العالم يعترف بالمجلس الإنتقالي الجنوبي

2017-05-22 10:13

 

مجرد تقديم دعوة رسمية من قبل المملكة العربية السعودية لزيارة رئيس المجلس السياسي الانتقالي القائد اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه الشيخ هاني بن بريك السعودية يعتبر ذلك ترحيب بإعلان المجلس السياسي  ، وكانت الدعوة بعد 24 ساعة من إعلان المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي فذلك إعتراف رسمي  وواضح و صريح من قائد التحالف العربي المملكة العربية السعودية بالمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل وحيد للقضية الجنوبية اليمنية .

 

 لم تندد أو تعترض رسمياً أي دولة من دول العالم بالمجلس الانتقالي الجنوبي أو تصفه بالانقلاب أو التمرد مما يعني بالعرف السياسي إعتراف رسمي على الطريقة الدبلوماسية  ، القضية الجنوبية قضية وطن سرق في وضح النهار ، قضية شعب ظلم بسبب تورط بعض من قياداته في وحدة كانت عبارة عن مغامرة غير مدروسة بطريقة صحيحة ولا محسوبة النتائج و العواقب ، كانت  وحدة  بين نظامين مختلفين ، وحدة غير متكافئة إبتلعت فيها الأغلبية الأقلية ، العالم كله شهد تلك المأساة ولكن لم يستطيع التحرك بسبب أن تلك الوحدة الاندماجية كانت بطرق سلمية وبرضى جميع الأطراف أنداك والكل صفق وهلل لها صغير و كبير ومن أعترضوا كانوا قلة قليلة رضخت بالنهاية لقرار و رغبة الأغلبية الوحدوية  .

 

تشرذم كثير من القادة الجنوبيون و تمزقوا بسبب سياسة المخلوع عفاش الاحتوائية للأطراف الجنوبية الانتهازية  ، تمترست غالبية القيادات الجنوبية التأريخية خلف أفكارها و توجهاتها و أجنداتها المختلفة المتضادة  وليس خلف مصالح الوطن العليا  ، فاختلفت و تنازعت ففشلت وذهب ريحها وضاعت القضية الجنوبية لأنها كانت قضية عادلة بيد محامي فاشل ، ظلت القضية الجنوبية هاجس يؤرق المجتمع الإقليمي و الدولي بسبب خوفها من ثورة مرتقبة أكانت مسلحة أو بركان سينفجر في يوم ما في جنوب اليمن  ، موقع اليمن الجنوبي الاستراتيجي الحيوي العالمي لن يسمح بهكذا سيناريوا مدمر و خطير يهدد السلم العالمي و الإقليمي ، لهذا الإقليم و العالم سيتعامل مع المجلس السياسي الانتقالي بإجابية  .

 

بعد عدة محاولات فاشلة قامت بها دول الجوار للملمة شتات و فرقة القيادات الجنوبية لتوحيدها لتحمل ملف القضية الجنوبية والتي لن تجد فرصة ذهبية أخرى مثل هكذا فرصة ، ولكن بأت جميع تلك المحاولات المتكررة بالفشل .

 

حتى الرئيس الشرعي الجنوبي هادي لم يكن هو أيضاً جاداً بحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يليق بحجم مظلومية الشعب و الوطن الجنوبي ، فقد عمل الرئيس هادي لا على تفريخ و تهجين قيادات لا تمثل الشارع الجنوبي ولا ثقل ولا وزن سياسي أو تنظيمي لها ، وأطلق عليها الرئيس هادي مكون الحراك الجنوبي ( ممثل القضية الجنوبية ) للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء ، تلك الزعامات الكرتونية التي إختارها هادي كانت ضعيفة الشخصية ولا دور سياسي أو مجتمعي لها سابقاً ولا حالياً ، إستخدمها الرئيس هادي كديكور يمثل الجنوبيين لتمرير مشاريع ضد رغبة الجنوبيين وأصبحت غالبيتها اليوم مع المخلوع عفاش بصنعاء ، لأنهم أصحاب الدفع المسبق ومن سيدفع أكثر تقدم له خدمات بإسم الجنوبيين وضد الجنوبيين .

 

تحاوروا  و يتحاورون و سيتحاورون هادي و الاصلاح ( أحزاب اللقاء المشترك ) وعلي محسن وغيرهم من أعضاء الحكومة الشرعية مع الإنقلابيين في صنعاء ، الانقلابيون الذين حملوا السلاح بوجه الرئيس و حكومته الشرعية

وقتلوا بعض من أفراد عائلة الرئيس هادي و قصفوا منزله و حاصروه و أذلوه ، الانقلابيون الذين كادوا يقتلوا علي محسن الاحمر و قتلوا نجله في مقر الفرقة الاولى مدرع ، الانقلابيون  الذين إختطفوا قيادات الاصلاح وزجوا بهم في السجون السرية ، الانقلابيون  الذين سرقوا المليارات من دولارات البنك المركزي وجوعوا الشعب وجعلوهم يأكلون من مكب النفايات ، ومع ذلك يتحاورون معهم بكل ود و إحترام و يرسلون لهم الاموال ويهربون لهم السلاح و الوقود  .

 

الجنوبيون الذين قاتلوا المليشيات الانقلابية وصمدوا في وجه آلتهم العسكرية الضخمة بدعم من دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية و الإمارات و أنتصروا و أعادو للرئيس هادي و حكومته الشرعية كرامتهم و مكانتهم  ، الجنوبيون أعادو لهادي و حكومته وطن وعاصمة يحكم فيها إسمها عدن ، ماذا لو لم تتحرر عدن و الاراضي الجنوبية ، كيف سيكون الوضع السياسي و مكانة الرئيس في السعودية ، يوم طردوا من صنعاء إحتضنتهم عدن وإلا لكانوا مشردين مذلولين أبد الدهر في عواصم الشتات  .

 

عاد الرئيس هادي و حكومته لعدن منتقمين  كعادتهم السابقة ولم تغيرهم تلك الحروب و الازمات التي خاضها شعبهم في الجنوب بشجاعة و ببسالة منقطعة النظير ، ولم يثمنوا تلك التضحيات الجسام  وعادوا يحملون في قلوبهم جبال من الحقد على الجنوب و الجنوبيين  ، لم يتعضوا ولم يتعلموا من درسهم الأليم بصنعاء ، عاثوا فساداً بالجنوب ونهبوا بإسم مشاريع البنية التحتية مئات الملايين من الدولارات ، إستثمروا معاناة شعبهم بإستنزاف أموال دول الخليج  ، كافئوا من قاتلوا وضحوا بدلاً عنهم و أعادوا لهم كرامتهم كافئوهم بالبطش و النهب و قرارات جائرة لبطانة فاسدة فاشلة خلقت الازمات و النكبات لشعب الجنوب الذي كان يستحق كل الود و الاحترام ورد للجميل يليق بتلك التضحيات .

 

بعد قرارات الرئيس الاخيرة الكارثية بإقالة المحافظ عيدروس الزبيدي و شيخ المجاهدين الشيخ هاني بن بريك كانت تلك القرارات بمثابة إعلان حرب على الجنوب و تسليمه للإخوان المسلمين بزعامة جنرال الهزائم و الفنادق / علي محسن الاحمر ، أدرك الجنوبيون أن تلك القرارات ليست مجرد إقالة محافظ الزبيدي أو التحقيق مع بن بريك ، بل كانت بداية لتصفية جميع المحافظين والقادة الشرفاء الوطنيين في الجنوب لإحلال محلهم عناصر إخوانية تدين بالولاء لعلي محسن الاحمر .

 

لا مناص هذه المرة من خروج الشعب الجنوبي في وجه تلك المؤامرة الخبيثة و التصدي لها وتنصيب القائد عيدروس الزبيدي كقائد للجنوب و توحيد الصوت و الصف الجنوبي لأول مرة ، تكللت تلك المليونية وتفويضه