إعمار عدن بين مطرقة الفساد وسندان الحاجة والعوز

2017-10-03 12:46

 

كثيرة هي جراحات عدن ولازالت تنزف حتى اليوم دماً ودموعاً من خلال ما مر بها في تاريخها الحديث فبعد الاستقلال مباشرة وتحديداً في السبعينيات من القرن الماضي قام سيئ الذكر الحزب الاشتراكي اليمني بفرض قانون التأميم الذي صادر بموجبه كل حقوق شركات وعقارات وأراضي ومساكن المواطنين في عدن في ظل مسيرات غوغائية للدهماء طالبت بخفض الرواتب وتحرير المرأة وتأميم أملاك المواطنين في عدن حتى قوارب الصيد !!

لحق ذلك مباشرة السطو علانية من قبل زبانية النظام الماركسي ونهب أراضي وأملاك أبناء عدن التي بلغت أكثر من ستين ألف منزل مؤمم !

 

وبعد الوحدة اليمنية التعيسة استكمل حيتان الفساد في الشمال من كبار القادة السياسيين والعسكريين وقادة المؤتمر والإصلاح وكبار مشايخ الفيد والغنائم من الغزاة استكمل هذا السرب من الجراد البشري في حرب عام 1994 م باقي مؤسسات (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) البائسة .. وقام هوامير الشمال باقتطاع مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية والسكنية بالإضافة إلى تجريف مواقع الصيد البحري .. كما قاموا بنهب حقول النفط والغاز والسيطرة على الموانئ البرية والبحرية .

 

كما عانت عدن من انتهاكات صارخة بعد حرب 94 م استهدفت هويتها المعمارية المميزة والفريدة من خلال انتشار العشوائيات فوق رؤوس الجبال ومداخل الشواطئ والأحياء وتخريب المنشئات والقلاع والأسوار والحصون الأثرية ومعسكر الجيش في جبل حديد .

 

كما تعرضت مباني عدن القديمة للهدم طال معالمها المعمارية الجميلة مثل المتحف العسكري في عدن , مدرسة بازرعة الأهلية التي تجاوز عمرها المائة عام , كما تم تدمير وهدم كامل لحي القطيع في عدن الذي يعتبر من أقدم أحياء عدن , كما طال الغزو البربري الحوثي – العفاشي هدم بوابة مينا عدن التاريخية المؤسسة عام 1866م والتي تعرف برصيف السواح , كما قام الغزو باستهداف سوق عدن القديمة , ووصل الخراب والدمار إلى معظم معالم عدن التاريخية والدينية من مساجد وكنائس ومنازل وفنادق .

 

كما تم بيع أثاث الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا على أرصفة الحراج في مدينة التواهي عندما قامت مليشيات الحوثي بنهبه من فندق ( كريسنت ) الذي قضت فيه الملكة شهر العسل مع الأمير فيليب عام 1954م عند زيارتها لعدن .

ولم تسلم أحياء عدن من نيران الدبابات وقذائف المدافع التي طالت معظم أحياء عدن والتي شهدت نزوحا  جماعياً في حين استغل الغزاة اللصوص وسلبوا كل ما تحوي تلك المنازل , وطال الدمار والنهب كافة أحياء كريتر , المعلا , التواهي , خور مكسر , الشيخ عثمان , المنصورة , دار سعد , البريقة , الحسوة .

 

وبعد الحرب وفي ظل (حكومة الشرعية ) ذكر مواطنون في التواهي أنهم تعرضوا من قبل بعض المسئولين عن الإعمار فيها لعمليات استغلال وابتزاز مادي لشراء منازلهم المتضررة من الحرب لبيعها كونها تقع في أماكن سياحية ومواقع مميزة .

وكان ملف الإعمار قد تم تدشينه في عدن في السابع من أغسطس الماضي في كل من :

التواهي , المعلا , صيره لعدد(1291)منزلا بتكلفة إجمالية تزيد عن ملياري ريال ويخشى المواطنون أن ينجرف ملف الإعمار نحو هاوية السقوط في وحل الفساد !!

وقد ألمح إلى ذلك مدير عام مديرية التواهي عبد الحميد ناصر عبد الله فقال :

"إننا لن نكون شهود زور في عملية إعادة الأعمار دون حضور أصحاب العلاقة ".

وختاماً نقول : كان الله في عونك يا عدن ويا أهل عدن وأعانكم على المفسدين في الأرض فقد كانت تضحياتكم ودماء أبنائكم الطاهرة التي سالت على ثرى عدن ليست من اجل عدن وحدها بل من أجل كرامة الجنوب .

فلا تستغربوا من بعض المتسلقين على رقاب الشعب وباسم الشرعية

فهؤلاء اللصوص قد سرقوا مرتبات الجنود وموظفي الدولة وسرقوا قوت الشعب وتاجروا بالنفط والغاز والمعونات الدولية ..وهؤلاء هم الوجه الآخر للعملة في صنعاء!!!!