أثارت ظاهرة انقلاب عدد من السفراء والمسؤولين في حكومة «الشرعية» ردود فعل ساخرة بين اوساط الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي الذين استغربوا من موقف الحكومة تجاه التصرفات والممارسات التي يقوم بها عدد من السفراء والمسؤولين المحسوبين عليها والمتحدثين باسمها في الداخل والخارج.
وقال الناشطون، إن موقف الحكومة الشرعية من ممارسات بعض مسؤوليها المتعاطفين مع المليشيات الانقلابية في صنعاء يشير إلى ضعف الحكومة والتذبذب الواضح الذي يصل إلى حد الاختراق بين صفوف قياداتها السياسية والعسكرية والدبلوماسية.
«الأصبحي» سفير عفاش واستشهد الناشطون على تلك الممارسات التي وصفوها بالانقلابية بالموقف الصادر عن سفير اليمن لدى المملكة المغربية «عز الدين الأصبحي» الذي اعتبر الرئيس علي عبد الله صالح رئيسا للجمهورية لدى تدشين الموقع الرسمي للسفارة على شبكة الإنترنت، دون صدور أي توبيخ للسفير من الجهات المختصة بوزارة الخارجية التابعة للشرعية.
وكان موقع السفارة اليمنية بالمغرب قد أورد نبذة تعريفية عن العلاقات الثنائية بين البلدين، بدا واضحا من خلالها اعتراف السفارة الصريح بالرئيس المخلوع صالح، في إحدى فقرات النبذة التعريفية التي ورد فيها على لسان السفارة ما نصه: «إن العلاقات السياسية القائمة بين المغرب واليمن هي علاقات كانت على الدوام ممتازة ومتميزة، خالية من أي نزاع أو أدنى خلاف».
وتابعت السفارة : «إنها علاقات متينة، شاملة ومتنوعة، ما فتئت تنمو وتتطور في ظل الإرادة السياسية التي تحدو قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب وفخامة علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية، للارتقاء بها إلى أعلى المستويات».
اتهامات
ويُتهم السفير «الأصبحي» الذي لم يعتذر عما ورد في موقع سفارته، بالتعاطي السيئ مع أوضاع وقضايا الطلاب اليمنيين الدارسين بالمغرب منذ توليه المنصب. حيث مارس سياسية الترهيب على المبتعثين المطالبين بحقوقهم مانعاً إياهم من حق الاعتصام في حرم السفارة، كما قام بقطع خدمات الماء والكهرباء على الطلاب المعتصمين.
مجلة نمساوية
وعلى خط موازٍ، قدم سفير يمني في أوربا «هيثم شجاع الدين» نفسه لمجلة دبلوماسية نمساوية رسمية باسم سفير الجمهورية العربية اليمنية وتحت علم «الجمهورية العربية اليمنية». وقالت الصحفية ذكرى العراسي، في منشور بصفحتها بالفيس بوك مخاطبة وزير خارجية الشرعية : «ما الذي يحدث يا معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ؟ ما هذه الخطوات يا وزيرنا الموقر عبدالملك المخلافي خطوات وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في تصاعد مستمر، وما خفي كان أعظم !».
واضافت العراسي : «السفير اليمني بالنمسا يقدم نفسه للمجلة الدبلوماسية النمساوي الرسمية، على أنه سفير للجمهورية العربية اليمنية بالنمسا». و كان «شجاع الدين» قد ظهر مبتسما على صفحات المجلة النمساوية ومن خلفه علم الجمهورية العربية اليمنية التي يعتقد انه يمثلها اليوم بالنمسا، في الوقت الذي يرفض فيه التعامل والاعتراف بنائبه الجنوبي والرجل الثاني في البعثة اليمنية بالنمسا .
المخلافي
إلى ذلك، اعتبر ناشطون ما جاء في حديث وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، بالقاهرة عن «الجمهورية العربية اليمنية» ليس خطأً ولا سهوا من الوزير، كما حاول تبرير ذلك، بل كان تصرفا معتمدا واستفزازيا منه. ويثير التوجه الاستفزازي الذي يمارسه بعض المسئولين والدبلوماسيين الشماليين، والرامي للتذكير بتاريخ «الجمهورية العربية اليمنية» استغرابا في الأوساط السياسية التي انتقدت تصرفات الدبلوماسيين الشماليين الذين لا يعترفون بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» التي دخلت في وحدة اندماجية مع «الجمهورية العربية اليمنية» العام 1990م.
*- شبوه برس – جولدن نيوز