ستنتهي الحرب، فماذا عن النتائج؟

2018-11-04 14:01

 

مهما طالت الحرب في اليمن الا أنه من المؤكد في أنها ستتوقف ذات يوم، وأنه من المؤكد أيضا في ان الدول الكبرى ومعها دول التحالف ستقبل في نهاية المطاف بسلطة الأمر الواقع للحركة الحوثية على معظم الشمال،  ومن المؤكد أيضا في أن دول التحالف التي كانت على أمل في بداية الحرب من دحر نفوذ الحركة الحوثية المدعومة من إيران من اليمن كله، في أنها ستحرص أشد الحرص على أن يظل الجنوب والمناطق المحررة في الشمال قريبة من التحالف وبعيدة عن دائرة نفوذ الحركة الحوثية وإيران.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه من اليوم من هي القوة المحلية التي يمكن للتحالف أن يثق بها، وأن  يمكنها من إدارة المناطق المحررة في ظل تعدد القوى الفاعلة في تلك المناطق وتباين أهدافها.

 وباستعراض سريع لتلك القوى يمكن لنا الاجتهاد في ذلك الأمر وطرح وجهة نظر شخصية قد تكون قريبة من الحقيقة وقد تكون بعيدة عنها.

- حزب الإصلاح حزب منظم ولديه قدرة سياسية وإدارية وعسكرية مهمة لكن رغم ذلك فهو ليس الطرف المرشح لاستلام إدارة المناطق المحررة فعلاقته بالتحالف يسودها عدم الثقة، كما ان التحالف يخشى من مسألة تقاربه المحتمل مع الحركة الحوثية التي يمكن لها أن تحدث في أي وقت، فضلا عن صلات حزب الاصلاح الجيدة بالدول التي تنافس السعودية والامارات على النفوذ في المنطقة( قطر ، تركيا، إيران) وبالمجمل فالموقف العام لدول التحالف من جماعة الاخوان لا يدعم ذلك الاحتمال.

- المؤتمر الشعبي العام الذي كان التيار الأقوى في عهد صالح، أصبح قليل التأثير في مجريات الوضع الداخلي، ومنقسم في تبعيته بين أكثر من طرف، كما ان تحالفه مع الحركة الحوثية الذي ساهم في سقوط الدولة بيدها لا يشجع دول التحالف على رهن مستقبل المناطق المحررة التي كلفتها الكثير، بيد قوى يمكن لها ان تعيد التحالف مع الحركة الحوثية من جديد.

- الاحزاب القومية واليسارية وأهمها الأشتراكي والناصري، ليس لهما تأثيرا فعالا في الوضع الداخلي يمكن المراهنة عليه، كما أن ماضي العلاقة بينهما وبين دول التحالف لا تدفع باتجاه تعزيزها في المستقبل.

- القوى التي يبدو أنها ستكون أكثر حظا عند التحالف هما التيار السلفي والمجلس الانتقالي، فعلى الرغم من أن كل منهما لا يمتلك بنية تنظيمة منضبطة ومرجعيه سياسية وعسكرية واحدة، الا ان لهما تأثيرا كبيرا داخل المناطق المحررة يمكن المراهنة عليه، وفضلا عن ذلك فقد أظهرت الحرب أن اتباعهما كانوا أكثر اخلاصا في القتال إلى جانب التحالف من أي طرف آخر، والأهم من ذلك كله بالنسبة للتحالف موقفهما من الحركة الحوثية، فهما أكثر الأطراف المحلية التي لايمكن لهما التقارب مع الحوثي في المستقبل بسبب الخلاف العقائدي الديني مع التيار السلفي من جهة، والخلاف على الأرض مع الانتقالي من جهة أخرى.