شهدت جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن أمس، أجواء توتر إثر اقتحام وجهاء وسياسيين، بينهم أعضاء في البرلمان، المربع الأمني لمؤتمر الحوار الوطني في العاصمة صنعاء برفقة أفراد حراستهم الخاصة المدججين بالسلاح، بعدما تجاوزوا اللجنة الأمنية المكلفة حراسة فندق “موفمبيك” الذي يعقد فيه المؤتمر إلى قاعاته، وسط ردود فعل غاضبة وسط المشاركين الذين قرروا رفع جلسات المؤتمر تعبيرا عن استنكارهم لعملية الاقتحام، فيما أعلن ممثلو قائمة الحوثي مقاطعتهم لجلسات الحوار لمدة 24 ساعة .
وقالت مصادر عسكرية أن مشادة كلامية حصلت بين حراسة الشيخ محمد بن ناجي الشايف، وهو وجيه قبلي وعضو في البرلمان، وقادة الوحدة العسكرية المكلفة تأمين الطرق المؤدية إلى مقر المؤتمر، بعد رفضه الالتزام بنظام الوصول إلى مقر المؤتمر بالباصات التي خصصتها اللجنة الأمنية لذلك، وأنه أصر على الدخول بسيارته ومرافقيه إلى مقر المؤتمر، ما دعا القادة العسكريين إلى الاحتجاج لدى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار والتهديد بالانسحاب إن لم تتخذ موقفاً حيال هذه التصرفات .
وأكدت المصادر أن هذه الانتهاكات حصلت من شخصيات سياسية ووجهاء آخرين أصروا على اقتحام المربع الأمني لمؤتمر الحوار .
ونفذ شباب الثورة المشاركون في المؤتمر وقفة احتجاجية بجانب منصة المؤتمر وطالبوا بطرد الشيخ الشايف وتقديم اعتذار للجنة الأمنية وأعضاء المؤتمر، فيما أوقف التلفزيون بث الجلسة التي انعقدت أمس برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار النائب سلطان العتواني بعدما اضطربت قاعة الاجتماع نتيجة احتجاج أعضاء المؤتمر على هذا الموقف، ما اضطر رئاسة الجلسة إلى إعلان وقفها لمدة نصف الساعة، فيما وجهت الأمانة العامة للمؤتمر إنذاراً إلى الضالعين في عملية الاقتحام من دون ذكر أسمائهم .
ولوحظ أمس حضور الكثير من الوجهاء والمسؤولين وممثلي القوى السياسية وخصوصاً من النظام السابق في رفقة حراستهم الشخصية، ورفض الكثير منهم الدخول وفقاً للإجراءات المعمول بها في المؤتمر نتيجة القلق الأمني وخصوصاً بعد محاولة مسلحين اغتيال عضو في مؤتمر الحوار عن قائمة الحوثيين .
وطالب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني أحمد بن مبارك رئاسة المؤتمر إحالة كل من يخالف أنظمة المؤتمر وقوانينه الى لجنة الانضباط .
وجاء ذلك فيما أعلن أعضاء الحوار الوطني من قائمة الحوثيين تعليق مشاركتهم في الحوار الوطني لمدة 24 ساعة احتجاجاً على محاولة اغتيال أحد أعضاء القائمة من مسلحين في موقع قريب من قاعة مؤتمر الحوار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من مرافقيه وفرار الجناة .
وأعلن نائب رئيس مؤتمر، الحوار الوطني النائب سلطان العتواني، إدانة المؤتمر لجريمة الاعتداء التي قال إنها تأتي في سياق المحاولات التي تستهدف تعطيل الحوار، ودعا إلى التنبه لهذه المحاولات وإفشالها . كما دعا في الوقت ذاته الجهات المسؤولة إلى توفير الحماية لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ولكل مواطن يمني في هذا البلد .
وكان ممثلو فصائل الحراك الجنوبي المشاركين في المؤتمر طالبوا بدراسة المقترحات التي تقدم في المؤتمر في شأن حل القضية الجنوبية وشددوا على الأخذ بالحلول التي تقترح الانتقال باليمن إلى الدولة الاتحادية الفيدرالية بما يضمن حلولاً عادلة وشاملة للقضية الجنوبية .
* نقلا عن الخليج