يترقَّب الحضارمة ومن حولهم المؤتمر الحضرمي الجامع والذي دعونا له في الذكرى الثانية لإستشهاد الشيخ سعد بن حبريش العليي رحمه الله ، وقد بارك الحلف والسلطة والحضور تلك الدعوة آنذاك ، واستبشرت كل الأوساط والأطياف بميثاق شرف يجمعها ويوقِّع عليه الكل ويكون منطلق يحمل صبغة الإجماع لرؤية ومشروع مبارك ممهَّدة دروبه وواضحة نحو الأمن والأمان والهداية والصلاح ورغد العيش ومواصلة مدرسة حضرموت السنية الشافعية لدورها الريادي في العالم أجمع ، إلا أنه مضت أشهر إلى الآن دون أن تكون هناك حركة بارزة للمولود المنشود والمبارك إن شاء الله ومن نؤمِّل أن تكون بطن حضرموت المصونة حبلى به ، لكونها بفضل الله على ممر العصورة ولَّادة برجالات العلم والأدب والدعوة والفكر والإقتصاد والذين عمَّ النفع بهم في ارجاء المعمورة ، وهذا المؤتمر معقودة بإذن الله عليه آمال كبيرة وواسعة ، نعم لابد لكل الأنامل من غير إقصاء لأحد أن تسطِّر خارطة الطريق نحو فضاءات حضرموت الواسعة وليست الضيقة ، والتي تحترم خصوصية غيرها كما تحب أن تُحترم خصوصيتها ، ولن يسمح عقلائها لأناني قاصر النظر يرسم صورة مكشِّرة ومقطبة لوجهها المألوف والمعروف ، ولا لطامع في كنوزها وخيراتها أن يضع يد الإستحواذ عليها ، فالمعادلة بحمد الله قد تغيَّرت والتغير لصالح الكل لو فقهوا وتفاهموا وتكاملوا ورضوا ، وعندنا أعظم كنوزها هو إنسانها المعروف بمزايا مدرسته الأصيلة وقيمه المعروفة الغالية ..
نعم لحضرموت الكبيرة بجغرافيتها والأكبر بخيرها لغيرها والتي تعرف تحسن التعامل معه ، نعم للتعاطي مع متغيرات الواقع الداخلي والإقليمي والعالمي بما يمليه واجبنا الديني والوطني وبما يساعد على قبول المشروع وتأييده ونجاحه ، وبما يساعد على إحتوى كافة الإشكالات وامتصاص النزاعات المحلية وليس ذلك إلا بإتساع مظلة مشروعها ومشاورة كل ذي رأي سديد وذي تأثير في واقعه أو مساعد على النجاح ، ومهم أن يصاحب ذلك العمل إغلاق منافذ الإستفزاز والشحن الطبقي والمناطقي والسياسي الذي تفاقم دون وعي بنبرة إستعلاء مقيتة ، نعم لتطمين الكل أن قبة المؤتمر تسعهم كلهم شرط عدم تعدد الإنتماءات أو الحضور بالوكالة ، وهنا يقال لمن في حضرموت وما حولها أننا لا نستهدفكم إلا بكل خير ، وأننا سنعطي للأواصر والوشائج حقها وأقوى ما يقتضي ذلك أخوة الإسلام والعروبة وذلك نحو تكامل يُثمر وليس تصادم يُدمِّر ، وعلى حلف حضرموت أن يحثوا بخطوات أسرع وثابتة وشجاعة وأن يفعِّل السلطة والنخبة الحضرمية وسائر النخب ومن هم على هرم المجتمع من العلماء الربانيين بمختلف مشاربهم والأعيان والشباب ومنظمات المجتمع والمكونات المختلفه كي ينصهروا في لحمة اصطفاف بصدق وهمة وعزيمة واعتماد على الله جل في علاه ..
أملنا في الله أن القادم للكل زين وتقر به العين ، أرجوا أن تكون العيدية كالماء تنساب الى مغاور العقول والقلوب وأن تكون العقول والقلوب بمثابة السوم الذي يحفظ الماء كي تكون أرض العقول والقلوب مهيأة لذري الحبيبات وغرس الشتلات والزهرات ، وعلى الله الإنبات وهو مولى الرحمات والبركات والنسمات الطيبات ...
*- بقلم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله باعباد