هكذا أصبحت جرائم (صالح) بحق الجنوب سيفا مسلطا على رقبته

2017-09-12 19:56

 

دائما ما يترك (صالح) حلفاؤه في المقدمة ليسهل عليه طعنهم من الخلف.. والصورة للرئيس الجنوبي علي سالم البيض وخلفه بخطوتين شريكه في الوحدة علي عبدالله صالح الذي سرعان ما انقلب عليه

من زرع حصد.. ذاك أول ما سيتبادر إلى ذهن المخلوع علي عبدالله صالح وقد بات سيف جرائمه بحق الجنوب وشعبه سيفا مسلطا على رقبته بيد عبد الملك الحوثي.

 

اغتيالات العشرات من كوادر الجنوب من سياسيين وعسكريين والانقلاب على الوحدة السلمية في العام 90م بحرب دموية اجتاحت الجنوب في العام 94م وما تلاها من تصفيات وملاحقات للجنوبيين وتدمير للبنية الاقتصادية ونهب للثروات وزعزعة للنسيج الاجتماعي، جميعها جرائم حرب ضد الإنسانية ارتكبها نظام المخلوع "صالح" وشريكه في الجرم حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع اليمني لتنظيم الإخوان المصنف ضمن لائحة الإرهاب الدولية.

 

تلك الجرائم الكفيلة بإيصال (صالح) وشركاءه إلى خلف قضبان محكمة العدل الدولية بات ملفها اليوم بيد حلفاءه بالأمس القريب واعداؤه اليوم (حركة أنصار الله) الحوثيين، ولسان حال تلك الأخيرة يتوعد (المخلوع) بكشف خفايا وتفاصيل أفظع جرائمه (شمالا وجنوبا) منذ وصوله إلى سدة الحكم في اليمن الشمالي عام 1978م ومن ثم توليه رئاسة اليمن الموحد في العام 90م وحتى خلعه من كرسي الرئاسة في 27 فبراير 2012م ووصولا إلى ما يصنعه اليوم في البلاد من اقتتال وتدمير لكافة مقومات الحياة على مختلف الصعد.

 

بعد 33 عاما من اعتلاء هرم السلطة المطلقة في اليمن كان (صالح) يظن أنه قد وأد (جرائم) اغتيال وتصفية كل من يقف عقبة في طريق صنع إمبراطورتيه، التي تجاوزت بعقليته السادية حدود الشمال اليمني صوب دولة الجنوب فكان للكوادر الجنوبيين من سياسيين وعسكريين ومواطنين ثاروا على تنكيله بهم واستعماره لوطنهم النصيب الأكبر من جرمه باغتيالات واعتقالات وتسريح من الأعمال طالت شريحة واسعة من الجنوبيين.

 

ذاك البئر العميق الذي وأد (المخلوع) فيه جرائمه هو وشركاءه على مدى عقود حكمه نبشته يد (الحوثي) وأخرجت ما به من ملفات اغتيالات واعتقالات ومؤامرات ونهب وسلب وتدمير طالت الجنوب، ووجدت في تلك الجرائم السلاح الفتاك الذي ستقضي به على (صالح) بل وتخلده في ذاكرة الإنسانية كـ (مجرم حرب).

 

جماعة الحوثي أعلنت بالأمس رسميا شروعها بفتح ملفات جرائم (صالح) بحق الجنوب والجنوبيين، وذاك ليس حبا في الجنوب بل استغلالا لأهم سلاح وقع في أيديهم ويمكنهم من القضاء على (صالح) وإزاحة آخر عقبة في طريقهم لاستعادة النظام الإمامي في اليمن الشمالي واعتلاء عرشه.

 

وفي تصريح لمصدر مسؤول بجماعة الحوثي يوم أمس الأول قال القيادي في الجماعة محمد عبدالقدوس، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء، بأن حركة أنصار الله "ستفتح ملفات اغتيالات الضباط الجنوبيين في صنعاء"، متوعدا (صالح) وشركاءه بفضح ملفات جرائم ارتكبوها وكانوا يتخيلوا أن ما تحتويه لن يخرج أبدا إلى العلن ويدينهم، حد وصفه.

 

وقال القيادي الحوثي والمسؤول الرسمي بإدارة حكومة (صنعاء) بأن الملفات التي أصبحت بين أيدي جماعة الحوثي وتتأهب لفتحها تدين الرئيس اليمني السابق وشركاءه أبان فترة حكمه في جرائم "اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي في العام 1977، وحرب صيف 1994، وحروب المناطق الوسطى أواخر سبعينيات القرن الماضي"، وكذلك جرائم "الحروب الست (حروب صالح بصعدة)، وملفات السجون والفساد، وسنفتح ملف ترسيم الحدود".

 

وقال القيادي الحوثي (عبدالقدوس) مخاطباً مؤيدي وأتباع صالح: "سنفتح ملفات لم تتخيلوا يوما بأنها قد تقع بين أيدينا.. لذا اخرسوا وابتلعوا ألسنتكم وتوقفوا عن توجيه أبواقكم بتشويه الجماعة الحوثية التي مهد تحالفها مع الرئيس المخلوع في 2014 وصولها إلى صنعاء واستيلائها على السلطة في فبراير 2015".