كانت الثورة الشبابية في اليمن فرصة ممكنة لتصحيح مسار ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م من باب اسقاط الدولة العميقة التي تشكلت بالتزاوج بين الملكيين والجمهوريين والتي ابقت ارتباط القبيلة بالزيدية فأفسدت اليمن وزادته تخلفاً على تخلفه وأن كانت توسعت جغرافياً باحتلال الجنوب في ١٩٩٤م، كانت الثورة الشبابية (فورة) وليست (ثورة) فلقد نجحت القبيلة بمذهبيتها ان تركب الثورة الشبابية عبر الكهل علي محسن الاحمر الذي عرف كيف يقفز في جمعة الكرامة على اشلاء شباب وشابات واذهانهم وحتى احلامهم بالتغيير.
أفرغت (الفورة) من مضمونها عندما قادت توكل كرمان الشارع في خطاب معادي للسعودية تحديداً فلقد كُشفت الحقيقة كاملة بمؤامرة اخوان اليمن ليتكامل المخطط وتكون اليمن حلقة من حلقات اللهب في مصر وليبيا وسوريا وتونس، سقطت اليمن في الفخ وتحولت (الفورة) لحمام دم بدأ باقتتال في صنعاء بين ابناء العمومة الاحمريين وانتهى بدخول الحوثي غرف نومهم، الدرس البليغ أكبر بكثير من ان تستوعبه شباب وشابات اليمن فوحشية اليمن الاعلى أعمق من أن تستوعبها احلام الصغار.
*- هاني مسهور – كاتب ومحلل سياسي – الرياض