الجنوب ...تناقضات ومناصب

2018-01-11 06:28

 

الذين عارضون بالأمس وجود الأخ عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن مِـن منطق أن هذا المنصب وغيره من المناصب التي تمنح للقيادات الحراكية دون ضوابط محددة ودون وضوح بالرؤية في الشراكة السياسية للجنوب مع الشرعية سيكون له تبعاته السلبية على القضية الجنوبية, ومن منطق التوجّــس من أن تقلب هذه السلطة المسماة بالشرعية ظهر المجن لتضحيات الجنوب ودوره بهذه الحرب بعد أن تنال منه وطرها(وهذا فعلا ما أثبتت الأيام صحته للأسف), ولكنهم اليوم يقفون على النقيض من ذلك, يؤيدون اقتراح تعيين الأخ علي الغريب –الذي نكِـنُّ لشخصه ولشخص الزبيدي كل التقدير- محافظاً بعد أن كان الزبيدي في نظهرهم متخاذلا وطالب سُـلطة, والغريب اليوم وطني عيار 24قيراط إن هو تقلد ذات المنصب.!

 

وبالمقابل فأن الذين أيدوا تولي الزبيدي حينها -وغيره من المحافظين والوزراء الجنوبيين المقالين- ذلك المنصب من منطق أنه سيخدم القضية الجنوبية وسيتمكن به الجنوب من وضع له موطئ قدم على الأرض و سيتمسك بالمؤسسات, نراهم اليوم أيضاً يقفون على النقيض من موقفهم السابق, يعترضون على تعيين الغريب أو غيره من الرموز التي لا تروق لهم, ففي الوقت الذي كان فيه الزبيدي في نظرهم وطني على سنجة عشرة حين كان محافظاً فقد بات الغريب في نظرهم متخاذلا وطالب سُلطة إن هو تقلد ذات المنصب.!

 

مالذي تغير بالأمر في نظر هؤلاء جمعيا؟. لا أعتقد ان أشياء حقيقة قد تغيرت معهم ومعنا جميعاً ,فالمنصب هو ذات المنصب, والانتماء الجنوبي للزبيدي والغريب- وغيرهما من الرموز الجنوبية المؤمنة بالحق التحرري للجنوب -هو ذات الانتماء, وهادي هو ذاته الذي تُشد اليه الرحال الجنوبية كل يوم لاستجداء قراراته بالتعيين , وسلطته"الشرعية" هي ذاتها التي تُــنسج تلك القرارات خِـلسة خلف الستار بمداد " إخونجي " كما يقوله البعض.... إذاً لم يتغير بالأمر شيئاً حتى نتفهم هذا التناقض بالمواقف الذي يتملّــك هؤلاء, لم يتغير شيئا إلا هُم من تغير فقط بعد أن غيروا مواقفهم وتبادلوا مواقع القبول والرفض للمناصب بحسب زاوية رؤية ولاءاتهم الشخصية المرتهنة لزيد أو لعمرو- أو في أحسن الأحوال المرتهنة لهذا الفصيل أو ذاك المكون-, مواقف متخبطة ومتناقضة بشكل صارخ, لم تُبنَ بكثير من الحالات على قناعات ومبادئ منطقية يمكن الاحتكام لها كمعايير تحكم نضالنا بالانتصار الحقيقي للقضية الجنوبية دون تفحص الوجوه أو التعصب لهذا الشخص أو ذلك المجلس أو لذاك التيار .