في شهر يونيو 2005م وبعد عودتي من سوريا إلى صنعاء التي مكثت فيها نحو شهر قمت خلالها برفقة الزميل المخرج جمال امبادي والزميل المذيع نادر امين والزميلة المذيعة سونيا مريسي بعمل مونتاج للبرامج التلفزيونية التي انتجتها في دمشق واثناء وجودي في الفندق الذي نزلت فيه التقيت بالزميلة العزيزة المذيعة جميلة جميل التي كانت تنزل في نفس الفندق وتشارك في دورة تدريبية خاصة بإنتاج برامج الأطفال في معهد الإذاعة والتلفزيون وذات ليلة دعتني الزميلة جميلة جميل للقاء تعارف وتناول العشاء في مطعم الفندق مع الأستاذة المحاضرة في الدورة من قناة LBC اللبنانية واثناء اللقاء الطيب تناولنا كثير من جوانب وإشكاليات إنتاج برامج الأطفال في العديد من قنوات التلفزيون العربية واهميتها ودورها الثقافي والتربوي والتعليمي والأخلاقي وتناولنا تفاصيل تجربة تلفزيون عدن في إنتاج برامج الأطفال فأعجبت بتجربة مسرح (الأراجوز) الدُمى والرسوم المتحركة وقصص وحكايات الأطفال المصورة والإهتمام بالمواهب الواعدة في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية التي كان يعتني بها الفنان الرائع المرحوم شكيب جمن وسررت بدعوة الأستاذة المحاضرة لمشاركتي في إختتام الدورة إلاَّ انني اعتذرت عن الحضور لإنشغالاتي العملية في محطة قناة اليمن بإنجاز برامجي التلفزيونية وإرتباطي بمواعيد محددة مع فريق العمل وتفهمت لظروفي وطلبت مني إعداد وكتابة ورقة عمل ورسالة مكرسة وخاصة بتجربة تلفزيون عدن في إنتاج برامج الأطفال لتلقيها الزميلة جميله جميل على المشاركين، ابديت إستعدادي ووعدتها بتحقيق طلبها شاكراً لها فرصة اللقاء المثمر والمفيد وفي صباح اليوم الثالث سلمت الزميلة جميلة جميل المداخلة التي كتبتها والمكونة من عشرين صفحة واعطيتها الحق في تلخيصها وإختصار ماتراه مناسباً ومفيداً للمشاركين وفيما يلي موجزاً لما كتبته في تلك المداخلة
المقدمة : اهداف وشروط ومقومات نجاح البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال
- التعريف بقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعويدهم عليها
- تعميق العادات والتقاليد والآداب والسلوكيات الحسنة والأخلاق العامة .
- تنمية الروح الوطنية وقوة الشخصية والشجاعة لدى الأطفال .
- غرس حب العمل والناس من حولهم .
- توجيه الأطفال نحو الأنماط التربوية والسلوكات الخيّرة والمثلى .
- أكتشاف ملكاتهم الذهنية ومهاراتهم ومواهبهم الجسمانية والإبداعية ... وصقلها وتطويرها .
- تثبيت ورعاية قيم الحب والخير والجَمَالْ في نفوس الأطفال وعكسها في تصرفاتهم وسلوكياتهم .
- تنشيط وتوسيع مداركهم وزيادة معلوماتهم المعرفية بما يحيط بهم في حياتهم اليومية .
- البحث الدقيق عن طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم المستقبلية مع بقية الأطراف المعنية بما يكفل المساعدة على تحقيقها .
- تسليتهم والترفيه عنهم وتحقيق رغباتهم الفكرية والروحية ..
- لعله من المهم جداً إعادة قراءة وتأمل وبحث مدى قدرة التلفزيون على تحقيق وإنجاز ولو الحد الأدنى من تلك الأهداف والغايات الرفيعه .
- السالفة الذكر - عقب كل دورة برامجية من دورات التلفزيون الفصليه ..
- حتى لا نجافي الحقيقه ينبغي التأكيد في سياق هذا التناول - أن التلفزيون يحرص أيما حرص على تقديم وعرض المواد البرامجية الموجهة لأطفالنا الأعزاء والتي تحمل في مضمونها اهدافاً تربوية وتعليمية واخلاقية قيمة وهادفة ومفيدة للنشء بإعتبارهم صناع المستقبل المشرف والجيل الواعد الذي نعلق عليه آمالاً عظيمه .
فإذا تفحصنا جيداً نوعية الماده البرامجيه الموجهة للأطفال من حيث المستوى والمضمون الثقافي والفني والتقني المنتجه في تلفزيون قناة عدن الفضائية سوف نلمس أن هذه النوعيه من البرامج التلفزيونيه الفئويه تستحق كل التقدير والإحترام والعرفان للجهود الطيبه والمثابره والمخلصه المبذولة من جميع الزملاء القائمين على إنتاجها من معدين ومخرجين ومقدمين وحرصهم المستمر على الإرتقاء بمستوى تلك البرامج التي يتولون صناعتها وانتاجها ومن اجل ضمان نتائج إيجابيه وتحقيق ذلك الإرتقاء المطلوب ينبغي على قيادة التلفزيون مضاعفة الإهتمام والدعم والمساندة المادية والمعنويه وتقديم كل اشكال التسهيلات اللازمه وإعتماد موازنات مالية للإنفاق والصرف بسخاء على كل مراحل العملية الإبداعيه والإنتاجيه لضمان تقديم برامج اطفال تلبي احتياجات واغراض واهداف السياسة الإعلامية للدولة وتخدم الخطط والبرامج التنمويه التي تستهدف التنشئه السليمه لأطفالناالأحباء فلذات اكبادنا ...
وإذا تحدثنا بصراحه ووضوح فإننا لانذيع سراً عندما نقول أن ضروباً وانواعاً مختلفة من المعاناة والمشاكل والتعقيدات الإداريه التي يواجهها الزملاء المهتمون بانتاج برامج الأطفال تسبب لهم متاعب وإحباطات كثيره وتسهم في خلق عوامل الضعف والقصور في إنتاجهم فتأتي نتائج جهودهم برامج هزيلة وهابطة تولد لدى المشاهدين حالة من السأم والنفور والبحث عن برامج بديلة للمشاهده في محطات تلفزيونيه فضائيه اخرى ...
إن الحرص على إزالة مثل هذه المشاكل والصعوبات وتجاوزها سوف يخلق فرصاً عديدة لتجديد وتطوير برامج الأطفال والإرتقاء بها نحو الغايات والأهداف المرجوه التي نتوخاها جميعاً ويوفر ساحات للتنافس الإبداعي بين الزملاء القائمين على إنتاجها وتحفيزهم لإبتكار اشكال واساليب إبداعيه وفنيه وتقنيه تكسب برامج الأطفال التي يتولون إنتاجها عناصر التشويق والمتعه والفائدة التي ينبغي توفرها في الإنتاج البرامجي التلفزيوني .
- وبالنسبه للبرامج المستوردة من شركات ومؤسسات إنتاج برامج الأطفال في العديد من الدول ومحطات التلفزه العربيه والأجنبيه، فأنها تحظى بإهتمام كبير وعناية فائقة عند إختيار افلام وبرامج الأطفال المتنوعة والحرص على إستيراد وإنتقاء البرامج التي تساعد على غرس القيم والمفاهيم الأخلاقية والتربوية والتعليميه والفكريه وتعميق السلوكيات الحسنة في نفوس اطفالنا الأحباء، كما لا يغيب عن أذهاننا أن التلفزيون لا يستطيع وحده تحقيق تلك الغايات والأهداف العظيمة بعيداً عن الأدوار الأساسية التي ينبغي أن تؤديها الأطراف التربوية والتعليمية (الاسرة، المدرسة، المجتمع) فالتلفزيون بالرغم من قوة تأثيره وسحره وفاعليته وشغف الأطفال وحبهم الشديد لكل مايقدم لهم عبر شاشته الفضية إلاّ أن دوره يعتبر تكميلياً ومساعداً إلى جانب أدوار الأطراف الأخرى المعنية بتربية وتعليم احبائنا الأطفال خاصة إذا ماعرفنا أن الأطفال أمانة في اعناقنا جميعاً وهم فلذات اكبادنا وعلى الجميع تقع مسؤلية التربية والتنشئة السليمة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع .
*- معروف سالم بامرحول صحفي – معد ومقدم برامج –
قناة عدن الفضائية
ِEmail - bamarhol@ yahoo.com