إمرأة جائعة ألجأها المطر إلى الاحتماء ببوابة أحد المنازل في صنعاء
هي لاتمتهن التسول ... وإلا ماكانت خبئت وجهها حياء وعفة ممن يمرون أمامها ... لكنة الفقر والعوز زوى بها في جوانب الطرقات ..
هي لم تختار لنفسها هذا الواقع الأليم ...
هي لم تختار جغرافيتها ... ومجتمعها ..
هي وأمثالها لايعرفون السياسة .. ولا يعرفون الاتجاهات ... ولايهتمون بلون العلم ولا حتى يعرفون قراءة الشعارات ....
كل ماتعرفه في حياتها ... أنها تتضور جوعآ في زمن شح فيه الخير والمروة في بلاد الجبال التي قلوب غالبية أهلها قاسية كصخورها ... إلا من رحم ربي ...
كذلك انا يا موجعة قلبي ... في موقفك هذا ... لا أهتم بالاتجاهات ولا بألوان العلم وابصق على كل الشعارات وكل خطابات الساسة ...
واقف اتعبد في محراب انسانيتي ... لأنها فطرة الله في خلقة ... واندب حظي الف مرة ... لأني أقف عاجزآ حتى عن معرفة عناوين تلك الأبواب المغلقة التي تختبئين في زوايها ...
لعلي كنت استطيع ان افعل شيء ولو يسير لك ولامثالك ممن لاذنب لهم في كل هذا الجنون وهذا العبث الذي غيبهم في عتمة دخان باردوهم ... فطلقات المدافع ... غيبت صوت انينك.
يا ابنة الفقر ...
من اوصلوك إلى هذا العوز هم أعدائي ... لكن في مجتمعك الطبقي .. يسمونهم مشائخ واسياد وفنادم وحمران عيون ..
أما نحن فنعلم انهم ليسوا إلا لصوص ... يسرقون تارة ببدلة رسمية انيقة وتجدينهم بارعين في لغة الخطاب .. وأخرى بثوب وجنبية تعلق فيها مسبحة من فضة وافواههم تتمتم بالتسابيح نفاقآ ورياء ...
هم قبضوا ثمن جوعك وفقرك ... وبنوا بها قصور وحصون وشركات ... ثم صاغوا خطابات مؤثرة تتغنى بالوطنية والمواطنة وبحب الشعب ... ووالله انهم لكاذبون ...
إلا لعنة الله على الظالمين .. ومن تبعهم ... وتغنى بهم .. وجعل منهم اصنام تعبد ... لقطيع يعشق عبادة الأصنام .
اعتذاري لك ياعفيفة في زمن السفالة والانحطاط وإنعدام المروة ..
اسئل الله أن يغنيك انتي ومن هم على حالتك من فضلة وكرمة وان يستر عرض كل مسلم .
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
#اللهم_احشرني_مع_زمرة_الفقراء
عبدالقادر القاضي / أبو نشوان