على سفوح جبال الكور الشاهقة تقع مديرية جيشان بمحافظة أبين، تلك المديرية المنسية كما يسميها البعض في محافظة أبين تربط جيشان على الخارطة ثلاث محافظات هي البيضاء , شبوة, وأبين , إلا أنها في الواقع معزولة تماما عن مركز المحافظة وباقي المحافظات بسبب وعورة الطريق الجبلية .
يحدها من الشرق مديرية نصاب وحطيب شبوة ومن الغرب مديرية مكيراس والصومعة البيضاء ومن الشمال..مديرية مرخة..منطقة خورة شبوة ومن الجنوب مديرية مودية وأجزاء من لودر محافظة أبين .
تقدر مساحة مديرية جيشان بحوالي ٢٠٠ كم٢ تقريباَ ويبلغ عدد سكانها بما يزيد عن ٢٠ الف نسمة تقريباَ وهي من المديريات المحرومة في الماضي والحاضر , من جميع الوسائل والخدمات..
مثل الطريق والكهرباء والمشاريع الخدمية وغيرها من المشاريع الحيوية التي تلامس حياة المواطنين .
صحيفة "الأمناء" شدت الرحال إلى هذه المديرية لاستطلاع أوضاعها ونقل هموم ومعاناة المواطنين في هذه المديرية الساحرة بجمال طبيعتها والمحرومة من أبسط الخدمات ..
الأودية والأراضي الزراعية
تمتلك مديرية جيشان أراضٍ زراعية خصبة وتمتاز بوفرة مياهها الجوفية، حيث تتخللها بعض الأودية الكبيرة التي يتم تدفق السيول منها بغزارة خاصة بفصل الصيف والخريف.. مما يؤدي إلى إلحاق أضرار كبيرة في التربة والطرق.
وتضم عدد من الأودية الكبيرة منها وادي ظراء ..ويمتد من قمة جبل مرّان المطل على مديرية مودية جنوبا ويصب في مديرية نصاب باتجاه العقلة ثم صحراء شبوة , إضافة إلى وادي عذمر ويمتد من منطقة دمان التابعة لمديرية لودر. ويصب في نصاب شبوة.. ووادي رحاب ووادي وصر..ووادي طراق..ووادي حطيب..
كما يوجد بها أكثر من ٥٠٠ بئر صالحة للشرب، حيث إن بعض الآبار فيها محفورة على الطريقة الحميرية القديمة التي توجد في أوساطها أنفاق من داخل البئر إلى موقع السكن , مثل بئر امّجلل وامصيعم رحاب..
وتمتاز جيشان بالزراعة ومن أشهر المزروعات فيها القمح والمسيباي والذرة والشعير ..والخضروات مثل البطاطس والطماطم والبسباس وغيرها من الخضروات والمحاصيل الزراعية .
ويعتمد معظم سكان مديرية جيشان على أنفسهم في توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم من خلال العمل في الزراعة ورعي الأغنام والأبل وخلايا النحل وغيرها من المهن الشريفة ..
عادات وتقاليد
يمتاز سكان مديرية جيشان بالاحتفاظ بعادات وتقاليد العرب واليمنيين القدماء مثل الشعر وإكرام الضيف والتحدث باللغة العربية الفصحى .
الطريق إلى جيشان معاناة لا حدود لها
للمديرية طرق جبلية وعرة منها عبر لودر تمر بعقبة المحلل ومنطقة دمان ومنها عبر مودية والذي يمر بمنطقة طلح ومنها عبر منطقة الصرة حتى البيضاء ومنها عبر شبوة والذي يمر بمنطقة ظلامة وكافتها غير معبدة وجبلية ووعرة لا يستطيع أن يمر بها أحد غير سيارات رباعي الدفع .
انعكست هذه المشكلة سلبا على الجانب الاجتماعي والاقتصادي وألقت بظلالها على حياة الناس بكافة المجالات وبشكل واضح، كما أثر الطريق على حياة الناس اليومية والاجتماعية وألقى بظلاله أيضا على تنفيذ المشاريع الحيوية والخدمية .
وتسعى السلطات المحلية بالمديرية بكافة الوسائل لاعتماد مشروع الطريق ولكن الجهات في المحافظة لم تبدِ أي اهتمام أو جدية.
السلطة المحلية في المديرية لم تألُ جهدا في سبيل إيجاد حل لهذه المشكلة
ففي العام ألفين وثمانية نالت مشروع ربط المديرية بالبيضاء , إلا أنه لم ينفذ , مناقصات عدة ومشاريع اعتمدت أولها ربط مديرية جيشان بالبيضاء عام 2008 ولكنه لم ينفذ , وكما اعتمدت الدولة مشروع يربط المديرية عبر الري بمنطقة ظلامة واخر أيضا تم اعتماده يربط جيشان بمودية عبر طلح ولكنها لم تنفذ حتى الان.
ويبقى آخر أمل للناس هو مساهمة المواطنين والمغتربين بحملات تطوعية لإصلاح بعض المنعطفات الخطيرة بالطرق الجبلية لتخفيف المعاناة .
نداء استغاثة
الناشط السياسي حسن محمد العلهي رفع نداء باسمه ونيابة عن المواطنين في مديرية جيشان إلى رئاسة الجمهورية والحكومة ومحافظ أبين والأمين العام للمجلس المحلي بالنظر إلى جيشان ومعاناة أبنائها من خلال تلبية احتياجاتهم من المشاريع الحيوية والخدمية التي تلامس حياتهم اليومية وتسهم في التخفيف من معاناتهم التي ظلوا يتجرعونها على مدى عقود من الزمن .
*- سامح جواس