قصة وطن مختصرة جداً

2017-08-13 15:11

 

إثنان وعشرون عاماً عاشها شعب الجنوب في معاناة شديدة ، تم الحرمان من الوظيفة العامة إلا من باع روحه للشيطان ، تم تسريح وتصفية قوام الجيش ولم يبق منه الا من ليس له لون أو طعم أو رائحة ، وكذلك فعلوا بالمؤسسات والمصانع والمنشآت ، ما عدا أنها ذهبت قيمتها وعوائدها إلى جيوب زعماء التتار الجدد ! ..

دولة بأكملها أبتلعها شيطان بني دحباااش وزبانيته .

حكموها أكلة المطيط بالنار والحديد والنخيط ، وكان الشعب الجنوبي العاشق للحرية ، طوال زمن الاحتلال المتخلف ، يتوق للانعتاق وكسر القيود ، وقد بدأت  إرهاصات أعمال المقاومة منذ أول يوم للاحتلال ، وتواصلت حتى انطلاق الحراك الجنوبي السلمي العظيم .. وبنهر من دماء الشهداء والجرحى ، من ضحايا القتل والقمع اليومي للفعاليات السلمية ، بنى الجنوبيون طريقاً يؤدي الى الحرية .. وجاء الغزو الثاني للجنوب في 2015 ليجعل العالم بكل أركانه يشهد أعظم مقاومة نبتت من أرض عدن ، التي لم تعترف بالسلاح كوسيلة أبداً ، لكن وحشية العنف والقتل العشوائي والنهب المتعاظم جعل الشباب والكهول وحتى النساء في عدن وحضرموت وعموم الجنوب ، يحملون السلاح ليسطروا ملحمة وطنية ليس لها نظير .. وجاء دعم الأخوة في التحالف العربي ليكلل جهود الجنوبيين بالنصر المبين ..

لقد خرج الجنوبيون وللأبد من باب اليمن ، فهل يستطيع أي من كان إعادتهم إلى هذا الباب المشؤوم من جديد ؟

 

لهذا أرى أن جميع محاولات إبقاء الجنوب في دائرة لا تنتهي من الجدل حول مستقبله ، هي عبث لا طائل منه .. إن مستقبل الجنوب هو دولته الجنوبية المستقلة ذات الفيدرالية بين الأقاليم الجنوبية ، ولا شيئ غير ذلك .. إن كل عمل أو وسائل لا تؤدي الى هذه الغاية هي عبث في عبث ، لأن شعب الجنوب لن يقبل بغير دولته المستقلة .. حتى الذين لا يزالون خارج السرب ، سيعودون اليه والى أحضان شعبهم .. لن تبقيهم الفتن المناطقية والبعسسة والمال خارجاً طويلاً ، سينضمون متى ما رأوا السفينة وقد لاح في أفق سماءها شاطئ الوصول ..

 

وطني لو شغلت بالخلد عنه  ******  نازعتني إليه في الخلد نفسي