تحليل : استنساخ (الحراك الجنوبي) ورقة قطر وإيران الأخيرة

2017-11-12 15:37
تحليل : استنساخ (الحراك الجنوبي) ورقة قطر وإيران الأخيرة
شبوه برس - متابعات - عدن

 

بدأ زعيم الحراك الجنوبي المؤسس حسن أحمد باعوم مرة أخرى، بصوت مبحوح يلقي خطاباً متلفزاً، هاجم فيه التحالف العربي ودولتي الإمارات والسعودية، وكذا من وصفه بتحالف سبعة يولي؛ لكنه لم يشر بشكل صريح إلى جماعة الحوثيين وقوات صالح التي شنت عدوانا ثانيا على الجنوب في العام 2015م. ووصف جنوبيون خطاب باعوم (الأب) بالصادم والمسيء إلى تاريخ الرجل المناضل والمؤسس الأول للحركة الوطنية الجنوبية، الأمر الذي دفع البعض الى القاء اللوم على نجله فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية المقال في العام 2014م، اي قبل الحرب العدوانية الأخيرة على الجنوب.    

 

فادي باعوم يقال بتهم الفساد    

في منتصف ديسمبر 2014م، عزلت الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب رئيس الحركة فادي حسن باعوم من منصبه متهمه إياه باستلام مبالغ من داعمين في الخارج وتسخيرها لمصلحته الشخصية. وقالت الحركة في بيان صدر يوم الـ13 من ديسمبر «اتخذت الحركة خلال اللقاء عددا من القرارات التنظيمية أبرزها قرارا بإقالة فادي حسن باعوم من رئاسة الحركة الشبابية والطلابية، وتكليف النائب الأول علي عبدالرب صالح برئاسة الحركة». وقالت قرار عزل باعوم جاء بعد «تجاوزه اللوائح التنظيمية وتصرفه بصورة انفرادية في اتخاذ القرارات بشأن الحركة الشبابية والطلابية، وزج الحركة الشبابية والطلابية مع مكونات أخرى بحثا عن مكاسب شخصية ذاتية تعود إليه، وغياب مبدأ الإفصاح في هيئة رئاسة الحركة الشبابية، وجعل الحركة في عالم المجهول». ورحبت حينها فروع الحركة الشبابية والطلابية بـ«القرار الذي اتخذته قيادة الحركة، وقضى بعزل فادي باعوم من رئاسة الحركة وانتخاب الناشط علي عبدالرب بديلا عنه».  

 

وقالت فروع الحركة في شبوة ومحافظات جنوبية أخرى «إن فادي باعوم يستلم باسم المجلس الأعلى للحراك مبالغ مالية تبلغ قرابة 60 ألف دولار شهريا من دول خارجية، ويقوم بتسخيرها لمصلحته الشخصية ولمصلحة أسرته».   وأضافت «كما يقوم باعوم بالتدخل في عمل ونشاط الحركة بشبوة ويتخذ العديد من القرارات الفردية التي من شأنها التأثير على عملها، ومنها عزل قيادات منتخبة بالمحافظة واستبدالهم بآخرين، متناسيا أن زمن الوصاية والتعيينات ولىَّ إلى غير رجعة».  

 

دعم إقليمي ويمني لفادي باعوم    

وحظي باعوم فادي بدعم اعلامي من قطر وإيران اللتين سخرتا قنواتهما الإعلامية لتلميعه واظهاره كقائد في الحراك الجنوبي على الرغم من انه مقال من رئاسة الحركة، ناهيك عن موقفه الداعم للحوثيين في الحرب التي شنت على الجنوب في العام 2015م. ولم تكن قطر وإيران من دعمتها فادي باعوم، فالحكومة الشرعية اليمنية التي طالما وهاجمها فادي باعوم تماشيا مع موقف طهران الداعم للحوثيين في شمال اليمن، أعلنت دعمها لفادي باعوم.

الدعم من الحكومة الشرعية تبناه تيار جماعة الإخوان المسلمين ووزراء في الحكومة الشرعية. ومن ابرز تلك الاصوات الداعمة لموقف فادي باعوم الأخير والرافض للتحالف العربي الذي يدعم الشرعية التي يمثلها الوزراء المؤيدون لبيان فادي باعوم.

وبارك القيادي الإخواني عبدالرب السلامي انعقاد "مؤتمر المجلس الاعلى للحراك الثوري بزعامة حسن باعوم".  

وأضاف "نبارك للمجلس الاعلى للحراك هذه الفعالية من منطلق أنها خطوة نحو إعادة روح التعدد والتنوع للساحة الجنوبية".   وكشف السلامي عن توجه القوى اليمنية المناهضة للجنوبيين وحقهم في استعادة دولتهم السابقة عن اعتزام القوى اليمنية عقد مؤتمرات في الجنوب، قائلا: "الأيام ستشهد الساحة الجنوبية مؤتمرات لتكتلات سياسية أخرى، بعضها يحمل مشروع الاستقلال وبعضها يحمل مشروع الفيدرالية الثنائية وبعضها يتبنى مشروع الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم".   وأشار الى أن هناك تكتلات متعددة ومشاريع متعددة، والكل جنوبيون، والساحة تتسع للجميع، ويبقى معيار النجاح في المستقبل متوقفا على مدى القدرة في صناعة المشترك الوطني بين المكونات المختلفة. وعد سياسيون تصريحات السلامي بانها تأكيد على دخول القوى اليمنية الشمالية في صراع وجود مع الجنوبيين، الأمر الذي قد يفجر حربا دموية في الجنوب، خاصة في ظل التصريحات التي أطلقها ساسة إخوان من تركيا بأنهم سوف يشعلون الحرب في الجنوب ان فكر قادته في الذهاب نحو الاستقلال.   باعوم يحرق تأريخ والده   واعبر جنوبيون عن خيبة أملهم حيال البيان الصادر بلسان باعوم، مؤكدين انه بيان اثار الصدمة في الشارع الجنوبية، حيث تجاهل بشكل متعمد ذكر الجرائم التي ارتكبها الحوثيون وقوات المخلوع صالح في عدن.  

 

وقال ناشطون جنوبيون إن فادي باعوم أخر تاريخ والده المؤسس للحراك الجنوبي، عندما دفعه الى تبني مواقف سياسية بعيدة عن تطلعات الجنوبيين وذلك من أجل تحقيق مكاسب مادية. ويعاني باعوم(80) عاما من أمراض عدة، الأمر الذي قال جنوبيون ان الأفضل له هو الابتعاد عن السياسة والاحتفاظ بالسجل الكبير والمشرف في مقارعة قوى الاحتلال اليمن وتأسيس الحراك الجنوبي، الذي اوجد لاحقا المقاومة الجنوبية.  

 

ورقة أخيرة  

ويعتقد خبراء وسياسيون أن مؤتمر باعوم المنعقد في عدن جاء نتيجة لموقف قطري إيراني مناهض للتحالف العربي والجنوب الذي يطالب بتقرير المصير، حيث تعارض قطر الجنوبيين في الحصول على الاستقلال واستعادة دولتهم السابقة، وسبق لنظامه ودعم نظام صنعاء في الحرب العدوانية الأول منتصف تسعينات القرن الماضي. وقال الخبير والسياسي الجنوبي نزار هيثم "من حق اي فصيل او جماعة عقد اي لقاءات جنوبية، وايضا من حق الشرعية ان تدعم فصيل بنفس ما كان يعمله عفاش والهدف لتفريخ المكونات وابقاء الجنوب تحت عبثهم السياسي، ومن الطبيعي ان يتواجد بهذا الفصيل عناصر منتمية وتسبح بحمد الشرعية ومع مشروع الاقاليم وهي مسؤولة عن ادارة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الداخلية اليمنية وبعضها قيادات عسكرية معروفة".  

وأضاف هيثم "لكن الغريب والعجيب انها تتواجد لتدعم من يهاجم التحالف علانية وينعتهم بالاحتلال السعودي والإمارتي وبتناغم مخيف مع ما تقوله قنوات ايران وقطر وحلفائهم الحوثيين، حضور قنوات الجزيرة ويمن شباب وبلقيس الاخونجية سيجعل من هذا اللقاء مادة دسمة لمهاجمة التحالف فقط ولن يخدم سوى الحوثيين".

 

"قطر" تفشل في تسجيل حضور سياسي في عدن   

وأكد وسائل إعلام عربية "فشل فصيل سياسي موال لقطر من تسجيل حضور سياسي في العاصمة عدن، في أعقاب دعوته إلى المؤتمر موسع دعا له موالون للدوحة وإيران في مدينة عدن.  

وقال موقع 24 الإخباري العربي، إن "الدوحة مولت مؤتمراً لفصيل يمني في عدن يتزعمه الناشط فادي باعوم المقيم في الضاحية الجنوبية ببيروت في رعاية ميليشيا حزب الله الإرهابي، هدفه الخروج برؤية مناهضة للتحالف العربي، إلا أن الاجتماع فشل قبل أن يتعرض لهجوم واسع من ناشطين جنوبيين يمنيين على خلفية اعتبار القائمين على المؤتمر جماعة الحوثي بأنها جماعة شقيقه لم ترتكب أي جرائم في جنوب اليمن".  

وانتقد ناشطون بشدة مؤتمر باعوم واعتبروا القائمين عليه بمنح الحوثيين حصانة من الملاحقة جراء الجرائم التي ارتكبت في عدن، وأعد الفصيل السياسي دول التحالف العربي بأنها دول احتلال، تتزامنا والخطاب الإعلامي للحوثيين وإخوان اليمن. ووصفت مصادر سياسية في الحراك الجنوبية بأنه فشل قبل أن يدشن لأنه اعتمد على عناصر قد فشلت كثيراً، ولم تقدم للجنوب أي شيء. وتسعى لقطر لدفع جنوبيي اليمن إلى الاقتتال فيما بينهم على غرار دعمها للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في الحرب الأولى على الجنوب في منتصف تسعينات القرن الماضي. وتعتقد إيران وقطر ان استنساخ حراك جنوبي يؤمن بمشاريعهما العدائية ورقتهما الأخيرة، غير ان موقف الشارع الجنوبي من مؤتمر فادي باعوم حطم احلامهما وعزز من شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبياً، والذي أكد على الشراكة مع التحالف العربي في محاربة المد الإيراني والتنظيمات الإرهابية التابع للقطر.

*- اليوم الثامن