مشكلة اليمن مرتبطة تاريخياً بالعسكر!

2017-05-09 11:51

 

مشكلة اليمن تاريخياً مرتبطة بالعسكر وحرصهم على عسكرة الحياة وفرض سطوتهم العسكرية على مختلف نواحي الحياة اليومية..بل وتحكمهم بكل مقاليد الامور وادارة بقية كل العقليات المجتمعية بمختلف توجهاتها العلمية وتخصصاتها الفكرية والسياسية،بعقلياتهم التجنيدية وتسيد الأمور وقيادة زمام المبادرات الحياتية التي تتبناها الشخصيات النخبوية في الواقع اليمني على مدى عقود طويلة من الزمن،وكان من نتاج ذلك تعاقب العسكر على حكم اليمن عقود طويلة شماله وجنوبه والوصول بالبلد إلى ماهو عليه من أوضاع وواقع  عسكري كل إنجازاته مخازن أسلحة وصواريخ واحتياطي قذائف وبارود وشعاره مزيدا من المتارس والخنادف والأنفاق والسجون لكل معارض أو رافض لعسكرة كل شيء

ولذلك استغرب احد الكتاب من تناقض مخرجات النظام التعليمي في الشرق الأوسط وما يؤدي اليه من مفارقات مدهشة في مخرجاته.

فطلاب الدرجة الأولى من الأذكياء يذهبون كما هو متعارف عليه،إلى كليات الطب والهندسة. بينما خريجوا الدرجة الثانية يذهبون إلى كليات إدارة الأعمال والاقتصاد وبذلك يصبحون مدراء لخريجي الدرجة الأولى. في حين يصبح خريجوا الدرجة الثالثة ساسة البلاد ويحكمون خريجي الدرجتين الأولى والثانية،واما الفاشلون فيلتحقون بالجيش ويتحكمون في الساسة،وكل النخب المجتمعية ويطيحون بهم من مواقعهم أو يقتلونهم إن أرادوا.

ولعل الاكثر ادهاشا حقاً،هو أن الذين لم يدخلوا المدارس أصلاً يصبحون شيوخاً يأتمر الجميع بأمرهم!اضافة الى كل هذا وذلك فان كل الزعماء الرؤساء والوزراء والمسؤولين تقريبا أو اغلبهم على الاقل،باليمن ينحدرون من اصول عسكرية،وهم اصلا علميا قادمين من احدى التصنيفات التعليمية التي سبق ذكرها من قبل الكاتب،وبالتالي فان من لم يكن عسكريا باليمن كان شيخا أو زعيماً  اجتماعيا قبليا نافذاً عسكرياً  وماليا يستعد ويعمل للوصول الى كرسي الرئاسة أو أي منصب  عسكري او حكومي رفيع اويخطط للانقلاب على الرئيس أو من دون سواه.

ولذلك ضعنا وغرقت اليمن في أتون حرب مجنونة للعام الثالث على التوالي ولا بوادر نهاية تذكر لها او خضور لحكمة يمنية لوقف ويلاتها ومآسيها اليومية

#ماجد_الداعري