أعلن تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض تحفظه على قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الذين اختارهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إضافة إلى قوائم الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني التي تولى الرئيس أيضا اختيارها.
وقال اللقاء المشترك، الذي يشغل نصف مقاعدة حكومة الوفاق، في بيان صادر عن اجتماع عقد عشية أولى جلسات مؤتمر الحوار الوطني المقرر الاثنين: "فوجئنا لدى الإعلان عن أسماء المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأن قائمة الأخ رئيس الجمهورية... جاءت مخالفة للأسس والمعايير التي تم الاتفاق عليها، ومخيبة للآمال".
إلا أن البيان أكد على حضور أحزاب اللقاء المشترك حفل افتتاح المؤتمر، ودعوا الرئيس هادي "إلى تصحيح ما حدث من أخطاء تستدعي منه تداركها في أسرع وقت ممكن تحقيقا للتوازن، والتزاما بالأسس والمعايير التي تضمن اضطلاع المؤتمر بالمهام المنوطة به، والأهداف المتوخاة منه على أكمل وجه".
في غضون ذلك، قال قيادي في قوى ما يسمى بالحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن إن الحراك غير معني بمؤتمر الحوار الوطني الذي يعقد الاثنين، في وقت خرجت مظاهرات في مدينة عدن التي تتحضر لمليونية ضد المؤتمر.
وقال مستشار الرئيس اليمني الجنوبي سابقاً يحيى غالب الشعيبي لسكاي نيوز عربية إن الجنوب "ليس طرفاً في المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية" التي أدت لتنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2012، مضيفا أن "الحراك الجنوبي غير معني بالحوار مع السلطات في صنعاء تبعاً لذلك".
من جانبه، قال عضو القيادة العليا للمؤتمر الجنوبي الأول عمر أحمد جيران، "نحن لا نتوقع شيئا من هذا الحوار، فهو بين أطراف سياسية وعسكرية في صنعاء وليس للجنوب ناقة فيه ولا جمل".
وأضاف: "نحن في الجنوب لسنا ضد الحوار من حيث المبدأ ولكن يجب أن يقوم على أسس سليمة وأن يتم بين طرفين شمالي وجنوبي ، وعلى أساس حل قضية الجنوب، ليس مثل الذي سيتم في صنعاء والذي يساوي بين قضية الجنوب وقضايا ثانوية مثل معاداة المرأة والمهمشين وختان الإناث".
واعتبر أن "الوحدة بالنسبة للجنوب انتهت في 7 يوليو 1994، ولم تعد قائمة اليوم"، في إشارة إلى تاريخ سيطرة القوات الشمالية على عدن خلال الحرب الأهلية التي بدأت في مايو من نفس العام.
استعدادات أمنية مشددة عشية انطلاق الحوار
مظاهرات رافضة للحوار
وخرجت تظاهرات في مدينة عدن جنوب البلاد الأحد، للاحتجاج على مشاركة بعض من قوى الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني، حسب ما أفاد مراسلونا.
وتجمع مئات اليمنيين في الشارع الرئيسي لمنطقة المعلا في عدن، ورفعوا أعلام الجنوب واعتلى البعض سيارات تجوب الشارع، تذيع أغان وطنية للمطرب "عبود خواجة" فنان الأناشيد الوطنية التي تطالب بالاستقلال.
ورفع المتظاهرون شعارات تقول: "لا تفاوض ولا حوار، نحن أصحاب القرار"، و"يا جنوبي علي الصوت، الاستقلال وإلا الموت". كما رفع متظاهرون صور كبيرة لرئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض.
وقال أحد المتظاهرين لسكاي نيوز عربية: "نقبل بحوار الند للند، ولكن ليس هذا الحوار الذي تديره عصابات".
وفيما يبدو أنه قرار من السلطات لتفادي حدوث اشتباكات تفسد فرص الحوار، سمحت قوات الأمن لمسيرات تضم مئات الأشخاص قادمين من أبين وشبوة بالدخول إلى ساحة العروض حيث تمنع التظاهرات والتجمعات. واكتفى الأمن بتعزيز حماية المنشآت الحيوية التابعة له والتي تقع مقراتها في هذه الساحة.
وقال مصدر أمني لسكاي نيوز عربية "لن نعطي الفرصة أبدا لمن يريدون إراقة الدماء"
من جانبه، قال القيادي في حركة 16 فبراير الجنوبية، نزار هيثم لـ"سكاي نيوز عربية" إن: "التعايش مستحيل مع نظام صنعاء، لقد جربناهم 22 عاما ولم يجد ذلك، وبالتالي فمن الصعب أن نعيد النظام القبلي العنصري وهو كذلك باعترافهم فقد قالوا إنهم مستعمرين للجنوب".
وعن قدرة الحراك على الوقوف في وجه الجيش الحكومي في حال قمع أي محاولات انفصالية، قال: "ليس معنا جيش ولذلك نطالب بحماية دولية لأن الاعتداءات علينا مستمرة منذ عام 1994 ولا توجد أي مقومات عسكرية، والطرف الآخر لديه السلاح والجيش.. الجنوب واقع تحت احتلال مسلح".
وستتواصل الفعاليات حتى الاثنين بمليونية تشارك فيها كل مقاطعات الجنوب، حسبما علمت سكاي نيوز عربية من مصادر في الحراك.
وكانت بعض الجهات الشعبية قد أعلنت عن مشاركتها في الحوار وبدأت بالانسحاب، لكن تتوقع الأوساط السياسية في عدن تزايد عمليات الانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني مع مرور الوقت.
وفي صنعاء، وصل وفد جنوبي كبير برئاسة أحمد بن فريد الصريمة وهو أحد الأذرع الرئيسية بالحراك الجنوبي، على الرغم من مقاطعة الجنوب للمؤتمر.
وقالت مصادر داخل دائرة شؤون السلطة المحلية إن دعوة الحراك الجنوبي إلى التصعيد هي محاولة للتشويش على الحوار الوطني.
وتخشى السلطات من تصعيد أعمال العنف في محافظات الجنوب، لافتة إلى توارد معلومات عن توزيع الأسلحة والذخائر في عدد من المدن خاصة حضرموت.