تهريب السلاح إلى اليمن.. لماذا عدن؟

2017-01-06 08:21

 

في العام 2009م كان الكشف الأول عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها للحوثيين، واعتبرت السفينة جيهان التي ضُبطت في ميناء ميدي عام 2013م هي الشحنة الأكثر إثارة إعلامياً في تأكيد أن الحوثيين كانوا يتلقون دعماً عسكرياً من إيران بالرغم من أنهم كانوا جزءاً من مؤتمر الحوار الوطني، وعلى الرغم من كل هذه الأدلة التي لا تُحصر سواء من تلك البقايا للأسلحة المستخدمة في حروبهم الست مع النظام منذ 2004م أو دلالات مؤكدة بقي هذا الملف مسكوتاً عنه.

ما نشرته (وكالة رويترز) يشير إلى الأسلحة القادمة عبر المهربين من أمريكا اللاتينية وأفريقيا عبر البحر الأحمر والذي كشفته محاكمة شركة أسلحة برازيلية باعت قرابة 11 ألفاً من البنادق لمُهرب السلاح فارس مناع (القريب من الحوثي وصالح) الذي كان محافظاً لصعدة بين 2011-2014م، يأتي في سياق تكاثر الأدلة حول التورط الإيراني الذي تأكد بشكل أكثر قطعية من خلال استخدام الصواريخ الإيرانية البالستية في الاعتداء على حدود السعودية، وهذا ما أُطلع عليه وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري عند لقائه مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف في أغسطس 2016م.

جانب تهريب السلاح له وجه آخر ظهر في هذه الحرب، فتهريب المرتزقة الأفارقة لتدعيم جبهات القتال هو واحد من الملفات الخطيرة التي لم يتم التعامل معها بشكل مباشر، مُجمل عمليات التهريب تحدث عبر مسافة بحرية طويلة تمتد من المهرة وحتى باب المندب والتي تصل إلى مسافة (1800 كلم)، وهي مسافة طويلة عملت فيها عناصر تنظيم القاعدة على مدى عام في تهريب المرتزقة والنفط والسلاح عبر الموانئ التي كانت خاضعة لهم قبل تحرير المُكلّا في أبريل 2016م، وقد ثبت تهريب أسلحة ثقيلة للحوثيين عبر عقبة عبد الله غريب منها مدرعات وحاملات صواريخ.

جزئية استمرار تواجد الحوثيين في شبوة تحديداً هي من أجل تهريب الشُحنات للأسلحة أو للمرتزقة الأفارقة، لم يتم حسم المعركة في بيحان وعسيلان نهائياً برغم طرد الحوثيين من كل المحافظات الجنوبية إلا أن بقاءهم في هذا الجزء يضع تساؤلات أمام قيادة الأركان في الجيش اليمني لتفسير ما يجري هناك، ولماذا لم يتم دعم هذه الجبهة؟.

وسواء ثبت مرور الشاحنة المضبوطة من عدن المحررة منذ يوليو 2015م أو لم يثبت ذلك يبقى الأهم وهو تمكين السلطة المحلية في العاصمة عدن من إجراءاتها وفقاً للقانون الفيدرالي الذي يعطي هذه الصلاحيات للمحافظة كولاية من الولايات للعهد الجديد، وهذا اختبار حقيقي لمدى قدرة السلطة الشرعية في أن تصنع أنموذج الفيدرالية كأساس ناجح بالاستفادة من نتائج «عاصفة الحزم» التي يُعتمد عليها لتغيير واقع اليمن الذي أصابه الضرر من إرهاب الحوثي والمخلوع.