مثلت معركة استعادة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرق اليمن، واحدة من أهم الإنجازات، ليس فقط من منظور عسكري وأمني، بل سياسياً واقتصادياً في سياق عودة الاستقرار لليمن والمنطقة، و«الخليج» تابعت هذه المعركة منذ بدايتها ومازالت تواصل استكشاف تفاصيل أكثر عن استعادة المكلا من قبضة تنظيم «القاعدة».
يقول الناشط السياسي والصحفي خالد الكثيري، أحد أبناء حضرموت ل«الخليج»: إن استعادة المكلا من قبضة المجاميع الإرهابية التابعة ل «القاعدة» تم في نحو 70 ساعة من المواجهات الفاصلة مصحوبة بضربات صاروخية للطيران الحربي والبوارج البحرية التابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وأوضح: كانت أشد المعارك ضراوة في منطقة الأدواس الخط الدفاعي الأول لتنظيم «القاعدة» على هضبة حضرموت قبالة قطاع المسيلة حيث مركز الاشتباك الأول مع مناطق تمركز التنظيم. وأضاف: أن تنظيم القاعدة كان قد ركز تمترس عناصره في نقاط ومراكز مراقبة وكمائن متعددة في منطقة الأدواس ومحيطها على التباب ومنعطفات الطرق الجبلية حتى عقبة باغريب «مهبط النزل من هضبة حضرموت» إلى سهل الشريط الساحلي حيث تقع المكلا وغيرها من مناطق ساحل حضرموت.
واعتبر الكثيري أن ضراوة هذه الاشتباكات من منطقة الأدواس تواصلت حتى منطقة العيون لنحو 100 كيلومتر، التي كانت الميدان الثاني للمعارك الأشد ضراوة إذ قوبلت طلائع «جيش النخبة الحضرمي» في «العيون» بالسيارات المفخخة وجموع الانتحاريين من تنظيم «القاعدة» الذين تعرضوا للموت المحقق أمام فوهات المدافع المتوسطة لعربات جيش النخبة، إضافة إلى القصف الجوي المركز من طيران التحالف الذي استطاع استهداف نحو عشر سيارات مفخخة قبل وصولها إلى أهدافها على طول منطقة الاشتباكات حتى قبالة مبنى شرطة المرور على مدخل المكلا شرقاً، نفذت منها سيارتان مفخختان فقط بمنطقة العيون طالت طقمين من عربات جيش النخبة الحضرمي سقط جراءها شهداء وجرحى.
واستطرد: أن عمليات تحرير المكلا جرى إقرارها والبدء في تحضيراتها العسكرية من قبل قيادة التحالف العربي قبل نحو عام تقريباً حيث شرع في تشكيل وحدات عسكرية من أبناء حضرموت في معسكرات أقيمت خصيصاً من قبل قيادة التحالف العربي في منطقة رماه الصحراوية المتاخمة للحدود الجنوبية للمملكة السعودية ورعت دولة الإمارات العربية المتحدة مهام إنشاء هذه الوحدات العسكرية.
وأشاد الكثيري بالقيادات العسكرية الإماراتية والمستوى العالي من الخبرة والتأهيل الذي تميزت بها هذه القيادات في أداء مهامها بدءاً بعملية القبول والتسجيل لاسيما أن العملية استدعت مهارة شديدة الدقة والحساسية في المفاضلة والقبول من أبناء حضرموت والحرص على الحيلولة دون محاولة اختراقها من قبل تنظيم «القاعدة» الذي طالما سعى إلى دس عناصره ضمن قوائم الشباب المتقدمين كذلك من قبل عناصر حزب سياسي ديني محسوب مقرب لمجاميع تنظيم القاعدة».
وأضاف: بدأت معسكرات التدريب في منطقة رماة الصحراوية والتي خرجت عشرات الكتائب وكل دفعة تتكون من ألف مقاتل بفترة تدريب 40 يوماً لكل دفعة. وفي فترة لاحقة افتتحت معسكرات تدريب أخرى بوادي نحب في المسيلة على هضبة حضرموت الجنوبية ومقر قيادة عامة للمنطقة العسكرية الثانية التي تشكلت من القوات الحضرمية في المسيلة بالتعاون مع حلف قبائل حضرموت.
وأشار الكثيري ل «الخليج» إلى ان المهام كانت شاقة للغاية، لكن النصر تحقق بانتزاع مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت من قبضة «القاعدة» في معارك حامية الوطيس بإمكانيات قيادة التحالف العربي ودعم عسكري بري وجوي وبحري مفتوح تحت إمرة قيادة «جيش النخبة الحضرمي» رئيس أركان المنطقة العسكرية الثانية العميد فرج سالمين البحسني والمحافظ اللواء أحمد سعيد بن بريك».
ولفت الناشط السياسي إلى «إن المكلا ومناطق ساحل حضرموت كانت قابعة تحت قبضة مجاميع تنظيم «القاعدة» من تاريخ 2 إبريل/ نيسان العام الماضي حينما سلمت إليها من قبل قيادات الألوية العسكرية اللواء 27 ميكا واللواء 190 وقوات النجدة وقوات الأمن المركزي جميعها اشتركت في تسليم معسكراتها إلى المجاميع الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة حينذاك».
*- الخليج