يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيس المجلس اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، لإعلان تشكيل الجمعية الوطنية وهي أول برلمان جنوبي، وذلك خلال اجتماعاته المقبلة قبل ذكرى 14 أكتوبر.
جاء ذلك في كلمة لعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الدائرة الإعلامية لطفي شطارة، خلال مشاركته في حلقة نقاشية بعنوان (المجلس الانتقالي الجنوبي .. بنيته وآليات عمله والمأمول منه)، نظمها مركز عدن للبحوث الإستراتيجية والإحصاء، صباح الثلاثاء الماضي.
وقال لطفي شطارة: كما ستتطرق الاجتماعات المقبلة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الانتهاء من تشكيل دوائر المجلس وفروع المجلس بالمحافظات، وكذا استمرار عمل لجنة برئاسة الشيخ صالح بن فريد العولقي، للحوار مع المكونات السياسية الراغبة في الانضمام إلى دوائر المجلس، وأكد أن باب المجلس سيظل مفتوحاً لكل المكونات السياسية الجنوبية والجنوبيين.
وأضاف أن تشكيل المجلس جاء كضرورة ملحة لملئ الفراغ فرضها الواقع والظرف الذي يمر به الجنوب في المرحلة الراهنة، وأنه جاء بإجماع وتفويض شرعي وشعبي للأخذ بزمام المبادرة، وهو ما تتطلبه المرحلة، وذلك لنكون عندما نطالب المجتمع الدولي والإقليم باستعادة دولتنا نكون جاهزون ومستعدون، ويكون الجنوب طرفاً رئيسياً في أي تسويات سياسية قادمة، كون الحرب ستنتهي لا محالة.
كما قال: كنا نعتقد حين أعلننا تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن الشرعية ستلتقط فكرة بناء الشراكة بين الشرعية والمجلس، ولكن جاء رد الشرعية عنيف لاعتقادها بأنه من خلال ذلك الرد سينتهي المجلس الجنوبي، ولكننا نؤكد مجدداً أن المجلس باقي، وليس في سبات، بل يسير بخطوات ثابتة وسيحقق أهدافه الإستراتيجية باستعادة وبناء دولة الجنوب.
وجدد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الدائرة الإعلامية شطارة، تأكيده أن الحل العادل للقضية الجنوبية هو بمعادلة الواقع الذي فرضه الحرب أن يكون هناك جنوب وشمال، وغير ذلك صعب لأننا تحاورنا وتفاوضنا من سابق خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل على خيار الإقليمين، ولكن الأخوة في الشمال لم يكونوا راغبين، وذلك ما أدى إلى الحرب لأنهم يريدون بقاء الجنوب وسط صراعات، وتدمير الجنوب.
ورداً على تساؤولات لماذا لم يكون هناك مؤتمر جنوبي - جنوبي، بدلاً عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، قال شطارة: لقد حاولنا نحن والشيخ العولقي وسياسيون جنوبيون منذ عدة سنوات خلال لقاءاتنا بعدد من القيادات الجنوبية في الخارج لجمع الجنوبيين في مكون واحد وعلى طاولة واحدة، ولكنهم كانوا دائماً مختلفين، كما كانت خلافاتهم في الخارج مؤثرة على الحراك الجنوبي في الداخل، وهو ما عزز صواب فكرة إيجاد قيادة جنوبية من الداخل.
وأضاف: أنه بسبب خلافات القيادات الجنوبية بالخارج، جاء تشكيل المجلس بعيداً عن تلك القيادات لأنه مستحيل أن من يكون جزء من المشكلة أن يكون جزء من الحل في الجنوب، ومع هذا نبقى متفقين على الهدف، ومن الطبيعي وجود بعض الخلاف على تفاصيل أخرى على بعض الدوائر والشخصيات في المجلس، وتساءل بقوله: الذين يعارضون تشكيل المجلس الانتقالي، ما هو الخيار البديل.
كما استعرض جهودهم السياسية في طرح القضية الجنوبية الوطنية والسياسية والعادلة والمشروعة على مختلف الجهات والمؤسسات الدولية، ونتائج جهودهم في تحقيق تفهم وتعاطف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بخلاف عندما كانت الأمم المتحدة خلال مؤتمر الحوار تريد إعطاء الوحدة اليمنية فرصة عبر الـ 6 الأقاليم، وبدورنا أبلغنا ممثلي الأمم المتحدة حينها، بصعوبة تطبيق الـ 6 الأقاليم في ظل واقع صعب بسبب المركز الهش الذي تديره عصابة الشمال.
وأشاد بمقاومة مختلف شرائح وفئات سكان عدن برفضهم تطبيع الحياة العامة مع ميليشيا جماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح خلال الحرب، وأكد أن الجنوب عقب التحرر من ميليشيا الحوثي وصالح، وتشكيل المجلس الانتقالي صار له حلفاء ممثلين بالتحالف العربي والمجتمع الدولي ونحن شركاء معهم في مكافحة الإرهاب وحماية مصالحهم، ولفت إلى وجود اتهامات للقائد عيدروس، بأنه يقود مجلساً من الضالع، بينما في حقيقة الأمر المجلس يضم الجميع من مختلف المكونات والمحافظات الجنوبية، وذكر أن هناك دوائر أساسية مثل الإعلامية والقانونية والمالية وحقوق الإنسان من أبناء عدن.
وأختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة انفتاح ومد أيادي الجنوبيين لبعضهم، والابتعاد عن الخلافات المناطقية التي يقف ورائها من هُزم في حرب 2015م "الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام"، كون الجنوب لن يأتي من منطقة واحدة، كما شدد على ضرورة التفكير بالمستقبل والاستفادة من تجارب الماضي.