انتهازية حزب الإصلاح اليمني !!

2017-12-16 12:27

 

منذ اندلاع ثورة الشباب اليمني في 11 فبراير عام 2011م، منادية بإسقاط نظام الرئيس صالح ،كان حزب الإصلاح اليمني ،جزءا من المشكلة لا الحل، وقد تخندق رجاله  منذ بداية الثورة الشبابية ،ضد نظام صالح، وأحكموا سيطرتهم عليها ،قبل أن يقوموا بتجييرها لصالحهم ،وقد استغل الإصلاح، مشاركة بعض عناصره في الثورة، و سرعان ما ظهرت أزمة ثقة، بين الثوار والقيادات القبلية والعسكرية التقليدية، وتبين أن قيادة الإصلاح ،لا تريد نصرة الثورة، قدر ما تسعى لمكاسب سياسية !!

 

وفي الساحات تباينت الشعارات ،عندما كان الشباب يرددون : ( لا حزبية ولا أحزاب .. ثورتنا ثورة شباب ) !!

بينما كان الإخوان - الإصلاح ) يرددون : ( لا حوثية ولا إيران .. ثورتنا ثورة إخوان ) وهنا ظهرت انتهازية الإصلاح ،ومحاولته اختطاف الثورة الشبابية !!

وفي 28 نوفمبر عام 2014م، قام الإصلاح بإرسال وفد رفيع المستوى ،لمقابلة عبد الملك الحوثي ،من أجل طي صفحة الماضي، وقد فسر البعض، أنها لعبة سياسية جديدة للإصلاح لتحقيق مصالحه !!

وظل الإصلاح يحاول التعايش مع الحوثيين ،إلا أنهم لم يقبلوا إلا باجتثاثه من الخريطة السياسية ،وتساقط أعضائها كأوراق الخريف، وأفسحوا المجال للحوثيين لدخول صنعاء، دون أي رد فعل، أو حتى الدفاع عن أنفسهم ومقراتهم !!

 

ورغم قيام عاصفة الحزم ،بقيادة السعودية في 26 مارس عام 2015 م، لاستعادة الشرعية عاش الإصلاح، أسوأ كوابيسه مع  دول الخليج، نتيجة مواقفه مع الإخوان المسلمين ،في مصر، وقد كان الإصلاح، أكثر التيارات السياسية إعاقة ،لاستعادة الدولة اليمنية، عبر العراقيل التي كان يضعها ،أمام تحرير المدن والمناطق من سيطرة الحوثيين ،وخاصة في المناطق الجنوبية وتعز !!

 

وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، عاد الإصلاح إلى الانتهازية من جديد، بعد أن ترك اليمن فريسة لأطماع المتمردين ،وعمل على خلخلة الصف الوطني ،من خلال التأخير في حسم المعارك ،ولم يعلن الإصلاح انضمامه للشرعية ،إلا بعد أن حصل على وعود لاستيعاب قادته الفارين من اليمن، بالتركيبة الجديدة التي جرى تشكيلها بعد خروج رئيس الوزراء السابق ،خالد بحاح ،

 

وقد حذرت قيادات جنوبية ،من استغلال قيادات الإصلاح الاخوانية، للانتصارات العسكرية التي حققتها المقاومة الجنوبية، وقد حاول الإصلاح ،بانتهازيته المعروفة استثمار هذه الانتصارات لمصلحته، فهو لا يريد الانخراط بشكل كامل، مع الشرعية التي حصل منها على الكثير من المناصب والمراكز المهمة السياسية والعسكرية والإعلامية، والدليل على ذلك موقف الإصلاح من المعارك التي تدور رحاها في اليمن، ويحاول إطالة أمد المعركة ،عبر تغذية الانقلابيين بمختلف أنواع الأسلحة ،عبر شخصيات نافذة ،تسعى لاستمرار الحرب والإثراء غير المشروع، من تجارة السلاح والحصول على الأموال !!

 

ويعاني اليمنيون ،من انتهازية جماعة الإصلاح، الممزوجة بالمصالح السياسية والحزبية ،وتبذل الجماعة جهودا مستمرة ،لمواكبة هذه المصالح وتحقيق ثروات على حساب الشعب!!

وظل الإصلاح على مواقفه المتأرجحة، في دعم جبهات القتال، رغم إعلان قادته دعم عاصفة الحزم، وهناك معلومات أكدت مشاركة الإصلاح، إلى جانب الحوثيين ضد الشرعية حيث عثر على بطاقات مقاتلين، ينتمون إلى ( الإصلاح ) !!

 

وقد مارس هذه الانتهازية، أثناء تحرير مدن الجنوب، حيث دخل المشهد في نهايته لقطف ثمار النصر، ويحاول اليوم أن يقطف الثمار ثانية، في عملية تحرير تعز والساحل الغربي وبيحان ، وانتهازية الإصلاح ليست جديدة، فقد تمت في أكثر من محطة ،فخلال العامين من حرب ضروس بين الانقلابيين، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية ،مدعومة بالتحالف العربي، كان الإصلاح ولازال يعمل ،على منع النصر في الشمال، وقد ظهر ذلك بوضوح في المناطق الجنوبية ،وفي عدن تحديدا عام 2015م !!

 

وقد أكد ذلك وزير الدولة الامارتي الدكتور أنور قرقش فقال : ( إن انتهازية الإخوان في حرب اليمن انكشفت بوجود أدلة حول التنسيق بين جماعة الإصلاح وتنظيم القاعدة والأدلة التي عثر عليها في اليمن حول ذلك دامغة ولعله ارث سيد قطب التكفيري من جهة وتاريخ من الانتهازية السياسية الموثقة )

 

إن رهانات الإصلاح ،على الحوثيين ،هي انتهازية سياسية، والإصلاح هو الغطاء السياسي لتنظيم القاعدة ،وهي خرجت من عباءته ،وظل الإصلاح، يتهرب ولازال مبديا عجزه ،عن تبني رؤية إستراتيجية واضحة، للحرب اليمنية، وفي هذا الأسبوع استدعي محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح، وأمينه العام عبد الوهاب الآنسي للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي ،الشيخ محمد بن زايد ،وتركز اللقاء في بحث إعادة تخطيط الحرب المستعرة في اليمن منذ ثلاث سنوات ، وموقف الإصلاح؟؟!!

 

والسؤال الأهم المطروح : هل تردد الإصلاح في المعركة ،هو ضعف في قدراته أم رغبة في الحفاظ على مقدراته ،ليصبح الرابح الأكبر بعد الحرب ؟؟!!

ونعتقد أن الإصلاح اضعف من أن يقود المعركة ،ولا يمثل قوة ردع قادرة على تعيير موازين القوى بمفرده، والسبب هو خوفه الذي يلازمه انه مستهدف ومكروه شعبيا من خلال مواقفه المتخاذلة،  وشعوره انه فقد مصداقيته و سيخرج في النهاية من المولد بلا حمص !!