هل تغيرت قواعد اللعبة وأصبحت المقاومة الجنوبية الطرف الأضعف

2017-02-26 07:29
هل تغيرت قواعد اللعبة وأصبحت المقاومة الجنوبية الطرف الأضعف
شبوه برس - خاص - عدن

 

على حين غرة وبدون مقدمات تناهت الأخبار إلى مسامعنا بأن جماعات موالية للأحمر والإصلاح كادت تسيطر على مطار عدن وربما سعت للاستيلاء على المدينة بأكملها في انقلاب عسكري مكتمل الأركان ، ليظهر الزبيدي بعد أيام من واقعة المطار على شاشة الغد المشرق معلناً عن عهد جديد من المواجهة مع حزب الإصلاح الذي قال أنه وراء كل الأزمات والقلاقل والفوضى في عدن ...!!!

 

 وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أن المقاومة الجنوبية ورموزها المشاركين بحكومة الشرعية قد أصبحوا على وشك الخروج من اللعبة وربما أضحوا مجرد " كومبارس " في حكومة الشرعية التي أصبحت حبيسة نزوات ورغبات الإصلاح ، وإلا كيف نفسر أن يتجرأ الإصلاح – ذلك الحزب المهين الضعيف الذي أخزاه الحوثي واذله في عقر داره وجعل قادته يفرون سراعاً إلى تركيا والسعودية في حين وقع آخرون وما زالوا في الأسر والاعتقال – على الوقوف في وجه الجنوبيين والانقضاض على ثورتهم إذا لم يكن قد قوي سلطانه وصلب عوده ؟!!

 

وبالطبع لن يتقوى في عدن حاضرة الجنوب إلا إذا كان هناك تراجعاً في دور المقاومة الجنوبية التي رمت بكل بيضها في سلة الشرعية ولم يتبق لها ما تناور به !!!..وأياً يكن الأمر فالأحداث التي تشهدها عدن والتوتر الذي مازال مخيماً ومرشحاً للانفجار في اية لحظة يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأننا مقبلون على مرحلة جديدة وسنشهد تحولات كبرى على الساحة ستكون الغلبة فيها للأقوى ولمن يجيد قواعد اللعبة التي قد بدأت بالفعل بظهور حزب الإصلاح كلاعب رئيسي فيها ...!!

 

وحقيقة المقاومة الجنوبية هي من وضعت نفسها في هذا المأزق العويص حين رفضت تشكيل مجلس عسكري موحد لحكم وإدارة شئون الجنوب أو كيان سياسي جنوبي يضمن لها كيانها المستقل وقوتها الضاربة ، وفضلت العمل خبط عشواء وتسليم البلاد ورقاب العباد والانتصارات العظيمة التي حققتها والتضحيات الجسام التي بذلتها للشرعية اليمنية بدون أي خطوط رجعة أو شروط وضمانات يضمن لها حقوقها .

 

 في حين أن الاصلاح الذي بات يملك اليوم العديد من المعسكرات الضاربة في عدن بقي يستثمر دعم التحالف في التقاط أنفاسه وتنظيم صفوفه وتقوية جبهته الداخلية فحسب ، ويجني ثمار الانتصارات التي تحققها المقاومة الجنوبية وتهديها مجاناً لجيش الشرعية الوطني الذي لا وجود له اصلاً على أرض الواقع وإن كان له أي وجود فهو هناك حيث التباب ..!!.

 

*- زكريا محمد محسن – عدن