ثورة 14 أكتوبر أكبر أكذوبة في تاريخ الجنوب العربي !!!

2017-10-11 13:46

 

أيام معدودة وتهل علينا الذكرى الرابعة والخمسين لما يسمى ب" ثورة 14 أكتوبر" وما يصاحبها عادة ً من مهرجانات  وشعارات ومكاسب  ثورية وتوصيفات خيالية وعناوين براقة و مخادعة كاذبة صدقناها طوال السنين الماضية !!.

قد يستهجن البعض كلامي هذا وقد يلصقوا بي بعض التهم الجاهزة والمعلبة التي طالما استعملها الثوريون ضد معارضيهم الذين يصمونهم بالعمالة والرجعية  !!

وهم أنفسهم كانوا غارقين في وحل العمالة ولا زالوا  يعيشون هذا الوهم و ضحايا هذه الأكذوبة 14 أكتوبر؟

والحقيقة أن  ثورة 14 أكتوبر لم تقم  من أجل طرد الاستعمار البريطاني من أرض الجنوب لأن  بريطانيا قد اتخذت قرارها بالانسحاب من شرق السويس بعد هزيمتها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م ..وقررت تصفية كافة قواعدها وأعلنت أنها ستنسحب من الجنوب ومن قاعدتها في عدن في 8/2/1968م!!ّ

ولكن الذي حدث وقلب ميزان القوى في المنطقة أن مصر بعد فشلها في الوحدة مع سوريا دفعت الرئيس عبد الناصر لتعويض فشله فقام بالتدخل المصري في اليمن والإطاحة بالملكية فيه وبدأ بسرية واحدة وانتهى ب" 70" ألف جندي لتثبيت الجمهورية ..وما صاحب ذلك من سفك للدماء اليمنية – المصرية وكلنا يعرف الثمن الباهظ في حرب السبع سنوات لفرض الجمهورية على اليمن !!

وبعد عام فقط على الثورة اليمنية قامت أجهزة المخابرات المصرية وأدواتها في صنعاء وجلبت  المنظرين الماركسيين الفلسطينيين واللبنانيين ليكتبوا ما يعرف بميثاق ( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ) في  تعزثم في وقت لاحق جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل تمهيداً لضمه وإلحاقه.. إلى مجرد شطر يمني من خلال تغييب الوعي الجنوبي واستلاب هويته..وزرع المكونات الشمالية داخله .. في حين أن رابطة الجنوب العربي هي التنظيم السياسي الوحيد في الجنوب هو الذي رفع شعار الجنوب العربي في  كل أدبياته.

وفي ذلك الوقت كان إتحاد الجنوب العربي شبه دولة كاملة له جيش وأمن وبرلمان وحكومة وصحافة حرة وأجهزة إعلامية .

وكان  تأسيس الاتحاد عام 1959م قد مثل خطوة عصرية متقدمة نحو بناء دولة في الجنوب وكان لكل ولاية حكمها الذاتي الخاص بها وقد شهد الجنوب وخاصة عدن تطوراً اقتصادياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً .

في حين كانت أهداف الغزاة متشابهة من حيث الأهمية الإستراتيجية لميناء عدن وموانئ الجنوب الأخرى منذ عهد الرومان والبرتغاليين والسبأيين والقاسميين وأخيرا الانجليز ولكن الفرق بينهم أن السبأيين والقاسميين قد استهدفوا محو تاريخ وهوية الجنوب العربي وما رافق ذلك من حملات إبادة لشعبه والاستيلاء على أراضيه وثرواته .

هذه هي الأهداف المبطنة التي سعت إليها أجهزة المخابرات في الجمهورية العربية اليمنية منذ قيامها .

لقد كان الانجليز أثناء فترة الاحتلال للجنوب أكثر رحمة وإنسانية فمنذ وطأت أقدامهم عدن عام 1839 م وحتى خروجهم عام 1967 م لم يقتلوا ما نسبته 5 % مقارنة بما تم سفكه في عهد الرفاق حتى عام 1990م مرورا بالغزو اليمني  للجنوب عام 1994 م وحرب 2015 م .

لقد احترم الانجليز الدين الإسلامي وعادات وتقاليد شعب الجنوب  طوال الفترة الاستعمارية وإذا حدث ومرت قافلة عسكرية تحمل جنودا منهم وشاهدوا جنازة يحملها مسلمون إلى المقبرة وصادفت طريقهم أوقفوا سياراتهم ونزل قادتهم ورفعوا قبعاتهم واحنوا رؤوسهم للميت المحمول احتراما لمشاعر المسلمين !!

فماذا فعل غلاة الماركسية من أبناء جلدتنا ألم يسحلوا علماء الدين وهم أحياء ؟ ألم يضربوا رؤوسهم بالفؤوس وهم أحياء في مسيراتهم الغوغائية ؟

إن بريطانيا لم تذل الإنسان كما فعل الرفاق لقد وفرت التعليم والصحة والكهرباء والمياه والخدمات الأخرى والأمن .

أما اليوم وفي ظل الشرعية المزعومة فقد بلغ الإنسان أقصى درجات الذل والمهانة في كل مناحي الحياة .

وأخيراً أقول ليس ما سبق إنكار أو إغفال لمطالب شعب الجنوب وتضحياته و الإنعتاق من الاستعمار وبناء دولته المستقلة كباقي  شعوب الأرض ..أو التقليل من مطالبته بالحرية والاستقلال..ولكن ..

كان في إمكاننا نيل حريتنا واستقلالنا دون نرتمي في أحضان الغير !!

ودون  أن نسفك كل هذه الدماء وأن نحافظ على دولتنا ..ونحصن بلادنا ونتفاهم بيننا ولكن ذلك لم يحدث مع الأسف الشديد ..!!

فهل نعتبر من التاريخ ودروسه أم أننا لا زلنا نستجر الماضي ودون أن نعتبر مما جرى ؟ وفي هذه الذكرى هل آن لنا أن نستوعب الدروس القاتلة ونتصالح فيما بيننا أم لا؟

والسؤال هو: لماذا نحتفل اليوم  بذكرى 14 أكتوبر ونرفع راياتها  وهي التي جلبت لنا الخراب والدمار ولا زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم .؟؟!!!