(لعل عدم محاكمة أدوات المرحلة العفاشية أخلاقيا يمنحهم فرصة "غسيل المواقف" ولهذا سيظلون مؤخرة - بالمفهوم العسكري- لأي خذلان سياسي يقترح مخارج جديدة لإنقاذ المركز (السياسي) المقدس(!!) من السقوط.
ولهذا أيضا - وبمنتهى المحبة للإنسان في الشمال والجنوب - ينبغي أن يوفر عباقرة الشمال عبقرياتهم للشمال وأن يوفر عباقرة الجنوب عبقرياتهم للجنوب، لأن تداخل تلك (العبقريات) كارثة معلومة!.
ثم أنه ليس قدرا إلهيا ولا إقليميا ولا دوليا أن تبقى وحدة النظام السياسي، فلا الجنوب - بدون الشمال - صفرا على الشمال، ولا الشمال - بدون الجنوب - صفرا على الشمال أيضا.
قواعد فك اشتباك العبقريات لا تقتضي تصفير عداد النظام السياسي، بعد كل هذه المأساة، وإنما إعادة موضعة الأصفار لكن ليس على الشمال، وليس بالفيدرالية ولا الأقاليم لأنها صناعة وهم وتأجيل حروب أخرى ليس إلا، وإنما بإعادة الاعتبار للذات الوطنية شمالا وجنوبا، للعمل بجد من أجل وطن تنتمي إليه حقا وينتمي إليها، من أجل تعايش سلمي وتجاور آمن وفاعل تنمويا وإنسانيا.
أما أن يعاد إنتاج برامج وكتل وحلول عفت عليها الحرب والوقائع، فذاك جزء من استمرار العبث بالحاضر والمستقبل معا. وباستعارة تعبير حضرمي دارج فهذا ليس أكثر من (شرحوتة) سياسية!!.
السلام الحقيقي هو المطلوب ولكن ليس بالحنجلة السياسية التي مازال الجنوب مخطوفا ومرهونا لديها بأدوات جنوبية شرعية وانقلابية فاسدة أوصلت الشمال والجنوب معا إلى هذا الوضع الكارثي، وتريد الآن القفز على كل الحبال، لأن لا قضية لديها سوى (السلطة) وامتيازاتها، حربا وسلما، وليذهب الشعب والوطن إلى الجحيم!).
د . سعيد الجريري
مقتطف من مقال غير منشور ، عنوانه:
( أسقط الحوثي علي محسن وفرقته. فهل سيسقط "جنوبيو الشرعية والانقلاب" شيئا سوى الجنوب؟)