الزميل الحبيشي يستكثر على الإخوانيين ما يعتقدون أنه حقهم في الافتراء والكذب. وينسى أن الكذب والافتراء والتضليل والتلفيق والكيد هي بالنسبة لهم أسلحة سياسية من «عدة الشغل»، وهي من الأسلحة التي يستخدمها أعلاهم قبل أدناهم.
مساء أمس أصدرت الأمانة العامة (لحزب لإصلاح) بيانا عن سفك الدماء وانتهاك حقوق الإنسان في الجنوب، وقالت إنها ارتكبت «من قبل المجاميع المسلحة التابعة لعلي سالم البيض المدعوم من دول إقليمية..»!! وفي وقت سابق قال أمين (الإصلاح) إن ما حدث يقف وراءه صالح والبيض، وبعدها قالوا إن الحزب الاشتراكي صار مظلة للحراك الجنوبي، الذي تضيف إليه قناة سهيل والصحوة نت وصفي «البلطجي والمسلح».. بينما القاصي والداني يعلم أن حزب (الإصلاح) هو الذي سفك الدماء وانتهك حقوق الإنسان في عدن، وأن الفتنة التي ترتبت على ذلك وامتدت إلى حضرموت وغيرها أوقد حزب (الإصلاح) نارها في عدن.
نشرت وسائل إعلام حزب (الإصلاح) يوم أمس تقريرا بعنوان «ابرز اعتداءات عناصر المخلوع والبيض على المشاركين بفعالية 21 فبراير بعدن»، وذكرت أن من ابرز هذه الاعتداءات قتل الشهيد عبد الله العمودي ومؤنس دحمان والصحفي وجدي الشعيبي ورفيقه.. هؤلاء قتلهم الحراك المسلح البلطجي وعناصر المخلوع والبيض.
هل يبقى كذب صريح ومتعمد أقبح من هذا؟.. فالمعروف أن المقتولين محسوبون على الحراك الجنوبي، وقتلوا أثناء مواجهات مع مسلحي حزب (الإصلاح) والأمن.. بل أن مصادر باسم الجيش والأمن تفاخرت أنها قتلت عبد الله العمودي لأنه كما قالت من القاعدة ومطلوب أمنيا، وأنها قتلت وجدي الشعيبي لأنه المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة، وحتى عندما تراجعت تلك المصادر عن خبرها الأول قالت فقط إن الشعيبي ليس المسؤول الإعلامي للقاعدة، ولم تنف قتلها له ولا قتل رفيقه ولا قتل العمودي.
وسائل الإعلام التابعة لحزب (الإصلاح) كذبت أمس ونسبت القتل لغير القاتل، رغم أن الحادثة لا تزال طرية ومتداولة في الصحافة وعلى ألسن الناس، فهل هناك أجرأ من (الإخوانيين) على الكذب؟.
وفي التقرير نفسه نسبوا إلى الحراك الجنوبي اختطاف حافلات قدمت من تعز وإب تقل بعض الشباب المشاركين في مهرجان حزب (الإصلاح) بعدن، وهنا نحن أمام «زلة لسان » حيث كان (الإصلاح) يؤكد عدم استجلاب مشاركين من تعز أو غيرها، وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة قيام الحراك بعملية الاختطاف، فها هي وسائل إعلام حزب (الإصلاح) تعترف بطريقة غير مقصودة أنها كانت تكذب على الجميع.
على صعيد متصل التقط بعض المتعاطفين مع الحراك الجنوبي المجاورين لمبنى صحيفة (14أكتوبر) - كما يبدو- صورة لثلاثة أشخاص يظهر أنهم كانوا على سطح أحد مباني المؤسسة وينظرون إلى أسفل ذلك المبنى وخلفه، فقام موقع موال للحراك الجنوبي بنشر الصورة مع خبر كاذب مفاده أن قناصة مسلحين من الأمن المركزي فوق سطح (14 اكتوبر) ربما وجدوا على سطح ذلك المبنىلاستهداف شباب الحراك الجنوبي، ولأن مؤسسة (14 اكتوبر) تضم صحفيين وموظفين متعاطفين مع الحراك بلغوا أصحابهم في الموقع أن الخبر غير موفق وإن الصورة المنشورة معه هي لحراس المؤسسة وهم من جنود الأمن المركزي وأحدهم هو القائد، وليس في المسألة استهداف للحراك ولا يحزنون.. وبعد هذا يأتي موقع إخباري تابع لحزب (الإصلاح) ليعيد نشر الصورة نفسها، غير أن الصورة في النسخة (الإصلاحية) أصبحت هذه المرة صورة مسلحين تابعين لشلال علي شايع الذي أسقطت بيده أول مؤسسة حكومية في عدن تمهيداً لأعلان بيان الإنفصال بحسب ماجاء في ذلك
* فيصل الصوفي - 14 اكتوبر