية ستظل محتفظة ما امكنها ذلك بحديقتها الخلفية اليمن ولن يتحقق لها ذلك الا بخلق حالة عدم استقرار في الحديقة اما لو استقرت فلن تكون حديقة آمنة بل برميل بارود .

 

اعتقد ان الجنوب لن يكون جزﺀا من الحديقة الخلفية اذا حافظ على صلابة ثورته واختار قيادة تحسن التعامل باللغة الدولية ومصالحها لموقعه الاستراتيجي واهميته المستقبلية في التجارة الدولية للنفط والغاز المحلي والدولي ستجعله مختلفا بغض النظر عمن يحكمه