صحيفة دولية : تنصيب هادي على رأس حزب المؤتمر يوسّع الانقسام داخله

2018-03-30 06:45
صحيفة دولية : تنصيب هادي على رأس حزب المؤتمر يوسّع الانقسام داخله
شبوه برس - متابعات - دولية

 

قالت صحيفة دولية أن ما أقره اجتماع لقيادات من حزب المؤتمر الشعبي في المحافظات الجنوبية تولي الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي رئاسة الحزب، خطوة اعتبرها مراقبون للشأن اليمني أنها ستوسّع حالة الانقسام داخل الحزب، فضلا عن كونها محاولة لقطع الطريق أمام استلام أحمد علي نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مهمة إدارة الحزب بهدف استعادة دوره المركزي في مهمة التحرير.

 

وأضافت صحيفة العرب اللندنية في عددها الصادر اليوم الجمعة وفقاً لمصادر سياسية أن هادي استبق النقاشات غير المعلنة التي تشهدها العاصمة المصرية القاهرة حول مستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام من خلال الإيعاز إلى قيادات مقربة منه لعقد اجتماعات ومؤتمرات للحزب في بعض المناطق اليمنية المحررة واتخاذ قرارات جديدة تتحول إلى أمر واقع.

 

ونقلت عن مراقبين تأكيدهم أن هذا الاجتماع يعمّق من حالة الانقسام في صفوف المؤتمر ويقطع الطريق خصوصا على تفاهمات كانت على وشك الخروج برؤية موحدة لمستقبل الحزب وقياداته، كحصيلة لسلسلة اجتماعات القاهرة خلال الفترة الماضية بمشاركة قيادات بارزة في المؤتمر من مختلف التيّارات والأجنحة.

 

وجاءت هذه الخطوة المفاجئة، بعد أيام من تصريحات صحافية لرئيس الوزراء اليمني والقيادي البارز في حزب المؤتمر أحمد عبيد بن دغر، تحدث فيها عن قرب تشكيل قيادة مشتركة وموحدة للمؤتمر، تضم هادي والسفير أحمد علي عبدالله صالح وجميع قيادات الصف الأول في الحزب.

 

كما نقلت الصحيفة عن عضو اللجنة العامة في المؤتمر عادل الشجاع قوله: أن اجتماع عدن يؤكد أن قيادة الشرعية أداة بيد حزب الإصلاح الذي يسعى إلى تمزيق المؤتمر بأي شكل من الأشكال.

 

وأضاف الشجاع “لو كان هادي ومن معه من الذين رتبوا لهذا الاجتماع حريصين على السلام لما أقدموا على مثل هذه الخطوة. فوحدة المؤتمر تعني اليمن ككل لأن بقاء المؤتمر قويا يمنع الصراع المذهبي بين الإصلاح والسلفيين والحوثيين وكذلك الصراع المناطقي بين الشمال والجنوب. من يسعى إلى تمزيق المؤتمر كمن يطلق النار على رأسه”.

 

وبحسب مصادر الصحيفة فإن حزب المؤتمر يشهد صراعا محتدما حول السيطرة عليه سواء داخل الشرعية أو في معسكر الانقلاب، حيث يطالب هادي برئاسة المؤتمر انطلاقا من رئاسته للدولة وهو الأمر الذي تعارضه قيادات عديدة داخل المؤتمر.

 

مشيرة بأن أي خطوة في هذا الاتجاه من دون التفاهم مع التيار الآخر المناهض للحوثيين في المؤتمر يمكن أن تفاقم من حالة التشظّي والانقسام وتعزز بالتالي من قوة الجناح الموجود في صنعاء والذي لا يزال يتشبث بالتحالف مع الحوثيين.

 

وتتهم قيادات فاعلة في المؤتمر جماعة الإخوان بلعب دور في تعميق انقسام المؤتمر والسعي للزجّ بقيادات محسوبة عليها في صفوف الحزب، بهدف فرض الوصاية عليه واختطافه من الداخل، في نموذج مشابه لما يقوم به الحوثيون في صنعاء.

 

حيث نقلت الصحيفة عن وكيل وزارة الإعلام والقيادي في حزب المؤتمر نجيب غلاب قوله : إن إخوان اليمن عملوا قبل انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 على تصوير الانقلاب بأنه منتج مؤتمري وأن الحوثية مجرد أداة من أدواته.

 

وأشار غلاب إلى أن التحوّلات المتسارعة التي شهدتها الساحة اليمنية غيرت من استراتيجية الإخوان تجاه حزب المؤتمر والتي باتت تسعى في الوقت الراهن لتشتيت المؤتمر وفق ثلاثة اتجاهات ، حيث يعمل الاتجاه الأول على تصوير مؤتمر صنعاء وكأنه أصبح فرعا حوثيا خالصا، وفي ذات الوقت التشكيك بجماعة الثاني من ديسمبر التي يمثلها الجناح المناوئ للحوثيين في المؤتمر ومحاولة تصوير الحزب باعتباره معاديا للشرعية.

 

ويتمحور الاتجاه الثاني حول الإيحاء بأن المؤتمر ارتبط بصالح وأن إعادة إنتاجه أصبحت أمرا غير ممكن وأن أي محاولة للملمة صفوفه تعد تقوية لأفراد عائلة صالح، مع تصويرهم بأنهم ضعفاء، وأن أي محاولة في هذا الاتجاه مرفوضة ولا بد من مواجهتها.

 

أما الاتجاه الثالث الذي تعمل عليه جماعة الإخوان فيتمثل في العمل على تعميق الانقسامات ودعمها ومحاولة استتباع بعض الأجنحة بحسب صحيفة العرب.