صفحات من تاريخ قبائل العوالق ( 3-5)

 

الشعر في المعركة 3-5

قال الشاعر / باتيس الحضرمي:

سلام للكور حلانه لهم دفعه = سلام آلاف مانسنس بها النسناس

واتقسموا حد سته وحد سبعه = والخو كما خوه أما ارباع ولا خماس

 

ثم قال:

وإن جيت أرض العتيــقي شارح الربعه = دي قيســوها وهــــي تمشي بلا مقياس

دي عامـــد الكــــــور يوخـــذ بها برعه = مثل النمــر يوم يوخذ في الغنم مكواس

وقال الشاعر محمد بن علي القاسي في قصيدة طويله :

غنوا لبن لحمر معانا كلكم = من علو بافياض لا وادي خمار

غـــار العتيـــقي واتفـــاقـــوا كـلهم = ظـلى يكيـــله من مـع شمـــخ جوار

هل مدحجي تصبح بحرجان العمل =دي يجبرون الســـــوم لا فيه العوار

شع عاد هل دحـــه بعـدس الملتوي = ذي يخمعون ابليس لا الشيطان غار

مربــــون جانا دي يلاطـم بالخشب = شل الســـواقي دي رزاعوها حجار

شيلــــــوب وأهـــله عادني باعممه =يا سيف يبـرق في مسامير الحضار

 

* الثورة في كور العوالق: ضد النظام الشمولي في عدن 1971م:

 

بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وملاحقة "فرسان القبائل" في الجنوب وتصفيتهم ،والقمع المستمر للمواطنين من قبل النظام الشمولي في عدن عقد كبار الشخصيات من رجال "معن" اجتماعات ليليه متواصلة في يشبم كان آخرها حضور 45 شخصيه في خريف 1970م من رجال معن وانتخبوا قيادة قبلية مسلحة مكونة من :

- الشيخ عمر بن أحمد بن صالح بن فريد

- المقدم أحمد صالح بن لحمر

- الشيخ عوض حسين بن عشيم

وتم التنسيق والاتصالات بينهم وبين الشيخ فريد بن محسن والشيخ محمد فريد والأصدقاء الذين التزموا بدعم الثورة بالمال والسلاح ،وعندما تسربت الأخبار للنظام القمعي في عدن تمكن بن لحمر وبن عشيم من الهرب من البلاد مع مجموعة من الرجال،أما الشيخ عمر بن أحمد فقد رفض المغادرة  وقرر الانتظار حتى وصول المقاتلين إلى كور العوالق ومن ثم سيلتحق معهم حسبما كان ينوي.ولكن السيف سبق العذل حيث قام النظام الغادر باغتياله مساء 21/1/1971م - الموافق 24/11/1390هـ.

وبعد شهرين من اغتيال الشيخ عمر بن أحمد قررنا الخروج إلى كور العوالق بقيادة الشيخ صالح فريد بن محسن و أحمد صالح بن لحمر والشيخ عوض حسين بن عشيم وعددنا (300) مقاتل وكان لكاتب السطور شرف الخروج مع هذه الحملة العسكرية حيث انطلقنا بالسيارات من صنعاء الى ذمار –رداع - السوادية – طياب في محافظة البيضاء ثم ترجلنا وبدأنا السير على الأقدام وقمت بتسجيل الرحلة حيث سلكنا أصعب الطرق الوعرة إلى كور العوالق والتي استمرت 8 أيام بلياليها!!

 

* المقاومة في كور العوالق:

إستمرت حركة الكور في العوالق لمدة عام كامل خاض المقاتلون معارك عديدة ضد قوات النظام الشمولي .... حيث كانوا يشنون حرب عصابات على المراكز الحكومية في : الصعيد – يشبم – المصينعة، كما كانوا يقومون بهجمات خاطفة على القوافل العسكرية في الأودية والطرق الضيقة ... كما شنوا عمليات محدودة في حطيب ونصاب.

 

وقد سجل الشاعر / محمد أحمد بن لزنم ثورات الكور في هذه الأبيات حيث قال:

تاريخنـــا قـد تسجـــل وافتـح الدفتر = حطيب والكـــور يشهـــد على دي كان

زمـــان ثاروا على خايـن ومستعمر = وصاحـــت انجلترا من هــدت الرميان

في الكور هل بوبكــــر دخانهم غتر = هـــدات في الشمــــخ وفي الوديــــــان

هداتهم مثـــل رعــد الصيف لا ثور = في الكور والحيــــد لسود رعدها حنان

واصحابهم معــن ماحــد منهم قصر =حيشا على الجيد ما يجي منه القصران

وفي حطيب الربيزي بن على معور = دي في بـــلاد العـوالق أعلن العصيان

قاوم و قامــوا معه خوته بني محجر = وكم معــارك عنيفــة كـل شيء قد بان

 

وفي أوائل شهر يوليو عام 1971دارت  واحدة من أشرس المعارك في شعب عيان بكور العوالق عندما تمكن الشيخ عوض حسين بن عشيم

وقبائل همام عبر الصحراء من إيصال عدد من السيارات محمله بالأسلحة والذخيرة للثوار العوالق ، ونشبت معركة حاميه الوطيس بينهم وبين قوات النظام الشمولي القمعي في عدن منذ الفجر حتى المغرب وتمكن الثوار من نقل الأسلحة والعتاد إلى كور العوالق ....

وبعد شهرين من تلك المعركة في إحدى المناسبات في جباه قال محمد مساعد الجبواني :

مرحباً بوفد من الطواسل آل أحمد بن عمر:

حيالكم يادي ولبتــــوا عندنا = لا حد يحمونه بسودان النخر

يا الكور مابا تلتزم بالقوميه = لما تظلي من مدافعــــها طير

 

وثارت الحمية عند الشاعر سالم العارب الطوسلي فقال :

الله يحيي كـــل مــن حيـــا بنا = أو ما تصبح من جديدات الخشر

الكور ضاري علمواقع تلطمه = كم هي مدافع والخبر ماشي خبر

 

وبالفعل لم يذكر الحكم الشمولي أن كور العوالق قد تعرض لأكثر من أثني عشر ألف غارة جوية من سلاح الجو الملكي البريطاني عدا الحملات البرية بالمدفع والدبابات والأسلحة الثقيلة والخفيفة في الخمسينات والستينات  .

ولم يذكر الحكم الشمولي ما عاناه رجال العوالق والتضحيات الجسام التي بذلوها ،وعندما طالبوا بالمساواة وقيام حكومة وحدة وطنية في سائر أنحاء الجنوب إلا انه تصدى لهم وحاربهم بكل قواته كما ذكرنا آنفآ.

*- بقلم : د علوي عمر بن فريد